روسيا: لن نحاور «الناتو» حول الرقابة على التسلح
أصدر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرسوما يقضي بإقالة أربعة من المسؤولين الكبار في الديوان الرئاسي وهيئة الأمن الفدرالية ووزارتي الدفاع والداخلية. في حين أكد المندوب الروسي الدائم لدى حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو، أن روسيا لن تحاور الحلف على صعيد مراقبة التسلح، إلا بعد توقفه عن تعزيز جبهته الشرقية.
وجاء في نص المرسوم، أن الرئيس استجاب لطلبات المسؤولين الأربعة، الذين قدموا الاستقالة. لكن دميتري بيسكوف، الناطق الصحافي باسم بوتين، أوضح أن إقالة المسؤولين من مناصبهم، جاءت على خلفية فوزهم بالعضوية في أكاديمية العلوم الروسية، خلال الانتخابات التي جرت في تشرين الأول الماضي.
وكان بوتين هدد خلال اجتماع مع قيادة أكاديمية العلوم الروسية، بإقالة المسؤولين الذين تجاهلوا الحظر الذي فرضه، في وقت سابق، على ترشح كبار موظفي الدولة للعضوية في أكاديمية العلوم، باعتبار أنه إذا كان هؤلاء علماء كبار، فعليهم أن يتفرغوا للعمل العلمي فقط.
ومن بين المسؤولين المقالين، ألكسندر سافينكوف، نائب وزير الداخلية ويعد من أكثر المسؤولين نفوذا في أجهزة الأمن الروسية. وسبق له أن شغل مناصب رفيعة في النيابة العامة ووزارة العدل. ولم يعرف كثيرا عن قسطنطين كوتينكو، نائب رئيس شؤون الرئاسة في الكرملين، الذي يشغل هذا المنصب بدءا من 2013. وحسب سيرته الذاتية الرسمية، تخرج كوتينكو من معهد أندروبوف التابع لجهاز «كي جي بي» في الاتحاد السوفياتي. كما لا تتوفر معلومات عن أي نشاط علمي للواء فاسيلي خريستوفوروف، الذي كان يشغل منصب مدير التسجيل والأرشيف في هيئة الأمن الفدرالي. أما الباحث الوحيد المعروف بين المقالين الأربعة، فهو ألكسندر فيسون، رئيس مديرية الطب العسكري في وزارة الدفاع الروسية. وكان فيسون تخرج من أكاديمية الطب العسكري، حيث درس في كلية أطباء الأسطول الحربي. وخدم كطبيب في أسطول البلطيق. وبدءا من عام 2006 بدأت مسيرته في مؤسسات وزارة الدفاع الروسية. وتولى منصب رئيس مديرية الطب العسكري في عام 2013. وله أكثر من 350 منشورا علميا.
من جهة ثانية، وفي حديث أدلى به أمس، قال المندوب الروسي لدى حلف «الناتو» ألكسندر غروشكو: الوضع في حقل الرقابة على التسلح وإجراءات تعزيز الثقة والتعاون الأمني، معقد للغاية في الوقت الراهن. العقبة الرئيسة على هذا الطريق، تتمثل في استمرار «الناتو» في مطالبة روسيا بالسير في هذا الاتجاه، تزامنا مع استمراره في تنفيذ الإنشاءات العسكرية وتعزيز جبهته الشرقية، في آن واحد.
أضاف: «إذا كانت بلدان «الناتو» معنية عن حق بالتوظيف لخلق أدوات الرقابة على التسلح، فإن الأمر ينبغي أن يتمثل في الدرجة الأولى بتخلي الحلف عن خططه لتعزيز جبهته الشرقية ومحاولات ردع روسيا، عبر السعي لتحقيق التفوق العسكري عليها. هذا هو السبيل الوحيد لإطلاق حوار فعال مع «الناتو» حول كيفية ضمان الأمن العسكري.
وختم بالقول: كانت تتوسط أهم قضايا التعاون الثنائي بين روسيا و«الناتو»، مكافحة الإرهاب بجميع مظاهره. وما من أي مؤشر ينذر باستعداده لتبديل موقفه الحالي، بما يحيي العمل المشترك لمكافحة الإرهاب.