الجيش اليمني واللجان الشعبية يدحرون محاولات تقدّم في تعز
أعلن اللواء أحمد عسيري مستشار، وزير الدفاع السعودي والناطق باسم التحالف السعودي، انتهاء هدنة الساعات الـ 48 في اليمن وعدم تمديدها، رغم تشديد الاتحاد الأوروبي على أهميتها، بعد اتهامات متبادلة بخرقها عشرات المرات. فيما تمكّن الجيش اليمني واللجان الشعبية من دحر أكثر من عملية تقدم قامت بها قوات العدوان وأتباعها، في محافظة تعز. وأوقعوا فيها عشرات القتلى والجرحى.
وخلافاً لما كان متوقعاً والجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل لتمديد الهدنة، التي شهدت خروقًا متواصلة، جاء إعلان المتحدث باسم التحالف الذي تقوده الرياض، ليقضي على الآمال التي علقت على نجاح خطة السلام، التي اقترحها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتبنتها الأمم المتحدة، لإنهاء نحو عامين من القتال في اليمن.
ومنذ بدء سريان مفعول الهدنة، التي أتت مخالفة لاتفاق مسقط بين الولايات المتحدة، كممثلة للرباعية الخاصة باليمن، التي تضم بريطانيا والسعودية والإمارات إلى جانب واشنطن، شهدت هذه الهدنة خروقًا متعددة واستمرّ القتال العنيف في جبهتي تعز وميدي بشكل يومي. كما استمرّ الرد بإطلاق الصواريخ من قبل تحالف «أنصار الله» والجيش اليمني، على مواقع سعودية وأخرى تابعة لقوات الرئيس المستقيل هادي، في حين واصل طيران التحالف قصف مواقع يمنية في عدد من المناطق.
وذكر الناطق الرسمي باسم القوات الوطنية اليمنية، العميد شرف لقمان، أنه تم رصد وتوثيق 114 خرقاً لوقف إطلاق النار من قبل الطيران السعودي ومن حلفائه، في عدد من المحافظات منذ الساعة الأولى لدخول الهدنة حيّز التنفيذ، عبر شنّ سلسلة من الغارات الجوية.
وأوضح، أن الخروق التي تمّ رصدها، شملت قصفاً صاروخياً ومدفعياً سعودياً على القرى والمديريات الحدودية، التي تعرّضت لقصف مكثف أكثر من أي وقت مضى. إضافة إلى استمرار التحشيد والقصف المكثف في عدد من المحافظات.
وأكد أن الجيش اليمني واللجان الشعبية ملتزمون باتفاق مسقط، الذي أبرم مع الجانب الأميركي لكنه احتفظ لنفسه بحق الردّ على الخروق والتجاوزات السافرة. وقال إن التحالف لم يلتزم بوقف إطلاق النار خلال الاتفاقات السابقة وهذا الاتفاق واستمر في عدوانه.
في هذا الوقت، يواصل سفراء الدول الراعية للتسوية في اليمن، مساعيهم لإنقاذ السلام عبر إقناع جماعة هادي القبول باتفاق مسقط وخطة السلام التي تبنتها الرباعية الخاصة باليمن.
وكان من المقرّر أن تستأنف أطراف الصراع في اليمن مباحثات السلام نهاية الشهر الحالي، استناداً إلى بنود خطة السلام التي تبنتها الأمم المتحدة، على أن يتم الانتهاء منها وتشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة، قبل نهاية العام الحالي. لكن التطورات على الأرض واستمرار حشد القوات والمقاتلين إلى جبهات ميدي في محافظة حجة وتعزّ وشرق صنعاء، لا تبشّر بقرب انتهاء الصراع ولا تعكس رغبة دول العدوان بتفضيل الحل السياسي، مع أن نحو عامين من القتال أثبتت استحالة انتصار طرف على الآخر.
في هذا السياق، اعتبر الاتحاد الأوروبي، أمس، أن وقف إطلاق النار في اليمن لمدة 48 ساعة كان «أول خطوة في الاتجاه السليم»، رغم هشاشته.
وقال متحدّث عن دائرة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، في بيان: «من بالغ الأهمية أن تتفق جميع الأطراف وبصورة عاجلة على تمديده غير المشروط، على أن يتضمّن التزاماً بإتاحة وصول شحنات وعاملين إنسانيين من دون عوائق، إلى جميع أنحاء اليمن ويمهد لاستئناف المفاوضات على أساس خارطة الطريق التي قدّمها المبعوث الدولي الخاص إلى الأطراف». واعتبر البيان أن «تجارب الماضي تبرز حقيقة أن انهيار الهدن لا يقود سوى إلى مزيد من أعمال القتل ومعاناة المدنيين، من دون أن يعود بفوائد على أحد». وذكّر بأن الاتحاد الأوروبي «يدعو جميع الأطراف المتنازعة إلى قبول حلول وسط والتزامات لا بد منها، من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني»، مؤكداً دعمه الكامل لجهود تتخذ برعاية الأمم المتحدة لاستئناف مفاوضات السلام واستعداده للمساعدة على حل النزاع اليمني عبر العملية التفاوضية.
على هذا الصعيد، بحث رئيس وفد أنصار الله محمد عبدالسلام، خلال لقائه في العاصمة العمانية، مسقط، مع السفير الألماني لدى اليمن فالتر هاسمان، آخر المستجدات السياسية والأمنية والإنسانية في اليمن. وجرت خلال اللقاء مناقشة الجوانب المتعلقة بالتقارير التي نشرت مؤخراً حول الأسرى والسجناء، وكذلك الوضع الإنساني في اليمن. وعبر السفير الألماني عن ترحيبه باتفاق مسقط في ما يخصّ المبادئ الرئيسية التي تسمح بعودة المشاورات إلى مسارها الطبيعي، باعتبارها خطوة سياسية هامة تمثل تقدماً محرزاً نحو السلام وتثبت جدية الوفد الوطني في تعاطيه مع الوضع وتفاعله الإيجابي مع المجتمع الدولي. وأكد أهمية تفعيل العمل الإنساني خلال هذه المرحلة وتذليل الصعوبات أمام عمل المنظمات الإنسانية .
ميدانياً، أكد مصدر عسكري لوكالة «سبأ» اليمنية، أن الجيش واللجان الشعبية أفشلا أمس، محاولتي زحف لمؤيدي العدوان السعودي الأميركي باتجاه الدفاع الجوي بمحافظة تعز. وتم قتل وجرح العشرات منهم. وأكد المصدر مصرع قائد كتائب جماعة هادي محمود الزعيم. كما لقي أكثر من 100 من مؤيدي العدوان مصرعهم خلال اليومين الماضيين، في منطقة الجحملية بمحافظة تعز. فيما قامت وحدات الجيش واللجان الشعبية باقتحام موقعين سعوديين بنجران، رداً على استمرار تصعيد العدوان، مما أدى إلى مقتل وجرح العديد من الجنود السعوديين.
وأشار المصدر إلى أن مدفعية الجيش واللجان الشعبية استهدفت تجمّعات الجنود السعوديين في معسكر وقرية المعزاب، بعدد من القذائف المدفعية، لافتاً إلى أن إصاباتها كانت دقيقة.