حوار الذاكرة… الحلقة الثانية
ـ عِمْ سلاماَ وشاماَ يا أنت.
ـ عِمْتَ سلاماَ وشاماَ وأكثر يا أخي.
ـ عندي لك سؤا ينتظر جوابك.
ـ شكرا لثقتك بي… سَلْ ما شئت مما أعرف!
ـ هل الانتخابات الأميركية مؤشّر إلى تحوّل عالمي؟
ـ أخي اقرأ عكس ما تقول تقع على الجواب.
ـ لم أفهم!
ـ يعني أن التحوّل العالمي هو الذي حوّل الناخب الأميركي إلى هذا الواقع! وإلى بعض إيقاعات هنا وهنالك!
ـ أخي، لماذا يستمرئ الإعلام الكذب إلى أكثر ممّا دعا إليه غوبلز، خصوصاً في القارة الأوروبية؟
ـ لأن قوة عالمية اختارت لهذا الإعلام نخّاسي أخبا، ثم هيّأوا في المجتمع ذلك الطابور الخامس لإنضاجه إلى نفايات أخبارية، فيما جرت عملية تدويرالنفايات إلى بريق النفط الذهبي!
ـ أخي، إذاً لماذا يصدّق الناس؟
ـ لأنّ الناس يجهلون إلى درجة أنهم يصدّقون، وربما زادوا من عندهم كذباً على كذب هذا الإعلام العالمي!
ـ أليس هناك إعلام ممّن يقاومون في هذا المجال؟
ـ بلى، وقد كان لهم الدور الأكبر في التحوّل العالمي، ولكن يبقى الشاهد، فقد يرى الناس الجرح الذي ينزّ في الرأس ولكنهم لا يرون الجرح الذي في داخل الرأس. على كلّ حال، إنّ صوت الحق ومهما عتّموا عليه أو حجبوه بموانع أو كواتم صوت، فإنه يبقى الصوت الوحيد الذي يقاوم عوامل الحتّ والتعرية ليصل إلى أذن الحياة مهما طال الزمن.
ـ سؤال آخر يا أنت إذا كان ما لديك من زمن يتّسع للجواب عليه.
ـ الحقيقة ليس عندي. فالزمن لا يتّسع لغير ما أنا فيه. ولكنني سأستعير من بعضه من أجل طيب حوارك. قل ما شئت.
ـ أخي قل ما شئت؟
ـ أخي ما الشعرالذي نسمعه أو نقرأه هنا وهنالك؟ ثم أين الإعلام من استضافة ولو ناقد واحد ذي هوية صادقة يمسح بنقده غبار الموت عن القصيدة ويدافع بها للعودة إلى الجذور؟
ـ كأنك أجبت على سؤالك بسؤالك! وشكراً لك.
د. سحر أحمد علي الحارة