عشّاق فيروز في دمشق يحتفلون بعيد ميلادها بعد مرور 64 سنة على وقوفها على خشبة «مسرح الزهراء»
رشا محفوض
احتفى عشّاق المطربة الكبيرة فيروز في سورية بعيد ميلادها الحادي والثمانين، حيث أحيت فرقة «نبض» الموسيقية بالتعاون مع جميعة «نحنا» الثقافية، حفلة «إلى فيروز تحية»، على مسرح «سينما الزهراء» في دمشق، وذلك بعد مضيّ 64 سنة على إحياء إحدى حفلاتها على خشبة هذا المسرح بمشاركة المطرب الراحل وديع الصافي.
وليس بغريب أن تحظى «الملكة» كما يسمّيها معظم السوريين، بمكانة خاصة في قلوبهم، وهم الذين عاشوا معها الزمن الجميل وحفظوا أغانيها بكلّ حبّ، حتى لا تكاد تخلو صباحاتهم ومساءاتهم من الاستماع إليها، وهي تحكي عن الأمومة والطفولة، الوطن والقضية، الأرض والسماء، السهل والجبل، الحزن والفرح.
وصدحت حناجر أعضاء فرقة «نبض» بأغنيات فيروز بهذه المناسبة، حيث غنّوا «سورية موطن المجد»، و«قرأت مجدك»، و«أقول لطفلتي»، من ألحان الأخوين الرحباني، و«حنّا السكران» و«كان عنّا طاحون» من ألحان الياس الرحباني، و«جايبلي سلام» من ألحان فيلمون وهبي، و«عودك رنّان» و«عَ هدير البوسطة» من ألحان زياد الرحباني.
كما غنّت الفرقة أغنية خاصة بها بعنوان «أرز وياسمين»، تؤكد على صمود الشام وأهلها في وجه المِحن والموت.
وهذه الحفلة بالنسبة إلى مدرّب فرقة «نبض»، الموسيقي نزيه أسعد، تعدّ من الحفلات المهمة، لأنها احتفال بأسطورة الفنّ العربي، وعنها يقول في تصريح صحافي: فيروز من الأصوات النادرة في العالم العربي، ولها هوية فنية لن تتكرّر، وقدّمت كلّ أغنية بنمط خاص عبر التكامل بين الكلمة والصوت واللحن. متمنّياً أن تشهد الأيام المقبلة إحداث مؤسّسة أكاديمية لنشر وتعليم المدرسة الفيروزية الغنائية في سورية.
واعتبر أسعد أنّ صوت فيروز استطاع بذكاء شديد الوصول إلى الطفل والشاب والعجوز عبر نمط من الأغاني يجمع الشعبية والكلاسيكية والانتماء إلى الأرض.
ولفت أسعد إلى أنّ أعضاء فرقة «نبض» من موسيقيين ومغنّين يتميّزون بأداء لافت وحبّ للموسيقى، ما ساعدهم في التقدّم بخطوات سريعة خلال زمن قصير، لا سيما مع مثابرتهم على التدريبات بصورة منتظمة.
بدورها، أشارت أمينة سرّ جمعية «نحنا» رولا سليمان إلى أن الحفل إهداء إلى فيروز بعيدها الذي يصادف الإثنين الماضي، لأنها ارتبطت بذاكرة السوريين على مدى عقود من الزمن. لافتةً إلى الإقبال الشديد الذي حظي به الحفل لتمتلئ خشبة مسرح «سينما الزهراء» بجمهور غالبيته من الشباب.
وعبّر كلّ من عازفة الكمان مديحة حمشو، ومغنّيَي الكورال حاتم خلف وميار غيث، عمّا تشغله فيروز من مكانة لديهم، لأنها الصوت الذي تربّوا عليه منذ طفولتهم. فهي صوت الحياة بالنسبة إليهم. معتبرين أنّ أغنياتها ومسرحياتها لا تزال حاضرة بقوّة في معظم البيوت السورية.