قهوجي للعسكريّين: استعدّوا لأدوار تتطلّبها المرحلة الجديدة وبرهنوا أنّكم الخيار الصائب والأمل الذي لا يخيب

لمناسبة الذكرى الـ73 للاستقلال، وضع وزراء ونوّاب ممثّلين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أكاليل زهر على أضرحة رجالاته.

أمر اليوم

وللمناسبة أيضاً، وجّه قائد الجيش العماد جان قهوجي أمر اليوم إلى العسكريّين، وجاء فيه: «أيّها العسكريون، يحضر عيد الاستقلال هذا العام ويحضر معه الأمل الذي افتقدناه في سنوات الفراغ الرئاسي، ليبشّر بحقبةٍ واعدة في انتظام عمل مؤسّسات الدولة وتكامل أدوارها، وليتعزّز الاستقرار الذي صنتموه طوال الفترة السابقة، ويمضي الوطن بزخمٍ في مسيرة النهوض والتطوير.

أيّها العسكريّون، إنّ انتخاب فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فتح صفحةً جديدة، وأعاد صياغة خطوط عريضة لواقع سياسي شهد ما شهده من انقسامات واصطفافات خلال المرحلة الماضية، وسيؤسّس من دون شكّ لانصهار وطنيّ منشود، تحت عناوين سياديّة تحصّن الداخل من مخاطر تحوطه، ما انفكّت تقرع طبول إرهابها على حدوده من أقصاها إلى أقصاها».

لقد عبرتم بالوطن في أدقّ الظروف وأقساها إلى ضفة استقرار طبيعيّ بواقعه الأمنيّ وسلمه الأهليّ، يشارككم في تحصينه من اليوم وصاعداً مؤسّسات دستورية تستعيد مكانتها، كان لكم الدور الكبير في حماية استحقاقاتها، وتتطلّعون إليها بملء الثقة كي تستكمل خطوات تعزيز قدراتكم عتاداً متطوّراً قادراً على مواجهة التحدّيات».

أضاف: «أيّها العسكريّون، ما ينغّص علينا فرحة العيد، استمرار الإرهابيّين باختطاف بعض جنودنا الأبطال، الذين لن نألو جهداً وفرصة في سبيل كشف مصيرهم وتحريرهم، وأيضاً فقدان شهدائنا الأبرار الذين افتدوا بأرواحهم وطننا وشعبنا من شرور لو تحقّقت ما كنّا لنعرف نهاية لها.

وعلى الرغم من ذلك، كونوا فخورين بكلِّ ما أنجزتم بصمودكم في مواجهة العدو «الإسرائيليّ» على الحدود الجنوبيّة، وتعاونكم المثمر مع القوات الدوليّة تنفيذاً للقرار 1701، وبانتصاركم على الإرهاب وشبكاته التخريبيّة على الحدود وفي الداخل، كذلك بحمايتكم الاستقرار الأمنيّ والسلم الأهليّ، وتوفير مناخات استمرار عمل المؤسّسات الدستوريّة التي كانت قائمة خلال فترة شغور موقع رئاسة الجمهوريّة، والأهمّ من بينها المساهمة بحسب دوركم في إنجاح إتمام الاستحقاق الرئاسي.

كونوا فخورين أنّه ببطولات شهدائكم وجرحاكم وبشجاعتكم، على الرغم من إمكاناتكم المتواضعة، أثبتّم أنّكم الأكثر كفاءةً قتاليّة بين الجيوش، واستحققتم تنويهات أهم المدارس العسكريّة العالمية. واعلموا أنّ هذه الثقة الكبيرة بمؤسّستكم، هي التي شجّعت الدول الصديقة على مدّ يد المساعدة لكم في الوقت الذي كان فيه الشلل ينخر في مفاصل وشرايين مؤسّساتنا على مدى سنوات الفراغ».

وختم: «أيّها العسكريّون، بمناعة مؤسّستكم بقيَ الوطن، فتمسّكوا بعقيدتكم القتاليّة وبثقافتكم الوطنيّة التي أثبتّم من خلالها أنّكم قوّة عصيّة على الاستهداف، ومحصّنة من أمراض التحريض السياسي والطائفي وسواهما.

