تجميد بناء جدار عين الحلوة 10 أيام
عُقد لقاء أمني لبناني فلسطيني أمس في ثكنة محمد زغيب العسكرية، بين مدير فرع مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب العميد خضر حمّود وبين وفد موحّد من «القوى الفلسطينية»، ضمّ ممثّلين عن فصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» و«تحالف القوى الفلسطيني» و«القوى الإسلامية» و«أنصار الله»، جرى خلاله البحث في موضوع بناء الجدار الإسمنتي حول مخيم عين الحلوة وما أثاره من ردود معارضة.
وتمنّت القوى الفلسطينية على العميد حمود وقيادة الجيش اللبناني «تجميد العمل بالجدار لمهلة عشرة أيام حتى تقوم القيادة السياسية الفلسطينية الموحّدة وكافة القوى بالاجتماع فيما بينها، واتّخاذ قرار موحّد اتجاه هذا الموضوع، وكذلك يكون تم الانتهاء من مؤتمر «فتح» في رام الله ليتمّ بعد ذلك التوافق على الإجراءات الأمنيّة البديلة لما فيه مصلحة الجانبين اللبناني والفلسطيني.
من جهته، وعد العميد حمود «برفع طلب القوى الفلسطينية إلى وزارة الدفاع في اليرزة للموافقة عليه».
وكانت اللجنة الأمنيّة الفلسطينية العليا عقدت اجتماعاً استثنائياً لها في مركز «النور» داخل مخيم عين الحلوة، شاركت فيه كافة القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية، حيث تداول المجتمعون حسب بيان «المستجدّات في ضوء بناء جدار حول المخيم».
وأكّد البيان «الرفض المطلق لهذا الجدار الذي يُسيء إلى العلاقات التاريخية، وإلى مسيرة النضال المشتركة بين الشعبين الشقيقين اللبناني والفلسطيني، وأنّ الفلسطينيّين في لبنان ينظرون إلى الجيش اللبناني على أنّه جيش وطني داعم لقضية فلسطين وللشعب الفلسطيني».
وطالب «الدولة اللبنانية بالوقف الفوري لهذا الجدار وعدم النظرة الأمنيّة للوجود الفلسطيني في لبنان، إنّما التعاطي من منطلق أنّنا أصحاب قضية وحقوق لا بُدّ من العمل على إقرارها».
وأدان المجتمعون الاعتداء الذي تعرّض له مقرّ القوة الأمنيّة منذ أيام، مؤكّدين أنّهم لن يسمحوا بالتمادي على القوة الأمنيّة قيادةً وأفراداً.
ومساءً جابت شوارع مخيم عين الحلوة تظاهرة رفضاً للجدار.
«المرابطون»
من جهتها، شدّدت الهيئة القيادية في «حركة الناصريّين المستقلين المرابطون» في بيان بعد اجتماعها برئاسة أمين الهيئة العميد مصطفى حمدان على أنّ «المطلوب في هذه المرحلة الاستمرار في بناء جسور التعاون بين أهلنا اللبنانيّين والفلسطينيّين، وخصوصاً في ظلّ العلاقات الإيجابيّة التي ترسّخت في الآونة الأخيرة».
وأضاف البيان: «يبدو أنّ مشروع بناء الجدار حول مخيم عين الحلوة كان قد خُطّط له منذ العام 2011، ولربما من كان يخطّط لذلك هدفه ضرب الاستقرار الأمني في لبنان انطلاقاً من مخيمات الشتات وبالتحديد مخيم عين الحلوة، إلّا أنّ رهاننا كان دائما صائباً بحيث نجح أهلنا الفلسطينيّون، بكلّ قواهم السياسية والاجتماعية والشعبية، في إسقاط أيّ مشروع أمني لزجّهم في المشاكل الداخلية اللبنانية ونبذهم لكلّ أنواع الإرهاب الفكري والمادي وتمسّكهم الدائم بتأكيد حقهم في العودة».
وأثنى على ما أكّده «رئيس الجمهورية ميشال عون في خطاب القسم، وما يقوم به الجيش الوطني بقيادة العماد جان قهوجي من إجراءات تؤكّد حق الفلسطينيين في العودة إلى أرض فلسطين الحرّة العربية».
ودعا البيان «كلّ الجهات المعنيّة سياسياً وأمنيّاً واجتماعياً، لبنانية وفلسطينية، إلى استمرار التواصل والتعاون والتحاور عبر اللقاءات المستمرة». وتمنّى على «العهد الجديد، وعلى رأسه فخامة الرئيس العماد ميشال عون، فتح الملف الفلسطيني برمّته بما يطمئن أمن لبنان والعيش الكريم لأهلنا الفلسطينيين إلى حين عودتهم إلى وطنهم».
«حماس»
إلى ذلك، أجرى ممثّل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، اتصالات مع القيادات الصيداوية، موجّهاً لها حسب بيان «الشكر والتقدير على موقفها الرافض لبناء جدار عازل بين مخيّم عين الحلوة ومدينة صيدا».
ودعا بركة إلى «إجراء حوار فلسطيني لبناني شامل حول مجمل الوضع الفلسطيني بكلّ جوانبه السياسية والإنسانية والاجتماعية والقانونية والأمنيّة». وأكّد أنّ «الجدار العازل لا يمكن أن يوفّر الأمن للمخيمات وصيدا، والأمن يتوفّر بالتفاهم وباللقاءات المشتركة وتفعيل التعاون والتنسيق اللبناني الفلسطيني».
بدوره، انتقد الأمين العام لـ«التيار الأسعدي» المحامي معن الأسعد بناء الجدار، وطالب بـ«وضع خطّة تنسيق مع القيادات الفلسطينيّة لتثبيت الأمن وإعادة المخيمات إلى حضن الشرعية اللبنانية بدلاً من تحويلها من خلال الجدار إلى بؤر أمنيّة للمطلوبين والإرهابيّين، وتحويل الفلسطينيّين إلى رهائن لدى الجماعات الإرهابية التي يبدو أنّها تتكاثر في المخيمات، وهذا يؤسِّس لبؤر تفجيريّة في المستقبل».