عون: سنكون بتصرّف شعبنا وليس شعبنا بتصرفنا

شهد قصر بعبدا، سلسلة لقاءات سياسية ودبلوماسية وروحية، ونقل سفير بولونيا في لبنان Wojciech Bozek إلى الرئيس عون دعوة من الرئيس البولوني اندره دودا Andrzej Duda للقيام بزيارة رسمية إلى بولونيا في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين. كما نقل الرئيس البولوني التهاني بانتخاب عون ورغبته في زيادة التعاون لا سيما أن علاقات صداقة تاريخية جمعت الشعبين البولوني واللبناني. وأكد السفير بوزيك أن بلاده عازمة على المشاركة مجدداً في القوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل ، لافتاً إلى الدور الذي تلعبه بلاده في تشجيع الحوار بين الأديان وتنظيم اللقاءات بين مختلف العائلات الروحية.

وشكر الرئيس عون للرئيس البولوني دعوته على أن يتمّ تحديد موعد الزيارة عبر القنوات الدبلوماسية، مبدياً استعداد لبنان للبحث في سبل تطوير العلاقات في المجالات كافة.

ثم استقبل وزيرة الثقافة الصينية السيدة لي كساولين li Xiaolin التي ترأس جمعية الصداقة الصينية مع الشعوب الأجنبية، وحضرت إلى لبنان للمشاركة في إطلاق مشروع «حزام واحد، طريق واحد الى لبنان: من بكين إلى بيروت»، وذلك بحضور السفير الصيني في لبنان كيجيان وانغ ورئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية الوزير السابق عدنان القصار. وحملت الوزيرة لي إلى رئيس الجمهورية تحيات رئيس جمهورية الصين الشعبية شين جين بينغ وتهانيه لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية، وحرصه على تعزيز علاقات الصداقة والتعاون القائمة بين الصين ولبنان. وعرضت أهداف المشروع الذي سيتمّ إطلاقه من بيروت، بعدما كان أعلن عنه سابقاً من بكين في إطار أسبوع ثقافي تمّ تنظيمه بالتعاون مع الوزير السابق القصار الذي ساهم منذ العام 1953 في إطلاق العلاقات التجارية والاقتصادية بين لبنان والصين.

وردّ عون مرحباً بالوزيرة الصينية والوفد المرافق لها التي تزامنت زيارتها مع الاحتفال بمرور 45 سنة على إقامة علاقات دبلوماسية بين لبنان والصين بدأت في تشرين الثاني 1971. وحمّلها تحياته إلى الرئيس الصيني شين جين بينغ، مؤكداً حرص لبنان على تطوير العلاقات الثنائية في المجالات كافة، لا سيما المجالين التجاري والسياحي، خصوصاً أن الشعب اللبناني منفتح على كل حضارات العالم لأن ثقافته خلاصة الثقافات المتوسطية كلها.

وشدّدت الوزيرة الصينية على أن قيادة بلادها ستكون سعيدة بالترحيب بالرئيس عون في الصين، عندما يقرّر زيارتها رسمياً.

واستقبل عون، بحضور وزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب، وفداً من رجال الأعمال اللبنانيين في دبي نقلوا إلى رئيس الجمهورية تهاني أبناء الجالية اللبنانية في دبي لمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية ووضع أعضاء الوفد أنفسهم في تصرف الرئيس عون للمساعدة في تحقيق التطلعات والمواقف التي أوردها في خطاب القسم. واستمع عون إلى أحاديث أعضاء الوفد التي تمحورت حول تمكين اللبنانيين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي في السفارات والقنصليات اللبنانية إسوة بالدول الاخرى، وتطوير القوانين اللبنانية لتسهيل الاستثمارات ومنع الفساد والرشوة وغيرها من المواضيع التي تهم اللبنانيين المنتشرين في الخارج عموماً وفي دول الخليج خصوصاً.

وردّ مرحّباً بالوفد معرباً عن سعادته، لأن العلاقات بين لبنان ودول الخليج عادت إلى سابق عهدها من الصفاء والتعاون، وأن اللبنانيين الموجودين في دول الخليج باتوا يشعرون بالاطمئنان والارتياح بعد الانتخابات الرئاسية، متمنياً أن تعود الحركة السياحية بين لبنان ودول الخليج كما كانت دائماً.

وقال: «إن الظروف التي حصلت في السابق، وأقلقت اللبنانيين في دول الخليج كانت مرحلة عابرة وانتهت، ولبنان يستعيد عافيته وحضوره ودوره ويستعدّ للانطلاق في مسيرة نهوض جديدة في كل المجالات لتصحيح ما حصل في الماضي على مختلف المستويات. وسيكون من أول اهتماماتنا محاربة الفساد والكيدية السياسية التي أضرّت كثيراً بالوطن، ذلك أننا نؤمن بأن السلطة لا تمارس بكيدية بل تمارس بمسؤولية وعدالة وفق الأنظمة والقوانين المرعية الإجراء.

واعتبر الرئيس عون أن حضور نحو 700 مصرفي عربي المؤتمر المصرفي الذي عقد في بيروت دليل آخر على الثقة بلبنان وعلى أن الاوضاع عادت الى طبيعتها.

وحمّل رئيس الجمهورية أعضاء الوفد تحياته الى أبناء الجالية اللبنانية في دبي متمنياً أن يراهم في لبنان دائماً.

والتقى عون نائب رئيس حزب التيار الوطني الحر للشؤون السياسية الوزير السابق نقولا صحناوي على رأس وفد من فريق العمل، قدّم له التهاني بانتخابه متمنياً له التوفيق في تحقيق أحلام اللبنانيين وأمانيهم برؤية دولة القانون والحق.

وردّ عون مرحّباً ومؤكداً استمرار العمل من موقع الرئاسة في سبيل تحقيق ما يرنو إليه الشعب اللبناني من إصلاح وتغيير في المجالات كافة، معتبراً أن «هذه المهمة هي معركة شعب وليست معركة رجل واحد، فالشعب يتحرّك ويصنع الإصلاح ويفرضه وعلى جميع اللبنانيين أن يخوضوا هذه المعركة، لأن ما نراه اليوم من فساد في البلد وعدم احترام للقوانين يتطلب شعباً قوياً يحاربه ويقضي عليه».

وأضاف: «نحن سنكون دائماً في تصرف شعبنا وليس شعبنا في تصرفنا».

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس رعية الكنيسة المريمية في دمشق والنائب العام الاسقفي لبطريركية الروم الارثوذوكس المطران لوقا الخوري الذي هنأه بانتخابه وعرض معه الأوضاع العامة، كما حمل إليه تحيات أبناء الرعية وفرحتهم التي عبروا عنها برفع صورة الرئيس عون بعد انتخابه على واجهة دير صيدنايا، وتم التداول في الأوضاع في سورية عموماً وأوضاع المسيحيين خصوصاً.

وعرض أوضاع أبناء أبرشية كندا المارونية وحاجاتهم مع راعي الابرشية المطران بول تابت الذي اعتبر أن أكثر ما يريده اللبنانيون في كندا هو انتظام عمل المؤسسات وتسهيل مهمة الراغبين في الاستثمار في وطنهم الأم من خلال قضاء قوي وعادل وفاعل وهيئات رقابية تحارب الفساد.

وتلّقى عون برقية تهنئة لمناسبة عيد الاستقلال من الحبر الأعظم البابا فرنسيس.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى