شعبان لـ «الفضائية السورية»: ثغرات عديدة في خطاب أوباما… ولا جديد
أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية السورية الدكتورة بثينة شعبان «أن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما حول استراتيجيته في مكافحة الإرهاب احتوى العديد من الثغرات ولم يتضمّن شيئاً جديداً».
وأضافت: «لا أعتقد أن الولايات المتحدة قادرة على تنفيذ قراراتها مع الدول التي تدعم الإرهاب، وكلام واشنطن منفصل عن الواقع الذي نعيشه وعن متطلبات محاربة الإرهاب، فهدفها هو فرض الهيمنة الأميركية على المنطقة وإخراج روسيا منها».
وقالت شعبان: «إنّ القرار الدولي رقم 2170 اتخذ بالإجماع في مجلس الأمن، ولذلك من المفترض أن تكون كل الأطراف التي وافقت عليه جزءاً من مكافحة الإرهاب كما أنّ الولايات المتحدة استثنت روسيا والصين من الدعوة إلى مكافحة الإرهاب وهذا يشكل ثغرة ثانية».
وأضافت شعبان: «إن القرار الدولي 2170 تحدث عن تنظيمي «النصرة وداعش» بينما تتحدث الولايات المتحدة عن «داعش» فقط وتسقط «النصرة» من حساباتها، كما أنّ أي قوة مهما كانت عظيمة لا تستطيع أن تحارب الإرهاب من وراء البحار أو بالطائرات فلا بد لها أن تسأل وتتواصل مع ضحايا الإرهاب والذين يعانون منه».
وأوضحت شعبان «أنّ الإرهاب لم يبدأ اليوم في سورية بل منذ أربع سنوات ولا بدّ أن تكون ضحيته والمتضرّر منه عنصراً أساسياً في محاربته، كما أنّ هذا التحالف الذي يتحدث عنه أوباما يعاني من التصدّع في ظلّ رفض دول معينة المشاركة في كلّ متطلباته».
وأردفت شعبان: «إن ملف مكافحة الإرهاب يجب أن يعالج بطريقة مختلفة، وإذا أخذنا تاريخ الدول الغربية نرى أنها قادرة على ارتكاب أخطاء في مناطقنا تظهر نتائجها بعد سنوات، ولذلك أعتقد أنّ الأمور ستعالج بهدوء أكبر بكثير مما يبدو للعيان الآن».
وحول الاجتماع الذي عُقد في جدة بمشاركة الولايات المتحدة وتركيا والدول الخليجية وبعض الدول العربية أكدت شعبان «أنّ الدول التي كانت أساسية في دعم وتسليح وتمويل الإرهاب في سورية كانت جزءاً أساسياً منه». مشيرة إلى «أنّ قرارهم بتدريب الإرهابيّين على أراضيهم بعد تسميتهم معارضة معتدلة لا يعني أنّ هؤلاء الذين يحملون السلاح ضدّ الشعب والدولة في سورية ليسوا مجرمين أو إرهابيين».
وأوضحت شعبان «أنّ ما خرج به اجتماع جدة بحاجة إلى إعادة نظر شاملة فأكل الأكباد والقلوب كان قبل ظهور داعش، والإرهابيون الذين يريدون تدريبهم لا يختلفون عن إرهابيّي داعش، وبالتالي فإنّ هذا الاجتماع هو محاولة لدعم الإرهاب وليس لمحاربته».
وحول لقاء الرئيس بشار الأسد ومبعوث الأمم المتحدة إلى سورية ستيفان دي ميستورا كشفت د. شعبان «أنّ أجواء اللقاء كانت إيجابية وبناءة حيث لامس الحوار جوهر المسائل التي يجب معالجتها والتعامل معها من أجل الوصول إلى حلّ للأزمة في سورية ومكافحة الإرهاب وعودة الأمن والاستقرار».
وقالت شعبان: «إن المبعوث الدولي يحاول أولاً فهم أبعاد الأزمة من وجهة نظر الحكومة السورية والمقترحات التي تراها مجدية وفعالة لمعالجة الأزمة، وكان حريصاً على زيارة دمشق والاستماع إلى الرئيس الأسد أولاً قبل جولته إلى دول المنطقة وتوجهه إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة».
وأشارت شعبان إلى «أنّ العالم يمرّ اليوم بمخاض، وما يجري هو حوارات ونقاشات متعددة الأبعاد والأهداف في ظل التناقضات الموجودة وصعوبة تشخيص الحالة القائمة وأين يقف كل طرف وأهدافه الجيوسياسية والاستراتيجية».
وشدّدت شعبان على «أنّ سورية ماضية في محاربة الإرهاب والمصالحات، وأنّ الجيش السوري يحقق تقدماً على الأرض، معيدة التذكير بأنّ بلادها أعلنت جهوزيتها لتكون في أي حلف لمواجهة الإرهاب».
وقالت شعبان: «سنقاتل كلّ من يحاول أن يعتدي علينا»، مضيفة: «نحن نواجه إرهاباً شنيعاً مدعوماً ومسلحاً من قوى إقليمية ودولية، وأبناء الشعب السوري وعناصر الجيش يُقتلون على أيدي الإرهابيين منذ 4 سنوات»، مشيرة إلى «أنّ الغرب لم يقصّر في دعم القوى الإرهابية بالمال والسلاح».