الحاج حسن: لتصحيح مواطن الخلل الكبيرة في التجارة العالمية
ترأس وزير الصناعة الدكتور حسين الحاج حسن وفد لبنان إلى اجتماعات الدورة الرابعة والأربعين لمجلس التنمية الصناعية في منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية «يونيدو» الذي ينعقد بالتزامن مع إحياء المنظمة احتفالات العيد الخمسين لتأسيسها في المقر العام للمنظمة في العاصمة النمساوية فيينا.
وضمّ الوفد القائم بالأعمال في السفارة اللبنانية في النمسا سليم بدورة، والمدير العام للوزارة داني جدعون، المستشارين محمد الخنسا ومحمد ناصر الدين، والمستشار الإعلامي في الوزارة جوزيف المتني.
وسبق للبنان أن انضم العام الماضي، وللمرة الأولى، إلى مجلس التنمية الصناعية في المنظمة الدولية حيث تتخذ القرارات التنفيذية وتوضع البرامج وترسم المشاريع التنموية والمستدامة للصناعة. ومن خلال هذه العضوية، يصبح في الإمكان جعل لبنان يستفيد أكثر من البرامج والمشاريع المطروحة في المستقبل.
وكان المدير العام للمنظمة لي يونغ افتتح الجمعية العمومية بكلمة عدد فيها «الإنجازات التي تقوم بها يونيدو في أنحاء العالم».
وفي بداية افتتاح أعمال مجلس التنمية الصناعية، تمّ انتخاب مجلس إداري جديد برئاسة مندوبة الفيليبين التي ألقت كلمة أكدت فيها أنّ «دور يونيدو لم يكن يوماً محورياً ومترابطاً بهذا الشكل، وتبين أنّ التركيز على التعاون الإنمائي والتنمية الصناعية الشاملة هو الطريق الصحيح الذي يجب سلوكه. وأصبحت يونيدو المرجع الدولي الأول المعني بالصناعة، حيث أن مجموعة الدول العشرين كلفتها بوضع تقرير عن آفاق مبادرة جديدة لتدعيم التصنيع في أفريقيا».
ثم تحدث الحاج حسن، منوهاً «بدور منظمة يونيدو على مدى السنين الخمسين الماضية في مساندة ومساعدة الدول النامية على تطوير القطاعات الصناعية فيها، عبر الخبرات أو التدريب أو المشاريع التنموية، وذلك من أجل تحقيق النمو وزيادة الإنتاجية وتوفير فرص العمل، ومن أجل تحقيق التنمية المستدامة وخفض معدلات البطالة والفقر، وكذلك من أجل التكافؤ في الفرص والتنمية في المناطق الفقيرة ولفئات النساء والشباب، والحفاظ على البيئة وخفض وترشيد استهلاك الطاقة والموارد الطبيعية».
أضاف :»لقد عرفنا في وطني لبنان هذا الدور المميز لليونيدو من خلال البرامج الوطنية والإقليمية، ومن خلال مساندة اليونيدو للصناعة في بلدنا، ومن خلال دور ممثلية اليونيدو في لبنان، والتي تقوم بدور فعال ومميز، ومن خلال التمويل الذي كان لليونيدو دور أساس في تأمين الهبات والقروض الميسرة لتنفيذ البرامج، وذلك بالشراكة الكاملة مع وزارة الصناعة والدولة اللبنانية والجهات المانحة».
ولفت «إلى بعض الأمور الهامة التي يجب أن تتحقق من أجل تأمين مبادىء وأهداف الأمم المتحدة ويونيدو، كما الأهداف الموضوعة للدول والحكومات والشعوب لترسيخ العدالة والحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، وصولاً إلى النمو المستدام وتأمين الوظائف وتنمية المناطق والفئات المهمشة وهي:
أولاًـ تأمين السلام وإنهاء الحروب والاحتلال في العديد من المناطق التي تشهد هذا النوع من الانتهاكات لحقوق الإنسان، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط حيث لا يزال الشعب الفلسطيني مسلوب الحقوق، ولا يزال الاحتلال الإسرائيلي يحاصر غزة والضفة الغربية، ويحتل الجولان السوري وأجزاء من وطني لبنان.
ثانياًـ القضاء على آفة الإرهاب التكفيري المعولم والممول من عدد من الدول والحكومات والذي يضرب في كل العالم وخصوصاً في لبنان وسورية والعراق.
