مختصر مفيد في تلعفر والباب قبل الموصل… حلب ستحسم الحرب
بقيت حكومة رجب أردوغان تتلاعب بالكلمات في توصيف سياساتها تجاه سورية فذهبت إلى حافة الحرب مع روسيا وعادت تعتذر من دون أن تعلن مواصفات السياسة الجديدة، وبعدما كانت وراء ولادة داعش والداعم الأول للنصرة تحدثت عن حرب على الإرهاب تقف في طليعتها، وتوغلت في الأراضي السورية والعراقية وهي تسوق خطاباً عنصرياً استعمارياً، فلا ترى دولاً ذات سيادة ولا تعترف بحدود قانونية تحكم علاقاتها وحركتها مع دول الجوار، وبقيت تمنح ذاتها ما لا يبيحه قانون وتخترع عذراً لأدوار تنتمي للعبة مضى زمانها، فهي دولة سوبر وغيرها أشباه دول. وهي تملك حقوق التعقب في أراضي الغير ولو لأشباح قامت بصنعها ذرائع وشماعات كمسمار جحا لتبرير العدوان واسترجاع أمجاد بني عثمان ـ ليس خافياً أن تركيا هي القوة الخفية للحرب، عند أي مقاربة عميقة للحربين في سورية والعراق، إن أخذت كحرب لها عمق دولي في واشنطن، وفقاً لما تقول الوقائع وتعترف دوائر أميركية، أو كمجرد حرب نراها في الواقع تخوضها النصرة وداعش، ففي الحالين تشكل تركيا الظهير المفضوح لتسلل وتنقل المسلحين والسلاح عبر الحدود، ويحظى التنظيمان بملاذ آمن لديها ويتمتعان بمكانة تكشفها تجارة النفط عبر الحدود، والحرب الحقيقية هي بنهاية التدخل التركي في الجغرافيتين السورية والعراقية، وإن فشلت المعادلات الدولية في إيصال الرسالة المناسبة لردع التغول التركي الجامح فإن الرسائل النارية تصير وحدها الطريق لرسم الخطوط الحمراء.
قالت سورية وقال العراق ما يجب أن يُقال. واليوم بلغت المواجهات حد اللحظة الفاصلة وما يجري في تلعفر من جهة العراق عدا إغلاقه الطريق على تنقل داعش من الموصل إلى سورية رسالة قوة بوجه تركيا، ومثله ما يجري من تصدٍّ سوري للعبث التركي برسم حدود السيادة بالنار، وسيفهم الأتراك أن زمن التصرف خارج كل ضوابط قد صار من الماضي وأن لحظة نهاية الحرب تقترب وأن عليهم الاختيار بين حرب حدود معلنة أو التموضع على حدود السيادة والقانون بقوة النار التي تبدو سورية كما العراق جاهزتين لها لتحسم الحرب على أبواب الباب وتلعفر قبل حلب والموصل، فمتى رسمت حدود التوغل التركي رسمت حدود داعش والنصرة…
ناصر قنديل
ينشر هذا المقال بالتزامن مع الزميلتين «الشروق» التونسية و«الثورة» السورية.