جورج طنب… موريكوني لبنان
مارلين الحاج حداد
مرّة جديدة، يتصدّر الإبداع اللبناني الواجهة العالمية، من بوابة التأليف الموسيقي الأوركسترالي.
فبعدما شقّ طريقه الإبداعي من وطنه الأمّ لبنان، وصولاً إلى الولايات المتحدة الأميركية وبعض الدول العربية، واعتلائه أهمّ مسارح الأوبرا حول العالم، ها هو جورج طنب، الموزّع والمؤلّف الموسيقي اللبناني، ابن السنوات الأربع والعشرين، يحطّ في أوروبا، حاملاً مؤلفات موسيقية، وثقل موهبة قلّ نظيرها، ليطلّ نجماً على مسرح أوبرا كازينو «سان ريمو» التاريخي من إيطاليا .
هذا المسرح العريق الذي حضن كبار الموسيقيّين والفنانين العالميّين على مدى قرن و11 سنة، ومنهم ماريا كالاس ولوتشيانو بافاروتي، يفتح اليوم باب المجد على مصراعيه أمام موهبة شابة آتية من خلف البحار، من هذا الشرق النازف، على إيقاع انحدار ثقافيّ مُدوٍّ، وتخبّطٍ في الحضارة والهوّية.
نعم، وصل جورج طنب إلى حيث عجز كثيرون من أبناء جيله، وحلّ ضيفاً مميّزاً على حفل المايسترو الإيطالي العالمي فرانشيسكو آتاردي، وصدحت أنغام مقطوعته الموسيقية «سيرين فيينا» في أرجاء مسرح تاريخيّ، إلى جانب مقطوعات الأسطورة لموزارت.
الحفل الذي حضره الأمير آلبير دو موناكو، والسوبرانو العالمية آنجيلا باليال، وجمهور الموسيقى الكلاسيكية ومحبّوها، حظي باهتمام الصحافة العالمية، ومحطات التلفزة الإيطالية المعنيّة بالموسيقى الكلاسيكية ومنها قناة «Mezzo» التي صوّرت الحفل.
جورج طنب، الذي تعرّف إلى المايسترو فرانشيسكو آتاردي في ميلانو، أذهل الأخير بأعماله، ومؤلّفاته الموسيقية وقدرته على تأليف موسيقى للأفلام السينمائية كما للمسرحيات.
آتاردي الذي دعا طنب إلى المسرح للتعريف به، أشاد بموهبته، وأثنى على عَظَمة طموحه، واعتبر أن جورج طنب هو موريكوني لبنان، نسبة إلى الموسيقيّ العالمي الكبير إنيو موريكوني. وتحدّث آتاردي عن أوجه الشبه بين الإثنين، وهي: الموسيقى الساحرة، والقدرات المتعدّدة للتأليف والتوزيع الموسيقي في أكثر من مجال.
جورج طنب العائد منتصراً من إيطاليا، وحاصداً لقب «موريكوني لبنان»،
بدأ اسمه يتردّد إلى مسامع عمالقة الموسيقى الكلاسيكية حول العالم، وأضحى مطلوباً لأكثر من مشروع موسيقيّ، ومنها حفل للسوبرانو العالمية آنجيلا باليال في طوكيو ـ اليابان.
باليال التي التقت طنب في سان ريمو، أعجبت بمقطوعة «سيرين فيينا»، وطلبت منه تأدية هذا العمل في حفلها الضخم في طوكيو، الصيف المقبل .