عشق الصباح
شجرة البرتقال تميل إلى شرفتك. وشجرة الرمّان تنحني عليها. رأيتك في فنجان القهوة «حبّات الهيل» حين استوى الشوق على الموج. قل لي كيف تبوح للورد بما خبّأت في كفّيها. كانت ترتدي ثوباً كالبحر، وتمشي حافية القدمين على الرمل. يفيض العطر في كلّ الجهات، كلّ المرافئ أنت، حتى العصافير والفراشات «عم تغنّيلك». كلما جاء المطر «بتذكّرك»، في عيونك فرح محزن كطفلة لم تتجاوز العاشرة، صوتك «شو بيشبه غني فيروز». «الأيام توجعني». ألعق الصبر يمرمرني الانتظار! أشعر بالوحدة مع كلّ هذا الضجيج من الازدحام. وحيدان أنا وأنت حيث تتجلّى على الماء ولا تبتل! اسقني من رحيق العسل المشتهى المكنوز في كتف مغارة «جوّى جبل الزيتون»! علّمني من أين تبدأ عناوين اللقاءات المحتملة. كيف أجيء إليك من خلف عيون «البصّاصبن»؟
يا بحر، لكأن الموج يستجدي الصخر وقد تكوّم الملح على صدره! واللازورد يكتب بالأرجوان قصيدة الغروب. كلّ صبية تمرّ تحمل في كفّيها قرنفلة، تترك قدميها في الماء المالح. تتّكئ على وجع البوح. تهطل كلماتها عطراً كما يهطل الندى على الشرفات! والنوراس كانت ملء الجهات، موسيقى صوتك ملء الفضاءات. هات أشجني أنا متعطّش لغذاء الروح! ولم أزل على حنيني إليك، بالأحلام أنسج لك من المفردات جدائل من ورد. والحزن محبرة البوح. يا لصمت الكلمات في عينيك التواقتين للفرح! رتّلي ليرتل الصدى معك. الريح تحاول خلخلة الوقت، كم فتّشت عنك في المساءات الباردة لتكوني دفئي… يا دفئي؟ لم أبح للغروب بما في الذاكرة بعد. لم يزل بقية من ثمالات سنين منتظرة! صوتك مسكون بالمواويل «غنّي» ليعزف القصب المجروح عشقي، حين أمطرت السماء في كفّيك «تقطر الماء عطراً»! كوني عطري، كوني دفئي كي يستمرّ البوح!
حسن ابراهيم الناصر