موسكو: المسلّحون استخدموا الكلور والفُسفور الأبيض.. وتدعو دي ميستورا إلى ضرورة استئناف المفاوضات السورية
أعلن المتحدّث الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسيّة اللواء إيغور كوناشينكوف، أن خبراء الوزارة أكّدوا استخدام المسلّحين للكلور والفسفور الأبيض في جنوب غربي حلب.
وقال كوناشينكوف في بيان له أمس، إنّه «في منطقة 1070 بجنوب غربي حلب، قام خبراء وزارة الدفاع الروسيّة بتحليل سريع للعيّنات التسع التي تمّ أخذها، وقد تأكّد أنّهم استخدموا الكلور والفسفور الأبيض لحشوة القذائف»، مشيراً إلى أنّه «تمّ أخذ عيّنات من 4 سوريّين مصابين بالمواد الكيميائيّة للقيام بتحليل معمّق بمختبر خاص في روسيا».
وأضاف كوناشينكوف، أنّه «على الرغم من توجيه الدعوة للعمل المشترك، لم ترسل منظمة حظر الأسلحة الكيميائيّة خبراءها إلى حلب حتى الآن».
وأشار المتحدّث باسم وزارة الدفاع الروسيّة إلى أنّ «خبراء المركز العلمي لقوات الحماية الإشعاعيّة والبيولوجيّة والكيميائيّة للقوات المسلّحة الروسيّة يواصلون العمل على جمع أدلّة تؤكّد استخدام المسلّحين للسلاح الكيميائي في حلب».
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أشارت إلى أنّ اثنين من العسكريّين السوريّين استشهدا، وأُصيب 37 من المدنيّين جنوب غربي حلب يوم 30 تشرين الأول الماضي جرّاء هجوم المسلحين بالسلاح الكيميائي.
وأدانت وزارة الخارجية الروسية بشدّة استخدام الغازات السامّة من قِبل المسلّحين ضدّ المدنيّين في حلب، مجدّدة دعوتها «لفصل المعارضة عن الإرهابيّين في سورية».
إلى ذلك، جدّدت موسكو دعوتها المبعوث الأمميّ إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى ضرورة استئناف المفاوضات السوريّة في أقرب وقت ممكن.
وأوضح غينادي غاتيلوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أمس، أنّ دي ميستورا يمتنع عن دعوة الأطراف إلى جولة جديدة من المفاوضات في جنيف، مبرّراً ذلك بـ«ظروف معيّنة».
وتابع غاتيلوف قائلاً: «يعتقد دي ميستورا أنّ الانطلاقة الناجحة للحوار السوريّ – السوريّ، تتطلّب تحقيق وقف مستقر لإطلاق النار. ويعتقد أيضاً أنّ المشكلة تكمن في حلب الشرقيّة. ومن وجهة نظره، من الضروريّ تحسين الوضع الإنساني قبل المضيّ قُدُماً في المسار السياسي».
وشدّد على أنّ: «هذه المسائل المهمّة لا يجوز أن تشكّل شرطاً مُسبقاً لبدء عملية التفاوض».
وفي الوقت نفسه، قال غاتيلوف، إنّ مشاركة الأكراد ضروريّة لإعادة إطلاق العمليّة السياسيّة في سورية.
ميدانيّاً، أكّد سيناتور في مجلس الاتحاد الروسي، أنّ قاعدتَي حميميم وطرطوس في سورية قد تصبحان قواعد متكاملة بعد أقلّ من عامين من توقيع الاتفاقيّة مع دمشق.
واشار رئيس لجنة شؤون الدفاع والأمن في مجلس الشيوخ الاتحاد الروسي، السيناتور فيكتور أوزيروف، أنّ روسيا تعمل على تعزيز البُنية التحتيّة لقاعدتي حميميم وطرطوس، مشدّداً على أنّ القوات الروسيّة في سورية وُجدت لتبقى هناك.
