تحية إلى سعاده
بلال شرارة
يستحق أنطون سعاده المفكر والقائد السياسي أن يُمجَّد، ويستحق الحزب القومي التحية الوطنية في الذكرى 84 لتأسيسه نظراً لأدواره الوطنية والقومية السورية ومواقفه المختلفة.
نحن كنا صغاراً ولم ننتبه لسعاده ولم يقدَّم لنا ونحن نكبر كمفكر، وإنما كـ «انقلابي» على النظام، ثم أنه أُعدِم.
أنا قرأت أنه ذهب إلى الموت بشجاعة كما عاش حياته بشجاعة كاملة.
أنا رأيت أنه حاول تأسيس منظومة سياسية غير طائفية وغير عرقية في الأوطان الفيدراليات والكونفدراليات الطائفية والمذهبية والعرقية والجهوية والفئوية والقائمة اليوم.
قرأت ورأيت وأرى اليوم أنه لا يوجد نظام في شرق الشرق الأوسط موحّد الأرض والشعب والمؤسسات بل أنظمة توافقية أو مركزية بالقوة.
الآن، وقد قرأت فكر سعاده الذي اختلفت معه في الجغرافيا، أقول إنني اتفق مع مشروعه الأخلاقي والتنظيمي، وأنا معي بعض أبناء جيلي، نختلف معه في المشروع الإيديولوجي والسياسي ومساحة المشروع.
لا بأس أن أقول ذلك، لأننا أمام مفكر حواري يقبل بالآخر ويريد أن يقيم وطناً على مساحة بمنازل وأسماء كثيرة تمتدّ براً وبحراً، ولا يريد لنا أن نفرّط بنقطة ماء أو ذرة تراب لـ الكيان الصهيوني .
انا أعتقد بل أجزم أننا أمام حقيقة لبنانية تتجاوز على الطبقات السياسية التي تناوبت على الوطن وتحمل أفكاراً حول الإنسان، شخصية تشبه تختلف أو تتفق بالمبادئ مع سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر ومع كمال بك جنبلاط، وهو لا يختلف معها، إنه يريد سلام لبنان وازدهاره.
تحية إلى سعاده الذي لا يمكن إعدامه في حديقة حريتنا.