حمادة لـ«البناء» و«توب نيوز»: أميركا أطلقت إرهاباً جديداً حدوده العالم وطبيعته التدمير
حاوره محمد حمية
رأى الكاتب والباحث السياسي الدكتور حسن حمادة «أنّ الولايات المتحدة الأميركية أطلقت في مؤتمر جدة الإرهاب الجديد، وهو إرهاب حدوده العالم كله وطبيعته تدمير المجتمعات الإسلامية»، موضحاً: «أنه لا توجد حرب على الإرهاب بل إطلاق الإرهاب الجديد».
وشدّد حمادة على «أنّ الهدف من هذه الحرب هو إسقاط الدولة السورية واتخاذ «داعش» ذريعة لتنفيذ ضربات جوية على أراضيها». واعتبر: «أنّ «داعش» وكلّ التنظيمات الإرهابية لا تشكل خطراً على الولايات المتحدة الأميركية والغرب لأن همّ من خلقوها، وكان مطلوباً من «داعش» في حينه إنهاء الوجود المسيحي في سهل نينوى، خدمة لليهود، خصوصاً أنّ الإرهابيين قاموا بعملية تدمير كامل للوثائق الغالية الثمن والنادرة الموجودة في الأديرة»، متحدثاً عن حرق 1500 وثيقة نادرة في دير بهنام والتي تؤرخ للوجود المسيحي في سومر وأكاد». وشدّد على «أن لا خطر على «إسرائيل» من هذه التنظيمات لأنهم أولاد منظومة الإخوان المسلمين»، مذكراً باللقاء «الذي عقد في باريس في 26 تموز 2001 الذي جمع قيادة حزب الإخوان وشخصيات صهيونية، والذي كان تكريساً لاتفاقية كاملة ما بين الإخوان المسلمين وإسرائيل».
وحذر حمادة من «أنّ لبنان هو في الحوض الجغرافي الاستراتيجي السوري، ما يعني أنه معني بالضربات الأميركية وقد أصبح عملياً من الناحية العسكرية ومساحة الإرهاب الجديد تحت سلطة الجنرال الأميركي آلان الذي عين لتنفيذ خطة أوباما، ومهمته الآن إدارة التنسيق ما بين وحدات الكوموندس أي الإرهابيين وما بين الضربات التي تأتي من الجو».
وتوقع حمادة: «أن تقوم أميركا بعمليات جوية على أهداف لحزب الله على الأراضي اللبنانية وعلى أهداف للجيش السوري على الأراضي السورية وتنفيذ اغتيالات كبرى». وتوقع: «أنه في بداية تطبيق هذا القرار سيكون هناك ردود من الحلف المقابل عبر طائرات من دون طيار ذات المدى القصير الموجودة عند المقاومة في لبنان والتي تنتجها إيران بأعداد كبيرة والتي ستوجع إسرائيل».
الحرب الأميركية الجديدة
وفي حوار مشترك بين صحيفة «البناء» وقناة «توب نيوز» اعتبر حمادة: «أننا أمام 11 أيلول جديد الآن، كما كان 11 أيلول 2001 خدعة أميركية رهيبة للانقضاض على العالم وتدمير دول واحتلال العراق وتكريس الأحادية المتوحشة، لأنه كان فعل المخابرات الأميركية والموساد «الإسرئيلي» وليس «القاعدة»، وهناك مرجعيات عديدة أكدت ذلك منها الرئيس الإيطالي الأسبق فرنشيسكو كوسيغا الذي كتب في 7 تشرين الثاني 2007 مقالاً في صحيفة إيطالية يؤكد أنّ الجميع يعرف أنّ 11 أيلول صنيعة الاستخبارات الأميركية والموساد وأنّ الفيديوات التي بثت عن أسامة بن لادن هي مفبركة في استديوات تلفزيونية لشركة «MEDEA SAT» في إيطاليا التي يملكها سيلفيو برلوسكوني».
وأضاف: «كما حصلت خدعة 11 أيلول 2011 الآن هناك خدعة 11 أيلول 2014، والدليل على أنها أكذوبة هو استبعاد سورية وروسيا وإيران من الحلف، ونحن نلاحظ أنّ هناك تصعيداً للهجوم الأميركي الإرهابي عبر الأذرع الإرهابية تحت عنوان مكافحة الإرهاب الداعشي، لكنهم لن يكافحوا النصرة أو الجبهة الإسلامية، وما يحدث هو أنّ الولايات المتحدة الأميركية أطلقت في مؤتمر جدة الإرهاب الجديد، وهو إرهاب حدوده العالم كله وطبيعته تدمير المجتمعات الإسلامية، إذاً هي حرب من دون إعلان حرب ومن دون وضع جنود على الأرض وحتى أمام القانون الأميركي هم لم يعلنوا الحرب ولا يحتاجون إلى ترخيص من الكونغرس ويقتلون من دون محاسبة، والسلاح الفاعل هو طائرات من دون طيار «الدرون» التي قامت بالفظائع في أفغانستان، وبذلك لا يسقط قتلى في صفوف الجنود الأميركيين».
الهدف إسقاط سورية
وأشار حمادة إلى «يوم الثلثاء الدموي الذي يقدم فيه رئيس الاستخبارات كل أسبوع إلى الرئيس الأميركي لائحة بأعمال الاغتيال والقتل والتدمير ويوقع عليه الرئيس وهم سيطبقون هذا الشيء في سورية بحجة مطاردة «داعش»، وذلك بهدف إسقاط الدولة السورية، حيث سيتخذون «داعش» ذريعة لتنفيذ ضربات جوية على الأراضي السورية».
واعتبر: «أنّ داعش وكل التنظيمات الإرهابية لا تشكل خطراً على الولايات المتحدة الاميركية والغرب لأن هم من خلقوها ويتحكمون بها في شكل كامل، وقد رأينا عندما وصل تنظيم «داعش» إلى حدود أربيل كيف أوقفته أميركا، ذلك أنّ المطلوب من «داعش» في حينه كان إنهاء الوجود المسيحي في سهل نينوى، خدمة لليهود، إذ قام الإرهابيون بتدمير كامل للوثائق الغالية الثمن والنادرة الموجودة في الأديرة، وفي دير بهنام حرقت 1500 وثيقة نادرة الوجود التي تؤرخ للوجود المسيحي في سومر وأكاد، وهذا يعتبر تدميراً لحضارتنا من دون اعتراض أميركي».
لا حرب على الإرهاب
وتطرق حمادة إلى هبة الثلاثة مليارات من السعودية إلى الجيش اللبناني وقال: «عندما استقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ولي العهد السعودي منذ أيام قال: «إننا نضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية هبة الـ 3 مليارات دولار المقدمة للبنان، في حين أنّ الرئيس ميشال سليمان قال أنها أنجزت، ورأينا كيف ترك الجيش من دون سلاح يقاتل «داعش» في عرسال، لكن في المقابل رأينا كيف أقامت فرنسا جسراً جوياً للسلاح وأرسلت الصواريخ، عندما هاجم «داعش» إقليم كردستان».
«إسرائيل» والإرهاب
ورداً على سؤال عن الخطر الذي يمكن أن تشكله المجموعات الإرهابية على «إسرائيل»، أجاب حمادة: «لا خطر على إسرائيل من هذه التنظيمات لأنهم أولاد منظومة الإخوان المسلمين ومنذ اللقاء الذي عقد في باريس في 26 تموز 2001 الذي جمع قيادة الإخوان وشخصيات صهيونية وصهيونية فرنسية، والذي كان تكريساً لاتفاقية كاملة ما بين الإخوان المسلمين و«إسرائيل»، بدأت «إسرائيل» تقدّم الدعم اللوجستي لهذه المجموعات الإرهابية لا سيما في سورية»، مشيراً إلى أنّ كل قيادات الإخوان «ممسوكة من قبل الاستخبارات البريطانية».
فزاعة الإرهاب
وعن التناقض في موقف أوباما من المعارضة السورية التي يعتبرها الشريك السوري في مكافحة الإرهاب بعد أن وصفها سابقاً بـ«الفانتازيا»، لفت حمادة إلى «أنّ خطاب أوباما يتناقض مع كلامه السابق عن المعارضة السورية»، معتبراً: «أنّ المقصود بذلك ذر الرماد في العيون لأن منذ أن احتل «داعش» الموصل كانت هناك حملة في الإعلام الغربي للتخويف من داعش، على رغم أنّ أي منظمة إرهابية في العالم لم تشكل خطراً على الغرب، لكنّ هؤلاء الإرهابيين يدمرون المجتمعات وهم صنيعة الإعلام الغربي الذي يشيطن الخصم للتعبئة ضده».
واعتبر حمادة أنّ موقع لبنان في الحوض الجغرافي الاستراتيجي السوري، «يعني أنه معني بالضربات الأميركية وأصبح عملياً من الناحية العسكرية ومساحة الإرهاب الجديد تحت سلطة الجنرال الأميركي آلان الذي عيّن لتنفيذ خطة أوباما لأنه نجح كثيراً في حرب الاغتيالات والتفجيرات وعمليات الكوموندس في العراق وأفغانستان ومهمته الآن إدارة التنسيق ما بين وحدات الكوموندس أي الإرهابيين وما بين الضربات التي تأتي من الجو».
وتوقع حمادة «أن تقوم أميركا بعمليات جوية على أهداف لحزب الله على الأراضي اللبنانية وعلى أهداف للجيش السوري على الأراضي السورية وتنفيذ الاغتيالات الكبرى». وقال: «هذا هو دورها وليس قتال داعش».
ورفض حمادة عبارة «شرق أوسط»، معتبراً: «أننا أمة سورية وهي إحدى أمم العالم العربي، والغرب لا يريد أن يعترف بكياننا القومي ولا بثقافتنا ولا بحضارتنا ويريد تدميرها في شكل كامل ومنهجي».
روسيا وخدعة القرار 2170
وعما إذا كانت روسيا قد خدعت بتمريرها قرار مجلس الأمن الدولي 2170 من دون تحديد طبيعته وآلياته ونطاق عمله، قال حمادة: «ليس هناك أي مبرر لصدور هذا القرار ولا أعرف ما هي الأسباب التي دفعت روسيا إلى تمريره»، مضيفاً: «عند بداية تطبيق هذا القرار ستكون هناك ردود على الضربات الأميركية عبر طائرات من دون طيار ذات المدى القصير الموجودة عند المقاومة والتي تنتجها إيران بأعداد كبيرة، ولن توفر هذه الردود «إسرائيل»، وربما على ضوء الآلام التي ستتعرض لها «إسرائيل» وبعض الضغوط الإيرانية والروسية، يتراجع الأميركي إلى الخلف لكنه الآن يتقدم بقوة بغطاء من الدول الناطقة باللغة العربية».
أميركا والمجتمع الدولي
وعن أمد هذه الحرب خصوصاً، بعد قول الرئيس أوباما إنه سيكون بعيداً، قال حمادة: «عند تطبيق الأميركيين قرار مجلس الأمن سيردّ عليهم الروس: أنتم تخرقون هذا القرار، فالأميركيون وحلفاؤهم لا يعتبرون أنّ هناك مجتمعاً دولياً إذا لم يكن في خدمة مشاريعهم، وهم يعتبرون أنّ المجتمع الدولي يختلف عن الأمم المتحدة». وأضاف: «لقد أعطى سفير الولايات المتحدة السابق في الأمم المتحدة الصهيوني جون بولتون هذا التحديد بأنّ الأمم المتحدة لم تعد موجودة، بل يوجد المجتمع الدولي الذي يعرّفه بأنه تكتل دول حول الولايات المتحدة لمواجهة أزمة معينة، وقال بولتون: حيث نكون نحن يكون القرار الصحيح ويكون المجتمع الدولي».
الخديعة تتكرر
وتحدث حمادة عن أوجه الشبه والاختلاف بين 11 أيلول 2001 و11 أيلول 2014، قائلاً: «في 11 أيلول 2001 فاجأ الأميركي العالم وفجّر البرجين وها هو الآن يطلق الإرهاب الجديد إرهاب المجتمعات، ومن خصائصه أنه غير محدّد بزمن وقد خلق ليستمر».
العقوبات والعقوبات المضادة
وعن الأزمة الأوكرانية وحرب العقوبات بين روسيا وأوروبا، أشار حمادة إلى «أنّ روسيا فرضت وستفرض عقوبات أكثر قساوة على الأوروبين، وقد بدأوا بتخفيض إمدادات الغاز، وابتداء من شهر تشرين الأول ستبدأ أشهر الشتاء القارس في أوروبا وقد أوقفت روسيا إمداد هنغاريا وسلوفاكيا وبولندا بالغاز ويمكن أن تقطعه عن دول أخرى».
إيران والمناورة السياسية
وحول التقارب الإيراني – الأميركي من دون مشاركة روسيا، أوضح حمادة «أنّ إيران لن تعمل ضدّ روسيا وهي تعرف أنّ أميركا تريد رأس إيران التي قدمت طلباً للدخول في منظمة شنغهاي وستلتحق بدول البريكس وهذا هو معسكرها، فإيران تقوم بمناورات سياسية كما تفعل أميركا ونحن واثقون بأنّ الإيراني ليس غبيا كالأعراب».
يبث هذا الحوار كاملاً اليوم الساعة الخامسة مساءً على شاشة «توب نيوز» تردد 12036