وأوضح أوزيروف في تصريح صحافي له أمس، «جئنا سورية لنبقى هنا فترة طويلة. ولذلك يعدّ رفع كفاءة البُنية التحتيّة في المطار نفسه، وفي محيطه بشكل عام، مهمّة يجب علينا أن نتولّاها في المستقبل المنظور».
على صعيدٍ آخر، وصل الطيران الحربيّ السوريّ غاراته على مواقع المسلّحين في الأحياء الشرقية لحلب، كذلك تقدّم الجيش وحلفاؤه على محور مساكن هنانو في الأحياء الشرقيّة لحلب.
وذكر الإعلام الحربي بأنّ سلاحا الجو والمدفعية في الجيش السوري دمّرا 10 سيارات دفع رباعيّ مزوّدة برشاشات ثقيلة، بالقرب من منطقة «دير حافر» في ريف حلب الشرقيّ.
وأشار مصدر عسكريّ لوكالة «سانا» السوريّة إلى أنّ سلاح الجوّ السوريّ نفّذ طلعات على محور تحرّك آليات لتنظيم «داعش»، بالتزامن مع رمايات دقيقة لسلاح المدفعيّة على أحد تجمّعاتهم في منطقة استصلاح الأراضي قرب بلدة دير حافر.
وفي العاصمة دمشق، سقطت أربع قذائف بالقرب من مبنى السفارة الروسيّة، من دون وقوع ضحايا أو إصابات بين أفراد البعثة الدبلوماسيّة، وتمّ إطلاق القذائف من منطقة جوبر شرق العاصمة التي تقع تحت سيطرة الجماعات المسلحة.
وذكر مصدر في قيادة شرطة محافظة دمشق في تصريح لـ«سانا»، أنّ «إرهابيّين استهدفوا صباح الاثنين حيّ المزة 86 بقذيفة صاروخيّة تسبّبت بإصابة شخص بجروح».
ولفتَ المصدر إلى وقوع أضرار مادية في صالة الفيحاء الرياضية من دون وقوع إصابات، نتيجة سقوط قذيفة صاروخيّة في حيّ المزرعة السكنيّ.
كما أضاف مصدر آخر في قيادة شرطة ريف دمشق، بأنّ إرهابيّين قصفوا ضاحية حرستا السكنيّة بقذيفتي هاون، ما أسفر عن «إلحاق أضرار مادية بالممتلكات العامّة والخاصة».
وأفاد الإعلام الحربي بأنّ الطيران السوري استهدف بعدّة غارات مواقع وتجمّعات المجموعات المسلحة في دوما بغوطة دمشق الشرقيّة، وحقّق إصابات مؤكّدة.
وفي آخر تطوّرات الرقة وريفها، أفادت مصادر أمنيّة عن استشهاد 10 مدنيّين في غارات للتحالف الأميركي على قريتي الصالحيّة والعبارة بريف الرقة الشمالي.
كما قضت وحدة من الجيش والقوات المسلحة على مسلحين من تنظيم «جبهة النصرة» في ريف القنيطرة الشمالي، ودمّر الجيش بصاروخ موجّه سيارة تقلّ عدداً من إرهابيّي تنظيم «جبهة النصرة» طريق الحميديّة الحرية بالريف الشمالي.
أمّا في إدلب، أكّد الإعلام الحربي أنّ الجيش السوري استهدف مقرّات المسلّحين بريف المدينة الغربيّ، ودمّر عربات متنوّعة ودرّاجات ناريّة في قرية الحمبوشيّة.
وفي دير الزور، نشر الإعلام الحربي مقطع فيديو للجيش السوري وهو يدمّر دشمة لـ«داعش» قرب مطار دير الزور، كما نشر مشاهد لغارات الجيش والقصف على نقاط «داعش» بمنطقة ضامن ومعبر الجفرة ـ حويجة صكر بدير الزور.