حتى يطلع الفجر
الليل مرهق ولئيم جداً
ملكوته المستباح ينهض وراء النهار
عارف بألم المواويل
طلاسمه شفرة أغلقها الهمّ
لدخوله وطأة خاصة
فضاء ثقيل ساكن ومعتم يشعل بوح الآه
تماماً كما غول يجترّ الوساوس من دون توقّف
أطيافه متناثرة بمرايا الروح
متشابكات كالفصول
لهوائه وقع الثمالة
آلام الليل ربما لا تقتل
لكنها تستبيح كلّ ما هو ممكن
دوائر متداخلة من الظلمة
تسخن الأوجاع
تنبش ذاكرتي الرخوة
ثمّ تبقيني خالياً تماماً إلا من أشباحي
محدثةً في صدري طنيناً عالي الصوت
كهواء أحدث ضجة بفراغ
صمت الليل محض اكتشاف
كالنظر إلى ما لا تعكسه المرآة
لكنّ صمته قاسٍ وبلا ونس
لا يهدي صبراً
فقط يسجنك مداره
يحاصرني كشراك صياد عتيّ
فأمدّ البصر وأبقى
حتى مطلع الفجر.
عمرو عباس ـ مصر