جيشكم كان وسيبقى الوسادة الآمنة التي تغفو عليها جفون اللبنانيّين، فاستعدّوا لأدوار تتطلّبها المرحلة الجديدة، وبرهنوا كما أثبتّم دائماً أنّكم الخيار الصائب والأمل الذي لا يخيب».

وأُقيم قبل ظهر أمس في باحة وزارة الدفاع الوطني احتفال رمزي بعيد الاستقلال، ترأّسه رئيس الأركان اللواء الركن حاتم ملّاك ممثّلاً العماد قهوجي، وأركان القيادة وقادة الوحدات وضباطها، والموظفون المدنيّون التابعون لها.

وبعد إجراء مراسم رفع العلم، تلا ملّاك أمر اليوم الذي وجّهه العماد قهوجي إلى العسكريّين بالمناسبة، ثمّ جرى عرض عسكري للوحدات المتمركزة في مبنى القيادة، كما تمّ وضع إكليل من الزهر باسم العماد قائد الجيش على نصب الشهداء في اليرزة.

وفي الإطار نفسه، أُقيمت احتفالات رمزيّة في قيادات المناطق العسكريّة والوحدات الكبرى والقطع المستقلة، تخلّلتها تلاوة أمر اليوم ووضع أكاليل من الزهر على الأنصاب التذكاريّة للشهداء.

وأقيم احتفال حاشد في راشيا بدعوة من بلديتها، على مدرج قلعة الاستقلال حضره قائمقام راشيا نبيل المصري ممثلاً الرئيس عون، النائب قاسم هاشم ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب أمين وهبي ممثلاً الرئيس المكلّف سعد الحريري، المطران الياس كفوري، قائد موقع راشيا في الجيش اللبناني العميد عدنان أبو ياسين، منفذ عام راشيا في الحزب السوري القومي الاجتماعي كمال عساف، رئيس بلدية راشيا بسّام دلال وأعضاء المجلس البلدي ورؤساء بلديات ومخاتير ومدراء جامعات وثانويات ومدارس وحشد كبير من تلامذة المدارس.

وألقى المصري كلمة رئيس الجمهورية فقال» من هذه القلعة انطلق قطار استعادة السيادة والحرية والاستقلال، وها نحن اليوم في عهد الرئيس ميشال عون نجدِّد الالتزام بخيار الدولة الحصن الوحيد الآمن لحقوق ابناء الوطن».

أما النائب هاشم فقد كان مثل الرئيسين عون وبري ورئيس حكومة تصريف الأعمال تمام سلام بزيارة قلعة الاستقلال.

تهاني

وعشيّة عيد الاستقلال، هنّأ مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الرؤساء عون وبرّي وسلام والحريري وجميع اللبنانيّين «بذكرى الاستقلال»، متمنّياً لهم «مستقبلاً زاهراً ومستقرّاً».

ووجّه نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، رسالة تهنئة إلى اللبنانيّين، وخصّ بالتهنئة «الجيش الوطني والقوى الأمنيّة اللبنانيّة والمقاومة اللبنانيّة، الذين قدّموا التضحيات الكبيرة في سبيل تحرير الأرض والدفاع عنها والسهر على أمن وسيادة لبنان في مواجهة خطر الإرهاب بشقّيه التكفيريّ والصهيونيّ، خصوصاً أنّ لبنان ما يزال مستهدَفاً من هذا الإرهاب في أمنه واستقراره»،معتبراً أنّ «أفضل ردّ على هذا الإرهاب يكمن في تحصين وحدتنا الوطنيّة وتضامننا جيشاً وشعباً ومقاومة»، ودعا إلى «إسراع الخُطى لتشكيل حكومة إنقاذ وطني تصون الاستقلال وتوفّر كلّ الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، وتسهر على خدمة المواطنين وحفظ الوطن والشعب».

كما هنّأ شيخ عقل طائفة الموحّدين الدروز الشيخ نعيم حسن اللبنانيّين بعيد الاستقلال «الذي يجب أن يشكّل حافزاً لكلّ القوى السياسيّة إلى العودة إلى مفاهيم الدولة وأُسُسها، والحفاظ على كيانها ومؤسّساتها»، مشيراً إلى أنّ «السّبيل إلى ذلك يكون بإطلاق العمل المؤسّساتي على أكمل وجه، إن على مستوى تأليف الحكومة العتيدة التي يقع على عاتقها مهمّات جسيمة لوقف التدهور الحاصل في شتّى القطاعات الأساسيّة في البلاد، أو على مستوى المؤسّسة التشريعيّة التي بات من المطلوب تجديد عملها خدمة لتحديث الدولة وقوانينها، أو على مستوى الإدارات العامّة التي تشكّل العصب اليومي لحياة الناس وقضاياهم».

وأبرق رئيس المجلس العام الماروني، الوزير السابق وديع الخازن، إلى كلّ من الرؤساء عون وبرّي وسلام والحريري والعماد قهوجي، مهنّئاً بحلول عيد الاستقلال .

من جهته، اعتبر المكتب السياسي لحزب الاتحاد، في بيان، أنّ «عيد الاستقلال الذي يجسّد معاني التحرّر والانعتاق من هيمنة المستعمر على القرار الوطني، يشكّل قاسماً مشتركاً لكلّ أبناء الوطن الذين يعون معاني التحرّر والخلاص من الهيمنة الأجنبيّة، ورسم مستقبل الوطن وفق الإرادة الوطنيّة الحرّة».

وأشار إلى أنّه «إذا ما تمعنّا بالواقع اللبناني منذ نيل الاستقلال والتحرّر عن الانتداب الفرنسي في 22 تشرين الثاني عام 1943 حتى اليوم، نجد أنّ استقلالنا لم يكن مكتملاً بمعانيه الحقيقيّة بحكم واقع الانقسام الذي ولّده النظام السياسي الذي رُسم لبلادنا والتفاوت الاجتماعي بين اللبنانيّين، ولكي يكون هذا الاستقلال كاملاً يجب أن تحميه الوحدة الوطنيّة التي ما زلنا نفتقدها حتى الآن».

ودعا «كلّ اللبنانيّين إلى وعي معاني الاستقلال الحقيقي الذي تصونه الوحدة الوطنيّة، والذي يشكّل المعبر الأساس لرسم مستقبل تصنعه إرادة اللبنانيّين، فإذا كان التنوّع ميزة كلّ مجتمع، إلّا أنّ هذا التنوّع يجب أن تحكمه روابط الولاء للوطن الواحد في إطار الوحدة التي تقبل التنوّع وترفض الانقسام»، لافتاً إلى أنّ «الاستقلال يفقد ميزته الأساسيّة أيضاً إذا لم تكن هناك لحمة اجتماعيّة تقوم على العدالة والإنصاف بين اللبنانيّين».

وهنّأ الحزب الرئيس عون بعيد الاستقلال، مطالباً «كافة القوى السياسيّة أن تشكّل سياجاً حول المسيرة الجديدة للبنان، ملؤها التعاون من أجل تحقيق إصلاح سياسيّ حقيقيّ يعزّز أواصر الوحدة والعدل الاجتماعيّ ويصون الاستقلال ويحميه».

واستذكر العميد المتقاعد شامل روكز مناسبة الاستقلال «وقفة العزّ والتضامن من كلّ الطوائف وفي كلّ المناطق، وقفة عزّ أعطتنا قرارنا وسيادتنا وجعلت علمنا يرفرف فوق جبالنا بحريّة».

وتابع: «استقلالنا تعرّض لاهتزازات كثيرة، إن بعدوان محتلّ أو إرهاب أو غيره، ولكن أنا مقتنع بأنّ بناء الوطن يقوم على أُسُس ثابتة وبالمحافظة على استقلالنا، ويقوم على حبّ الوطن وليس مصالح شخصيّة، وعلى وحدتنا وليس على التفرقة المذهبيّة، وعلى أساس التطوّر والعلم وليس التعصّب، على الشفافية والكفّ النظيف وليس المحاصصة والزبائن، وعلى المؤسّسات النظيفة وليس عصابات «علي بابا».

واعتبر أنّنا «نعيش اليوم بداية أمل وصفحة جديدة وتحقيق حلم، أمامنا صعوبات كثيرة يجب التكاتف والتعاون جميعا كي يبقى أولادنا يعيِّدون عيد الاستقلال للبنان القوي، بثورتكم على الفساد وبإيمانكم بالتغيير والالتزام بالوحدة والمبادئ والثوابت الوطنيّة».

