حضور رسميّ وسياسيّ ودبلوماسيّ وحزبيّ حاشد في احتفال «القومي» بالذكرى الـ84 لتأسيسه
أحيا الحزب السوري القومي الاجتماعي الذكرى الـ84 لتأسيسه باحتفال أقامه في فندق رامادا في بيروت حضره جمع واسع من الرسميّين والوزراء والنوّاب والدبلوماسيّين ومسؤولي الأحزاب والشخصيات الوطنية والقومية، والقيادات العسكريّة والأمنيّة والنقابيّة كما حضره حشد من القوميّين من مختلف المنفّذيات والفروع الحزبيّة في لبنان.
وقد مثّل وزير التربية الياس بو صعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام، ومثّل النائب د. أيوب حميّد رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي.
كما حضر رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود ممثَّلاً بالنائب السابق إميل إميل لحود، رئيس مجلس النوّاب السابق السيد حسين الحسيني، رئيس الحكومة الأسبق الدكتور سليم الحص ممثَّلاً بمستشاره رفعت بدوي، رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ممثَّلاً بالأستاذ عبد الفتاح خطّاب، نائب رئيس مجلس النوّاب الأسبق ميشال معلولي.
وحضر الوزراء والنواب محمد المشنوق، أمين عام حزب الطاشناق هاغوب بقرادونيان على رأس وفد قيادي، ياسين جابر، د. قاسم هاشم، د. نبيل نقولا، غازي العريضي، أسطفان الدويهي، الوليد سكرية، إميل رحمة، أمل أبو زيد، عباس هاشم،
الوزراء والنواب السابقون: د. عدنان منصور، فادي عبّود، بشارة مرهج، د. عصام نعمان، مروان شربل، ناجي البستاني، خليل الهراوي، وليد الداعوق، سيبوه هوفنانيان،، فريج صابونجيان، د. فايز شكر، نادر سكر، جهاد الصمد، طلال المرعبي، د. عبد الله فرحات، نجاج واكيم، ناصر قنديل، عمار الموسوي، أمين شري، أرتين غاربيويان ممثلا د. كميل معلوف،
رئيس حزب الاتحاد الوزير السابق عبد الرحيم مراد على رأس وفد من قيادة الحزب، وفد من حزب الله ضمّ محمود قماطي، غالب أبو زينب، ود. علي ضاهر، الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق د. أسامة سعد، وفد من حركة أمل ضمّ اعضاء القيادة محمد خواجة وعلي عبدالله، فيرا يمين ممثلة رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، الأمين العام لرابطة الشغيلة النائب السابق زاهر الخطيب وعضو القيادة حسين عطوي، أمين عام حركة الشعب ابراهيم الحلبي على رأس وفد، وفد من قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي ضمّ أمين السرّ العام ظافر ناصر ومفوض الإعلام رامي الريس ونشأت الحسنية، وفد من التيار الوطني الحر ضمّ د. بسام الهاشم ورمزي دسوم وجان أبو جودة، وفد من الحزب الشيوعي اللبناني برئاسة موريس نهرا، وفد الحزب الديمقراطي اللبناني ضمّ عماد العماد وبلال العريضي ومحمد المهتار، أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون العميد مصطفى حمدان على رأس وفد، المنسق العام للجان والروابط الشعبية معن بشور على رأس وفد، أمين عام حركة النضال اللبناني العربي النائب السابق فيصل الداوود على رأس وفد، رئيس حزب الوعد جو حبيقة، الأمين القطري ووفد من حزب البعث الاشتراكي العربي، عضو قيادة حزب التوحيد العربي عصمت العريضي،، وفد من المؤتمر الشعبي اللبناني ضمّ كمال حديد وأكرم بركات، رئيس التيار الأسعدي معن الأسعد، وفد من جمعية المشاريع ضمّ د. بدر الطبش، وفد من الاتحاد البيروتي ضمّ خليل ديب، مهدي مصطفى ممثلاً الأمين العام للحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد، رئيس حزب الوفاق الوطني بلال تقي الدين، أمين عام التجمع اللبناني العربي عصام طنانة، نائب رئيس حركة الأمة الشيخ عبدالله الجبري على رأس وفد، سايد فرنجية ود. وسام حمادة الحركة الوطنية للتغيير الديمقراطي ووفد، أمين عام الحزب العربي الاشتراكي على حرقوص، وفد تيار المقاومة اللبنانية جميل ضاهر، وفد حركة التوحيد الإسلامي، رئيس الحزب الوطني غازي المنذر، رئيس التنظيم القومي الناصري سمير شركس، رئيس حزب رزكاري الكردي اللبناني محمود خضر فتاح أحمد على رأس وفد، وفد من حزب طليعة لبنان العربي الاشتراكي، رئيس «المركز الوطني في الشمال كمال الخير،
مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مروان عبد العال على رأس وفد، مسؤول ساحة لبنان في حركة الجهاد الاسلامي أبو عماد الرفاعي، مسؤول الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة في لبنان أبو عماد رامز مصطفى على رأس وفد ضمّ حمزة البشتاوي وعدداً من المسؤولين، عضو الكتب السياسي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين علي فيصل على رأس وفد ضمّ سهيل الناطور وأعضاء من قيادة الجبهة، مسؤول لبنان في حركة حماس علي بركة، مسؤول منظمة الصاعقة أبو حسن غازي، مسؤول حركة فتح الانتفاضة حسن زيدان على رأس وفد، مسؤول جبهة التحرير الفلسطينية في لبنان محمد ياسين، مسؤول حزب الشعب الفلسطيني أبو فراس أيوب، عضو المكتب السياسي في جبهة التحرير الفلسطينية عباس الجمعة، ممثل الاتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين صبحي زاهر،
سفير روسيا الاتحادية الكسندر زاسيبكين، السفير السوري علي عبد الكريم علي، السفير العراقي الدكتور علي العامري، سفير فلسطين أشرف دبور على رأس وفد، القائم باعمال سفارة الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد محمد صادق فضلي، القائم بأعمال سفارة كوبا والمستشارة وافي ابراهيمـ، المستشار في السفارة الجزائرية العيد البوادي، وممثلين عن سفارات كوريا الجنوبية، والارجنتين.
عميد السلك القنصلي جوزيف حبيس، أمين عام منظمة جامعة الشعوب العربية السفير هيثم أبو سعيد،
قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد نزيه عقيقي، المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ممثلاً بالمقدم بسام فرح، العميد بهاء حلال مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، اللواء علي الحاج، العميد د. أمين حطيط،
المطران ميخائيل شمعون ممثلاً البطريرك أفرام الثاني، مروان الزهيري ممثل شيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن، وفد من تجمع العلماء المسلمين ضمّ الشيخ حسين غبريس والشيخ ماهر مزهر، رئيس المجلس الإسلامي المهندس الفلسطيني في لبنان والشتات الشيخ د. محمد نمر زعموت، د. باسم سنان ممثل العلامة عفيف النابلسي ورئيس هيئة تكريم المناضلين والشهداء العرب، رئيس المنظمة العالمية لحوار الأديان والحضارات السيناتور مخلص الجدة، القس فادي داغر، الشيخ يوسف الغوش
نقيب المحررين الياس عون وأمين سرّ النقابة جوزيف القصيفي، رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ، نقيب الصحافة السابق محمد البعلبكي، ناشر جريدة السفير طلال سلمان، رئيس المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري رفيق شلالا، المحافظ السابق حليم فياض، مدير عام وزارة الإعلام السابق محمد عبيد، عميد الصناعيين البنانيين جاك صراف، مدير عام هيئة إدارة السير السابق فرج الله سرور، مستشار وزير العمل موسى فغالي، مستشار محافظ البقاع آلان رنو، الأمين العام للشؤون الخارجية لمجلس النواب بلال شرارة، النقيبة السابقة للمحامين في بيروت المحامية أمل حداد، الأمين العام السابق لاتحاد المحامين العرب المحامي عمر زين.
مدير عام وزارة المغتربين هيثم جمعة، مدير عام الريجي ناصيف سقلاوي، مدير عام الضمان الاجتماعي د. محمد كركي، نائب رئيس مجلس إدارة الضمان الاجتماعي غازي يحيى، الأمين العام للاتحاد العمالي العام سعد الدين حميدي صقر، رئيس بلدية صيدا السابق د. عبد الرحمن البزري، رئيس مركز بدارو في الضمان الاجتماعي روبير عطالله، النقابيون أنطون أنطون، علي محي الدين،
المحامي روي عيسى الخوري، سعدالله مزرعاني، حسين حيدر ممثلاً مدير عام قناة المنار ابراهيم فرحات، السفير علي برو، وفد الفاعليات والشخصيات الأردنية، البروفسور حازم شاهين، الكاتب المصري أشرف البيومي، د. تهاني شاتيلا، سمعان أبو موسى د. جوزيف خوري، هشام خوري، عبدالله خالد، جمل شرانق، د. كمال الميس، المحامي محمود منصور، خليل حماده، فؤاد كيالي، فؤاد قربان، سليم أبو زيد، سامر بوعزالدين، المحامي محمد شهاب، ناصيف الديري، هاني مندس، طلعت فواز، د.هاني سليمان، د. بشارة أشمر، واصف شرارة، سامر بوعزالدين، جمال ترو ود.ليندا النوري، أنطوان يوسف الأسمر، فؤاد كلاب، قاسم رمال، الياس ناصيف، صالح الحرفوش، محمد فرحات، هيثم سويد، د. صفية أنطون سعاده.
رئيس اتحاد الفنادق والتغذية فوزي الهاشم، ممثل نقابة الخياطين حسين عليق، مدير عام مجلة المجتمع رامي ضاهر، ممثل الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم رمزي منصور، وفد العائلة الحيدرية، وفد رابطة أبناء بيروت، وفد من وحدة النقابات في حزب الله برئاسة هاشم سلهب، رئيس هيئة أبناء العرقوب الدكتور محمد حمدان على رأس وفد، رئيس اتحاد صيدا والجنوب عبد اللطيف ترياقي، بهجت الحاراتي عن الاتحاد الوطني للفلاحين اللبنانيين، ماهر بو عزالدين عن مركز حقوق الإنسان والسلام الدولي، وعد الخطيب الاتحاد النسائي الوطني، حسين عليق عن نقابة الخياطين، وفد إتحاد البترول مصفاة الزهراني.
رئيسة جمعية نور مارلين حردان على رأس وفد، رئيسة تجمع النهضة النسائي منى فارس على رأس وفد، رئيسة مؤسسة رعاية أسر الشهداء نهلا رياشي على رأس وفد، غزوة الخنسا عن هيئة دعم المقاومة ووفد، رجاء هاشم عن حركة الشعب، وعدد كبير من ممثلي الجمعيات والهيئات النسائية.
رئيس بلدية الحدث جورج عون، رئيس بلدية عيتات صلاح التيماني على رأس وفد من المجلس البلدي، نائب رئيس بلدية مرجعيون ساري غلمية، رئيس بلدية بعبدا أنطوان الياس الحلو، وفد رابطة انماء حولا، رئيس المركز الثقافي العربي خليل فهيم، رئيس لجنة الأسير يحي سكاف جمال سكاف، ووفود من نادي الوحدة الاجتماعية صور، اتحاد الطلبة السوريين، رئيس بلدية شويا ـ حاصبيا، وفد بلدية عيتات، وفد ، جورج نعمة، جورج راغب حداد، وفد نقابي من الجنوب ضم محمد شعلان، ناصيف حمود، سوسن صفا درويش، بهاء النابلسي، جمال المحسن، فاطمة موسى، حسين غيث ممثلاً منبر الامام الصدر الثقافي.
وكان في استقبال المهنّئين رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو، رئيس المجلس الأعلى الوزير السابق محمود عبد الخالق، نائب رئيس الحزب د. وليد زيتوني، عضوا الكتلة القوميّة الاجتماعية النائبان أسعد حردان ود. مروان فارس، الرئيسان السابقان للحزب جبران عريجي ومسعد حجل وأعضاء مجلس العمد والمجلس الأعلى والمكتب السياسي.
بعد النشيدين اللبناني والسوري القومي الاجتماعي، رحّب عميد الإعلام في الحزب معن حميّة بالحضور، وقال:
الحضور الموقّر، نشكركم على هذه المشاركة الطيّبة في عيد تأسيس حزبنا، الحزب السوري القومي الاجتماعي، ونؤكّد أمامكم، ولكلّ أبناء شعبنا في الوطن وعبر الحدود، بأنّ الحزب الذي أسّسه الزعيم أنطون سعاده، أداة نضال لرفع الويل عن شعبنا، هو حزب قضيّة يؤمن بقِيم الحق والخير والجمال.. وحركة صراع من أجل البناء والإصلاح.
وهذا الحزب النهضويّ المقاوم، الذي يعتزّ ببطولات نسوره وشهدائه وكلّ شهداء الأمة، مصمّمٌ على مواصلة نهج الصراع والمقاومة، من أجل تحصين الحق بإرادة القوة، فالقوة هي القول الفصل في إثبات الحق القومي، ونحن نثبتُ هذا الحق في ميادين الصراع ضدّ الاحتلال الصهيوني وضدّ كلّ قوى الإرهاب والتطرّف، وضدّ مشاريع التقسيم والتفتيت والتشظية الطائفيّة والمذهبيّة والعرقيّة.
وقال: بناءٌ وصراع، هذه هي ثقافتنا، هذه هي إرادتنا، وهذا هو خيارنا..
كلمة الحزب
وألقى رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الوزير السابق علي قانصو كلمة، استهلّها بالقول: «إنّ الزعيم سعاده لم يؤسّس الحزب في العام 1932، ردّاً على حدث عارض، أو لتحقيق غرض عابر، ولم يؤسّسه لهدف سياسيّ، فالسياسة من أجل السياسة في رأيه، لا يمكن أن تكون عملاً قوميّاً. سعاده أنشأ الحزب على الأساس القوميّ «لجعل الأمة السوريّة موحّدة، وصاحبة السيادة على نفسها والإرادة في تقرير مصيرها».
وبعد أربعة وثمانين عاماً على تأسيس الحزب، ينطرح السؤال ذاته الذي طرحه سعاده على نفسه: «ما الذي جلب على شعبي هذا الويل؟» والجواب اليوم هو نفسه جواب سعاده: إنّه فقدان السيادة القومية. فمفاعيل سايكس ـ بيكو أصبحت أشدّ حدّة ممّا كانت عليه، فالتنسيق بين كيانات الأمّة شبه معدوم، وكلّ كيان متروك لقدره، ألم تُترك فلسطين لقدرها، والشام لقدرها، والعراق لقدره، ولبنان لقدره؟ الأمر الذي أضعف قدرة الأمة على تجاوز مِحَنها، ومكّن أعداءها وفي طليعتهم العدو الصهيوني من استباحتها بمخطّطاتهم الجهنميّة. قد تكون ظروف الوحدة القومية غير ناضجة، هذا صحيح، ولكن ما الذي يمنع قيام التنسيق بين دول هذه الأمة؟ إنّنا نجدّد دعوتنا إلى قيام مجلس تعاون مشرقيّ يشكّل إطاراً لهذا التنسيق بين دولنا في مواجهة الإرهاب والعدو الصهيوني، والتحديات الاقتصادية والاجتماعية.
أمّا مفاعيل وعد بلفور فيستفحل خطرها مع استمرار الاحتلال الصهيوني لفلسطين ولجزء من لبنان وللجولان، ومع تصاعد عمليّة القضم لأراضي الضفة الغربيّة وعمليّات التهويد، ولولا مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده الأسطوريّ لكانت المسألة الفلسطينية في خبر كان، فيا شعب فلسطين العظيم نحن معك، ونحن مع مقاومتك، فلا خيار غيرها لانتزاع حقّنا القوميّ، ونقول للإخوة قيادات الفصائل الفلسطينيّة: أن تجاوزوا خلافاتكم وتوحّدوا خلف مقاومتكم، وإلّا ذهب ريحكم وتبدّدت قضيّتكم.
أمّا النعرات المذهبيّة والطائفيّة التي حذّر منها سعاده، فهي إلى استعار واشتعال، وهي مصدر هلاك للأمّة، ولا خلاص لنا منها إلّا بالدولة المدنيّة القائمة على فصل الدين عن الدولة، وإلّا بالوعي القوميّ الذي يصهرنا في بوتقة الشعب الواحد، والقضيّة الواحدة على اختلاف مذاهبنا وطوائفنا وأعراقنا وكياناتنا.
على امتداد أربعة وثمانين عاماً، تنقّل بنا النظام الرسميّ من ويل إلى ويل أدهى، مع استثناءات قليلة جداً، ولولا حيويّة شعبنا لكانت أمّتنا اليوم مستباحة من العدو الصهيوني. وحدها المقاومة التي خرجت من معاناة هذا الشعب، وشكلّت ردّاً على تراجع النظام الرسمي، وحدها أعادت للأمّة عنفوانها وثقتها بنفسها، نعم لولا مقاومة لبنان لكان الاحتلال الصهيوني ما زال جاثماً على صدور اللبنانيّين، فإلى هذه المقاومة التي كان لنا شرف ريادتها، إلى أبطالها، إلى شهدائنا فيها، إلى كلّ شهداء المقاومة، وشهداء الجيش اللبناني التحية والإجلال».
وقال قانصو: «بعد فشل الحروب العسكريّة في ليّ ذراع المقاومة في فلسطين ولبنان، أطلّ علينا المشروع المعادي بلبوس جديد، إنّه لبوس الحرب الناعمة، أي حرب إسقاط مجتمعنا من داخله بتفجير التناقضات المذهبيّة والعرقيّة فيه، ووجد في المجموعات الإرهابيّة أداته في هذه الحرب الجديدة، فعبّأها واستقدمها من كلّ أصقاع العالم إلى الشام، ودعمها بالمال والسلاح وبالإعلام والسياسة لتحقيق أهدافه. لماذا اختيار الشام؟ نقول: لأنّ الشام هي الحلقة المركزية في منظومة المقاومة والممانعة، كيف لا وهي التي دعمت مقاومة لبنان، ومقاومة فلسطين، ومقاومة العراق؟ كيف لا؟ وهي الدولة العربيّة الوحيدة التي واجهت السياسات الأميركيّة الظالمة في المنطقة. أجل، كان هدف هذه الحرب الكونيّة على الشام إسقاط هذا الموقع وهذا الدور بتفكيك المجتمع السوريّ، ليسهل بعدها تفكيك المجتمع العراقيّ والمجتمع اللبنانيّ، إنّه مشروع تفتيت هذه الأمة إلى دويلات مذهبيّة وعرقيّة لا حول لها ولا طول، تشكّل حزاماً آمناً للعدو الصهيوني. هذه هي قراءة الحزب السوريّ القوميّ الاجتماعيّ للحرب على الشام، وإلى هذه القراءة أسند قراره التاريخي بالمشاركة في مواجهة الإرهاب، وها هو يقدّم المئات من الشهداء والجرحى جنباً إلى جنب مع الجيش العربيّ السوريّ ومع رجال المقاومة. وفي هذه المناسبة، التحيّة لشهداء نسور الزوبعة، ولشهداء الجيش العربيّ السوريّ ولشهداء المقاومة على أرض الشام. لقد نجح الإرهابيّون في تدمير مدن وبلدات في الشام، لكنّهم فشلوا في كسر إرادة شعبها، وفشلوا في تحقيق أهداف حربهم. ستنتصر الشام، وستخرج من محنتها واحدة موحّدة دولة وأرضاً وشعباً. فإلى قائد مسيرتها، مسيرة الصمود والمواجهة الرئيس بشار الأسد، وإلى جيشها البطل الف ألف تحية.
وفي ذكرى الحركة التصحيحية، التي لحسن الصدف تتزامن مع ذكرى تأسيس حزبنا، التحية لروح من أطلق هذه الحركة وقادها لسنوات، المغفور له الرئيس حافظ الأسد.
أمّا العراق فسيهزم الإرهاب، وسينتصر شعبه على كلّ أسباب الفرقة والشّقاق، وسيسقط مشروع تفتيته ويستعيد وحدته ودوره في محيطه القوميّ».
وتابع قانصو: «كلما استقرّت الشام، استعاد لبنان استقراره السياسيّ والأمنيّ والاقتصاديّ، فلبنان والشام على جغرافيا واحدة وأمنهما واحد، ومصالحهما واحدة، وعدوّهما واحد، ومصيرهما واحد، ونحن نضع هذه الحقيقة برسم الحكم الجديد في لبنان، فكفى مغامرات وكفى مقامرات بمصالحنا العليا. لقد أسعدنا حصول الانتخابات الرئاسية في لبنان، وألف مبروك لفخامة الرئيس العماد ميشال عون، فنحن حزب نظر ومنذ زمن، وقبل انتخاب العماد عون رئيساً، نظر إليه صديقاً وحليفاً استناداً إلى ثوابت استراتيجيّة تجمعنا به، وخاصّة في حرصه على أفضل العلاقات بين لبنان والشام، وفي دعوته إلى مواجهة الإرهاب، وفي اقتناعه بخيار المقاومة في مواجهة الأطماع الصهيونيّة، وفي التكامل بينها وبين الجيش اللبناني، وفي حرصه الشديد على تعزيز قدرات الجيش عدّة وعدداً، ليكون أقوى في مواجهة العدو الصهيوني والإرهاب. أجل نحن معك يا فخامة الرئيس في هذه الثوابت التي يجب أن تستند إليها سياسات الحكومة المقبلة، ونحن معك في قناعتك بضرورة بناء مشروع الدولة المدنيّة، دولة المواطنة والرعاية لا دولة المزارع الطائفيّة.
«لبنان يهلك بالطائفية ويحيا بالإخاء القومي». هذا ما قاله سعاده منذ سنين طويلة، فلا خلاص للبنان إذا بقي نظامه السياسيّ على هذه الطائفيّة المتوحّشة، أليست الحروب الأهليّة المتتابعة، والنزاعات المتتالية التي استغرقت سنوات طوال من عمر البلاد والعباد هي نتاج هذه الطائفية؟ أقدِم يا فخامة الرئيس، واضرب بسيف الإصلاح والتغيير في بُنية هذه الطائفيّة التي تفترس الدولة والمجتمع، وليكن مدخلك إلى ذلك قانون جديد للانتخابات النيابيّة، يقوم على اعتماد لبنان دائرة واحدة، وعلى النسبيّة، ومن خارج القيد الطائفي. ولينعم اللبنانيّون في عهدك بقانون اختياري للأحوال الشخصيّة والزواج المدنيّ، بل لينعم اللبنانيّون في عهدك بقانون للشيخوخة، وبقضاء مستقلّ فاعل. العدالة ثمّ العدالة يا فخامة الرئيس.
واللبنانيّون ينتظرون ازدهاراً لاقتصادهم، وتوافراً لفرص العمل لأبنائهم، ومحاربة للفساد والفاسدين، وينتظرون حلولاً لمشكلاتهم الحياتيّة الضاغطة على أعصابهم وجيوبهم، حلولاً للكهرباء والمياه والطرقات… نعرف أنّ كلّ هذه من مهام الحكومة ويجب أن تعطيها الأولويّة، ولكن لرئيس الجمهورية سلطة معنويّة لا تقوى حكومة على عدم احترامها، المهمّ أن تُشهر صوتك يا فخامة الرئيس في هذا الاتجاه، وكلّ اللبنانيّين معك، ونحن معك في هذا الموقف».
وتوجّه قانصو إلى القوميّين الاجتماعيين قائلاً: «في ثورة 1936 التي اندلعت في فلسطين، شارك حزبكم في مواجهة الصهاينة وقدّم الشهداء، وإبّان الانتداب الفرنسي على لبنان قاوم حزبكم هذا الانتداب وكان الشهيد الأوحد في معركة الاستقلال رفيقنا سعيد فخر الدين، وحينما غزا العدو الصهيونيّ لبنان كنتم روّاد المقاومة الوطنيّة وقدّمتم الشهداء، وحينما أطلّت مشاريع التفتيت والصهينة برأسها في لبنان واجهتموها وقدمّتم الشهداء، وها أنتم تقاتلون الإرهاب في الشام وتقدّمون الشهداء، وسيبقى حزبنا في المواقع التي عيّنها له مؤسّس حزبنا، وواضع عقيدتنا الزعيم سعاده. سيبقى حرباً على الصهاينة حتى تحرير كامل فلسطين وكلّ شبرٍ من أرضنا، وحرباً على الإرهاب والإرهابيّين حتى استئصالهم من بلادنا، وحرباً على الطائفيّة ونعراتها المدمّرة حتى قيام الانتماء القوميّ الجامع أساساً لوحدة شعبنا، وحرباً على ثقافات التغريب والإحباط والتيئيس حتى قيام ثقافة الإنسان ـ المجتمع الناهض بأمّته من قمّة إلى قمّة، هذا هو دورنا مهما غلت التضحيات، فالصبر ثمّ الصبر ثمّ الصبر أيّها القوميّون الاجتماعيّون، وثقوا «بأنّكم ملاقون أعظم نصر لأعظم صبر في التاريخ». ولتحيَ سورية وليحيَ سعاده.