ثالثاًـ العمل على حلّ ظاهرة الهجرة والنزوح اللتين حصلتا بسبب الحروب، أو بسبب الإرهاب، وذلك من خلال وقف الحروب وإنهاء الاحتلال والقضاء على الإرهاب حتى يعود النازحون إلى ديارهم، ومنهم النازحون الذين قدموا إلى لبنان وعددهم مليون ونصف المليون شخص، وهو عدد كبير قياساً على عدد سكان لبنان البالغ أربعة ملايين نسمة. وهذا ما أدى إلى ضغوط كبيرة ومتزايدة على لبنان على مختلف الصعد السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والبنى التحتية، ومن ضمنها على الصناعة. كل ذلك دون أن يكون للمجتمع الدولي الدور الفعال والكافي لمساعدة لبنان على مواجهة هذا العبء الكبير.
رابعاًـ تصحيح مواطن الخلل الكبيرة في التجارة العالمية حيث تعاني الدول النامية التي تسعى إلى تطوير صناعتها كمّاً ونوعاً وإنتاجية، من صعوبات تسويق وبيع منتجاتها في أسواقها المحلية أو تصديرها إلى الخارج، بسبب سياسات الحماية أو الدعم أو الإغراق التي تتبعها الدول أو التكتلات الاقتصادية الكبرى».
وقال: «وهنا يبرز التناقض الكبير المفترض معالجته بين السياسات والبرامج التي تدعو حكومات الدول النامية إلى تطوير قطاعاتها الصناعية، وبين الواقع التسويقي الذي تواجهه صناعات هذه الدول عندما تريد ان تبيع انتاجها سواء في الأسواق المحلية أو الأسواق الخارجية».
وتابع: «هذا الأمر يفترض باليونيدو أن تضطلع بدور أساسي في هذا المجال إلى جانب المنظمات الدولية الأخرى المعنية بالتجارة العالمية وصولاً إلى تحقيق تجارة عادلة ومتكافئة».
وأعرب عن أمله بأن «يؤدي اجتماعنا هذا إلى معالجة هذه القضايا التي ذكرتها بالتعاون الكامل ما بين يونيدو ومنظمة الأمم المتحدة والهيئات والمنظمات التابعة لها ومع الدول الأعضاء والتواصل الإيجابي بين الحكومات والشعوب».
وكانت منظمة يونيدو أقامت احتفالاً في قاعة الاستقبال في مقر بلدية فيينا التاريخي من أجل تكريم أربعة فائزين في مسابقة عالمية نظمتها حول برامج التنمية الصناعية المستدامة حتى العام 2030. ومن بين الفائزين عن منطقة الشرق الأوسط والعالم العربي الطالبة اللبنانية اختصاص العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية للعلوم والتكنولوجيا AUST ميراي مداح التي قدمت تقريراً بحثياً عن «كيفية تطوير الجيل الرابع للصناعات الحديثة بحسب الخطة المقترحة من منظمة يونيدو لغاية العام 2030».
وهنأ الوزير الحاج حسن مداح على الإنجاز الكبير الذي حققته، معتبراً ذلك «نموذجاً عن التفوق اللبناني في الحضور العالمي»، ومعرباً عن فخره وجميع اللبنانيين بـ«الإنجازات التي يحققها الشباب اللبناني في المحافل الدولية».
وأقام القائم بالأعمال سليم بدورة حفل استقبال لمناسبة عيد الاستقلال بحضور الجالية اللبنانية، وألقى الحاج حسن كلمة هنأ فيها اللبنانيين بالعيد وبانتخاب العماد عون رئيساً للجمهورية، وباقتراب حلول الأعياد المجيدة.
وقال: «لبنان استطاع أن ينتخب رئيساً للجمهورية، ونحن اليوم في صدد تأليف حكومة. ورغم ما يقال عن تأخير على هذا الصعيد وهذا الأمر طبيعي في لبنان، سيُصار إلى التأليف عاجلاً أو آجلاً ونأمل أن تشكل سريعاً في القريب العاجل حتى تنطلق عجلة الدولة بعدما اكتملت بنية المؤسسات. لبنان اليوم هو أكثر البلدان استقراراً في محيطه العربي الذي يضربه الإرهاب والذي ضرب أوروبا أيضاً. ولقد تحقق إنجاز كبير على هذا الصعيد بفضل الجيش وبقية القوى الأمنية التي جعلت لبنان آمناً بشكل كبير. لكننا نعاني من وضع اقتصادي صعب بسبب مشكلة الدين وفاقمها وجود النازحين السوريين. ونأمل أن تتم معالجة هذه المشاكل مع انطلاقة العهد الجديد».