وهنّأت «حركة الأمّة» في بيان، الرئيس عون واللبنانيّين بذكرى الاستقلال»، مشيرةً إلى أنّ «الاستقلال لن يكتمل إلّا بدحر العدو الصهيوني عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا».

ودعت إلى «تغليب لغة العقل والشراكة والحوار وتشكيل حكومة وحدة وطنيّة جامعة»، مؤكّدةً «ضرورة التمسّك بالمعادلة الذهبيّة الجيش والشعب والمقاومة، لحماية لبنان من الخطرين الصهيونيّ والتكفيريّ».

من جهته، أكد رئيس « لقاء الفكر العاملي»السيد علي عبد اللطيف فضل الله ان «لا استقلال حقيقيا للبنان، الا باستكمال تحرير ما تبقى من اراض محتلة وبتحرير المواطن من اعباء الحياة الملقاة على عاتقه جراء ممارسات السلطة السياسية الانتهازية والتنفيعية لاغراض تخدم الشخص والحزب والطائفة لا الجمع».

ورأى خلال إحياء اربعينية الإمام الحسين في مسجد عيناثا الكبير أن «الاستقلال مناسبة وطنية كبيرة تجمع ولا تفرق وتكتسب هذا العام بريقها بعد انتهاء الشغور الرئاسي وانطلاق عهد جديد، نتمنى أن يستكمل بحكومة وطنية جامعة لتتحمل مسؤولية إعادة الأمور إلى نصابها اجتماعياً واقتصادياً».

وحيّا الجيش والقوى الأمنية على الجهود الجبارة التي تبذل للمحافظة على الاستقرار ومكافحة الارهاب والتكفير والتصدي لشبكات التجسس الصهيونية والتيقظ لأي عدوان»، داعياً إلى «استمرار التكامل بين الجيش والشعب والمقاومة كي يبقى الوطن عزيزاً ومنتصراً بإرادة أبنائه».

وهنّأ رئيس «حزب الوفاق الوطني» بلال تقيّ الدين الرئيس عون لمناسبة عيد الاستقلال، وقال: «يطلّ عيد الاستقلال على اللبنانيّين هذا العام مزهوّاً ببزوغ فجر عهد جديد، عهد فخامة رئيس الجمهورية العماد عون الآتي من المؤسّسة العسكريّة إلى رحاب الوطن الواسع ليحيي شعلة الأمل في نفوس اللبنانيّين، وإنّ عيد الاستقلال هو تعبير عن كلّ معاني الحرية والديمقراطيّة وكرامة الإنسان واستقلاليّته ومسؤوليّته، كما هو تعبير عن فرحة وطنيّة شاملة. وهذا العيد هو لكلّ اللبنانيّين على اختلاف طوائفهم ومذاهبهم وعقائدهم وانتماءاتهم السياسيّة، هو عيد لكلّ لبناني يؤمن بوطنه».

وتمنّى تقيّ الدين: «أن نصلح أوضاعنا السياسيّة والإداريّة والاقتصاديّة، ونعيد لبنان إلى الخارطة الدوليّة في دور نموذجي يعكس فرادته وإشراقته المعهودة».

وهنّأت قيادة حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينيّة في بيان، الرؤساء عون وبرّي وسلام والحريري، بذكرى الاستقلال، معتبرةً أنّ «هذا اليوم المجيد له رمزيّة تاريخيّة خاصة، وهو يوم عزيز على قلوبنا حيث شكّل بداية تخلّص لبنان وشعبه الشقيق من نير الوصاية والانتداب والاحتلال، بفضل تضحيات الشعب اللبناني وتضحيات ثلّة من رجالات لبنان التاريخيّين».

وخصّت بالتهنئة «الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة اللبنانيّة قيادة وضباطاً وعناصراً، الذين قدّموا التضحيات الكبيرة حفاظاً على وحدة وأمن واستقرار وسيادة لبنان في مواجهة الأخطار والتحدّيات». كما هنّأت «كافة الأحزاب والقوى السياسيّة، وكافة المرجعيّات الروحيّة والدينيّة والشعب اللبنانيّ الشقيق».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى