حدث وتعليق … وحلم التغيير

إبراهيم وزنه

كثيرة هي الأحداث النافرة التي شهدتها ملاعبنا الكروية خلال الفترة الأخيرة، فمن استقالة الأمين العام جهاد الشحف على خلفية الإشكال الذي وقع على ملعب بحمدون وما تبعه من جدل ونقاش ومقرّرات في مقرّ الاتحاد، إلى توقّف مباراة الأنصار والراسينغ على ملعب بيروت البلدي لربع ساعة بسبب عدم إذعان مدرّب الراسينغ موسى حجيج لطلب الحكم محمد درويش بالخروج من الملعب، بالإضافة إلى ما حصل في إحدى مباريات بطولة أندية الدرجة الثانية من تعدٍّ صارخ على حكم المباراة، وصولاً إلى مباراة الحكمة والشبيبة المزرعة ضمن بطولة الدرجة الثانية، فماذا حصل ليستحقّ منّا التعليق؟

تأمّلوا المشهد، خلال مباراة الحكمة مع الشبيبة المزرعة، وتحديداً في الدقيقة 40 من عمر المباراة، حصلت مشادّة كلاميّة بين مراقب المباراة أركان أبو مجاهد وحكم التماس الأول محمد حرب، وسريعاً تطوّر الموقف بينهما ليقدم أبو مجاهد على صَفع حرب أثناء قيام الأخير بمهامّه التحكيمية على خط الملعب، ما دفع الحكم إلى مغادرة الملعب، ليحلّ مكانه في الشوط الثاني الحكم الرابع حمزه قاسم.

أيّ كرة قدم نتابعها؟ وأيّ بطولات تفرض علينا تغطيتها؟ وعن أيّ تطوّر نفتّش؟ وإلى أيّ مستوى نطمح؟ وكيف السبيل للارتقاء في ظلّ هكذا أجواء؟

أسئلة كثيرة نطرحها أمام من يهمّه الأمر، ودائماً لا نسمع الجواب، لماذا؟ لأنّ كرتنا تغرّد خارج السرب، لكونها محكومة بالمزاج الطائفي والمناطقي والسياسي، كما أنّ عدد الأندية الكرويّة في لبنان لا يبشّر بحصول التطوّر الفني بقدر ما يؤثّر في عملية بناء وتشكيل الاتحادات والفريق الإداري للّعبة المتعبة أصلاً بالتمنيّات والتسويات، تارة نسمع عن عقوبات وكثيراً عن أخطاء، والمؤسف أن تصل الأمور إلى هذا الحدّ من الفلتان والخروج عن المنطق والأصول، فعندما يقوم مراقب المباراة بشتم وضرب الحكم، ماذا ننتظر من جماهير الأندية؟ وعلى سيرة جماهير الأندية، ألم تدركوا بأنّ مواكبتكم وحضوركم للمباريات باتَ مرهوناً بمدى حضاريّة تشجيعكم، فلماذا الإصرار من قِبل «بعضكم» على إطلاق السمفونيات الخارجة عن الآداب؟ وأين دور روابط الجماهير؟ وأين السعي االجاد لتنقية الأجواء في المدرّجات وتهذيب التشجيع؟ وأين وأين …

بناءً على ما تشهده ملاعبنا من أحداث سوداء، وصافرات الحكام الصفراء، نجزم بأنّ التراجع إلى الخلف سيبقى حليفنا، ربما اعتدنا السير إلى الوراء … أيّها المعنيّون والغيارى، كرتنا في خطر، فهل هناك من يعنيه الأمر؟ اللعبة بحاجة إلى صدمة إيجابيّة، ولن يتحقّق ذلك إلّا من خلال التغيير في العقلية وإعادة صياغة القوانين بوضوح… لا تتركوا أهل اللعبة يرقصون على أغنية «جنوا نطوا»، وعلى الزملاء الإعلاميّين أن يقولوا الأمور كما هي، وكفى «بعضنا» بتظهير الواقع على أنّه في أحلى حالاته.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى