« الحركة التصحيحية» الأميركية… المسارات والعنوان نحو سورية وإيران؟
د. محمد بكر
« من الطبيعي أن يكون ترامب حليفاً لروسيا وإيران إنْ أراد بالفعل مكافحة الإرهاب»، هذا ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد في مقابلته مع التلفزيون البرتغالي، تعقيباً على تصريحات لترامب أدان فيها سياسة الديمقراطيين في التعامل مع جزئية الإرهاب، ومعرباً أيّ ترامب أنّ الأولوية لديه في القضاء على داعش، بما فيها خلايا نائمة في الداخل الأميركي بحسب وصفه. وذهب الرجل إلى أبعد من ذلك في جملة من التصريحات النارية في ما يتعلق بالسياسة الأميركية الجديدة،.
وقد وصف روجر بويز الكاتب في صحيفة «التايمز» البريطانية السياسة المرتقبة لترامب بالانقلاب والإجراء التصحيحي لسياسة أوباما التي ستنطلق من التعاون مع روسيا والدور الإسرائيلي الذي سيشرح ويضغط على ترامب لجهة أولوية مواجهة ما سماه الكاتب التوسّع العسكري الإيراني وعدم الاهتمام أميركياً بالقضية الفلسطينية، وأنّ على آية الله أحمد خاتمي أن يتحضّر بحسب الكاتب ، لأنّ ترامب سيقلب السياسة في الشرق الأوسط رأساً على عقب في ردّ للكاتب على تصريحات لخاتمي بأنّ إيران ستواجه بقوة كلّ الخيارات.
فهل سيقود ترامب فعلاً حركة تصحيحية حقيقية؟ وما هي مسارات هذا التصحيح؟ وهل ثمة أثمان لهذا الانقلاب فيما لو حصل والذي عنوانه التعاون مع روسيا؟
يضيف روجو بويز في ذات المقال «هناك ما يجمع بين بوتين والسيسي ونتنياهو وهو الاستعداد لتقاسم الأعباء مع الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، وإنّ سياسة ترامب ستستغلّ وتستفيد ليس فقط من فشل أوباما في القضاء على داعش وإنما من التحشيد والدعم اللازم من الحلفاء».
إذاً «إسرائيل» بيت القصيد، ومحور التلاقي الروسي الأميركي ومنطلق التسويات، وليس كما عبّرت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قلق محتمل ستبديه أميركا نتيجة الهدية «الاسرائيلية» التي قدّمها وزير الزراعة الإسرائيلي إلى رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف، وهي عبارة عن طائرة تحكّم تستخدم في الأبحاث الزراعية، إذ لن يفسّر الحاصل في إطار تشكيل المحاور وتغييرها، بل تعمل «إسرائيل» على الوقوف بنفس المستوى بين الرأسين الدوليين، وعيونها فقط نحو الخطر الأوحد من وجهة نظرها إيران، التي هدّدت وأبدت استعدادها على لسان كبار المسؤولين لمواجهة كلّ الاحتمالات وأنه لا رئيس جيّداً لأميركا، فكلهم سيّئون ويضمرون الحقد والأذى لإيران بحسب تصريحات مرشد الثورة الإسلامية الأخيرة كردّ فيما لو أقدم ترامب على إفساد الاتفاق النووي.
الجدية الأميركية فيما لو صدقت نيات ترامب في مكافحة الإرهاب، وتقاسم التعاون مع روسيا، وإنهاء توافقي للحرب السورية وببقاء الرئيس الأسد، كلّ ذلك أين سيُصرف؟ وما هو مسار «التصحيح» الأميركي بقيادة ترامب وكيف سيكون شكله وملامحه وتحديداً مع إيران؟
كتب يقول كون كوغلين في الديلي تلغراف: «إنّ السعودية تمثل رأس الحربة في التحالف السني العربي، وكلنا يجب أن نشكر وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لإبرام صفقة أسلحة للسعودية، وعلى بريطانيا واميركا أن تقدّما كلّ الدعم للسعودية لمواجهة إيران والشيعة، وعلينا تقديم مصالحنا على القلق من تجاوزات سعودية لحقوق الإنسان، حيث أنّ بريطانيا تستفيد من المعلومات التي تقدّمها الاستخبارات السعودية لها للإبقاء على أراضيها آمنة من الإرهابيين».
المؤكد أنّ الأبلسة الإسرائيلية ستكون حاضرة وربما موجهة للتصحيح الأميركي المحتمل أن يقوده ترامب، وستدفع لنيران أوسع، ربما على قاعدة حرب خليجية ثالثة ، ويبقى الخبر اليقين عند ترامب، والكرة دائماَ في ملعب بوتين لجهة الموقف والردود والوفاء للحلفاء.
كاتب صحافي فلسطيني مقيم في ألمانيا
Dr.mbkr83 gmail.com