برجي: نحن حزب العقيدة والفكر والمؤسّسات… والمقاومة والنضال نواجه أعتى المؤامرات في الشام والعراق وفلسطين ولبنان
أحيت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي عيد تأسيس الحزب، بحفل عشاء حاشد أقامته في مطعم أوكتاغون ـ كفرحزير، حضره عضو المجلس الأعلى توفيق مهنا ممثلاً رئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو، عميد الخارجية حسان صقر، ناموس المجلس الأعلى د. جورج ديب، منفذ عام الكورة د. جورج البرجي وأعضاء هيئة المنفذية، وعدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات وجمع كبير من القوميين.
كما حضر الحفل الدكتور وسام عيسى ممثلاً رئيس تيار المرده النائب سليمان فرنجية، عضو قيادة تيار المرده رامي لطّوف، السيدة يونا فايز غصن، منسق التيار الوطني الحر في الكورة جوني موسى وعضو الهيئة التأسيسية في التيار جورج عطالله، رجل الأعمال المهندس غسان رزق، رئيس هيئة حماية البيئة والتراث في الكورة وجوارها المهندس رفعت سابا، نقيب أطباء لبنان الشمالي السابق الدكتور إيلي حبيب، رؤساء بلديات ومخاتير، أعضاء مجلس إنماء الكورة، ممثلو هيئات أكاديمية وتربوية، مسؤولو مؤسسات أهلية ومدنية وحشد من الممواطنين. وقد تمّ قطع قالب حلوى بالمناسبة.
بدأ الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي والنشيد اللبناني، وألقى عريف الاحتفال ناظر الإذاعة هنيبعل كرم كلمة جاء فيها: «في العيد الرابع والثمانين لتأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، سلامٌ إلى سورية، إلى قيمها وحقها وخيرها وجمالها، سلام إلى سعاده النهضويّ القائد القدوة الصادق المجاهد، سلام إلى حزبه المجبول بالتضحيات، سلام إلى نسوره، نسور الزوبعة، الأبطال الشجعان الأوفياء، سلام إلى المقاومين، إلى بنادقهم وأياديهم وأقدامهم وجباههم المباركة، سلام إلى الشهداء، إلى أسر الشهداء، ينابيع العطاء الملحميّ المقدّس، سلام إلى كيانات هذه الأمة المعذّبة: إلى العراق ونخيله، إلى الشام وأسودها وحماة ديارها، إلى لبنان الغالي شعباً وجيشاً ومقاومة، إلى فلسطين الجرحِ النازفِ أطفالَ الحجارة، سلامٌ إلى الأردنّ، إلى ترابه وأهله، سلامٌ إلى إرادة الأمة، الأمة التي وقف أنطون سعاده عليها حياته، فكان التأسيس وكان الاستشهاد وكانت الرّسالة:
نحن قومٌ إذا الحقّ نادى ثــــابتون في كلّ ساح
هــــذي الأرض ومـــــــا فيها لا تحلــــو بغير الجراح
في الحربِ الحروفُ بنادقُ وفي السلم زهرٌ أَقاح
كم من تنّين دحرنا ما همّنا سطوة الرّماح
لنا في الدّنيا نصيبٌ ونصيبنا من سورية نصرٌ
يوم تعصف الرّياح»
ثم كانت كلمة المنفذية ألقاها المنفذ العام د. جورج البرجي وجاء فيها: لتأسيس الحزب نكهة خاصة لدينا، فيه نقف بمواجهة الحقيقة، ونلامس الأمل بمستقبل أفضل لبلادنا، بالرغم من كلّ ما نعاينه من صور سوداء، وما نعانيه من قتل ودمار يشمل كل أنحاء الأمة…
نحن نقف بجرأة أمام أنفسنا، وأمام الآخرين، نُقيّم مسيرتنا النضالية، ونرسم خطوط بيانها صعوداً ونزولاً بكل صدق وتجرد.
قبل التأسيس تساءل سعاده ما الذي جلب على شعبي هذا الويل، فوجد أنّ فقدان الأمة السورية سيادتها على نفسها قد سبب هذا الويل، بل الويلات.
اليوم وبعد مرور 84 عاماً على التأسيس ما زال الجواب، وبكلّ أسف، هو، هو، وهنا نتساءل لو كنا أمة موحدة، ذات سيادة على ثرواتها وقدراتها ألا تصبح الصورة مختلفة بل معكوسة؟
هل كانت بقيت فلسطين محتلة، وهل كانت سورية تعاني هل كان العراق يعاني، هل كان لبنان على شفير هاوية؟
هل كان باستطاعة الدول الأجنبية التدخل في شؤوننا وجعل أمتنا ميدان صراع للغزوات الإرهابية والوهّابية؟
هل كان الفقر والجهل يسودان كما هو اليوم وهل كانت الهجرة الحلّ الوحيد أمام شباننا في ظلّ انعدام فرص العمل؟
أضاف البرجي: لم نستطع حتى الآن تحقيق غاية الحزب التي نعمل ونناضل لأجلها، لكن يكفينا فخراً أننا صمدنا وبقينا حزباً نموذجياً وحدوياً في كلّ أنحاء العالم، وأننا بقينا حزب العقيدة والفكر والمؤسسات، حزب المقاومة والنضال، حزب سناء ووجدي وخالد ومحمد وأدونيس، حزب النسور وعشرات الشهداء وآلاف القوميين الذين يواجهون في الشام والعراق وفلسطين ولبنان، أعتى المؤامرات التي عرفها التاريخ البشري على أمة حيّة، نحن حزب الدفاع عن الأمة ومصالحها تاريخنا حافل بالنضال، ونحن أيضاً مستقبل الأمة الواعد وأستطيع أن أؤكد لكم وأمام حضوركم الرائع هذا أنّ النصر حليف المناضلين، مهما تكاثرت الصعوبات وعلت التضحيات لأننا شعب لا يلين للغزاة الطامعين …
وأكد برجي في كلمته على تفعيل العمل الحزبي في الكورة من خلال مضاعفة الجهود وابتداع الوسائل وتوفير القدرات لامتلاك كلّ عناصر القوة الممكنة، لافتاً إلى أنّ سعاده نقل العقيدة والفكر والقناعة من الدائرة النظرية إلى الفعل والحركة، ومن الإيمان الفردي إلى دائرة الجماعة أي الانتشار والنمو لأنه أدرك أنه لا قيمة لأي فكر إذا اقتصر على أفراد غير منظمين، والتأسيس أعطى الفكر قيمة الحركة والفعل.
ودعا برجي المؤمنين بعقيدة سعاده إلى الإقدام والانتظام والانتماء والانخراط ليكون دورهم تغييرياً لبناء الحزب ومقدراته ما يسّرع عملية النهوض والانتصار… مضيفاً: أليست المؤسسات هي أعظم أعمال سعاده بعد وضعه العقيدة؟
أضاف: يقول سعاده «الحزب هو الأمة المصغرّة وتحت طبقة من الضجيج والثرثرة يقوم السوريون القوميون الاجتماعيون بعملهم بهدوء واطمئنان وتمتد روح الحزب في جسم الأمة». لذلك أنتم أيها القوميون روح الأمة وحياتها فلا تترهلوا وتتهاونوا ولا تتقاعسوا ولا ترتاحوا، راحتنا الحقيقية عندما نحقق الغاية من إنشاء الحزب فتعّم الراحة كلّ أبناء الأمة.
وأشار برجي إلى أنّ سعاده استشعر الخطر اليهودي مبكراً وأخذ العمل التنظيمي في فلسطين حيزاً من وقته بالرغم من أنه كان يصارع الزمن والوقت، وقد نالوا منه بالجسد باكراً، وكانت مؤامرة احتلال جزء من فلسطين متزامنة مع المؤامرة على حياته وعلى الحزب، لكنّ الحزب استمر والصراع ما زال متواصلاً. ونحن لسنا متنازلين عن حقنا في الصراع.
وتابع: على كل قومي اجتماعي أن يشعر أنه جندي في حملة هجومية لإنقاذ مصير الأمة من التضعضع والأخطار الخارجية وإنّ كلّ خطة مهما كانت بديعة وكاملة لا يمكن تحقيقها إلا بأخلاق قادرة على حمل تلك الخطة فالأخلاق هي رقم واحد بالنسبة لكلّ عمل قومي.
وقال: لقد ترك لنا سعاده الحزب الذي أسّس والعقيدة التي وضع وهذا أهم وأخطر سلاح نملكه في مواجهة أعداء الأمة، لذلك تكالب أعداء الأمة في فترات طويلة على النيل من الحزب تارة، ومحاولة اختراق فكرنا العقائدي تارة أخرى.
سعاده لم يمتلك الأساطيل ولا الأسلحة ولا المال بل امتلك الأساس لبناء الأمة ونهوضها، فالعقيدة جوهر النهضة ونستطيع القول إننا نملك أهم منظومة فكرية عقائدية أخلاقية متكاملة وضع أساسها الزعيم سعاده وكلنا استعداد لنشرها وإعلانها والقتال في سبيل انتصارها.
واعتبر برجي أنّ الحرب الدائرة على أرض أمتنا طويلة وقاسية تستهدف المزيد من تفتيت بلادنا وتدمير العمران وتمزيق نسيج شعبنا كلّ ذلك لكي تبقى «إسرائيل» آمنة مطمئنة.
وعلى الصعيد اللبناني أمل برجي بعد انتخاب رئيس الجمهورية أن تشكل حكومة جامعة وكفوءة تلبي الحدّ الأدنى من الحاجات الملحة للبنانيين وترفع الظلم اللاحق بهم على كلّ المستويات المعيشية والخدماتية منها الطرقات والاتصالات والكهرباء. كما ندعو إلى سن قانون انتخابي على أساس النسبية ولبنان دائرة واحدة مما يضع حداً للتجييش الطائفي البغيض كما يضع حداً لشراء الأصوات والمقاعد النيابية.
وتطرق برجي في كلمته إلى ما تسبّبه شركات الموت في الكورة من ضرر على البيئة وعلى الإنسان، فقال: بات الجميع يعرف هذا الأمر، وكما أعلنّا سابقاً نحن نتابع التحضير لمؤتمر بيئي من أجل وضع خطة منظمة بإطار علمي دوافعي وقانوني، ولن نتراجع قبل تحقيق سلامة أهلنا ومناطقنا… وهذا وعد قطعناه على أنفسنا.
وختم: إنّ طريقنا شاق وطويل ولا يسلكه إلا الأقوياء ونحن أقوياء وتاريخنا يشهد وحاضرنا يشهد والمستقبل أمامنا. وكلّ عام ونحن على درب الحقّ سوريون قوميون اجتماعيون نعمل للحياة ولن نتخلى عنها، ولتحي سورية وليحي سعاده.