قانصو في رسالة صوتية: المقاومة هي الخيار لتحرير كلّ أرض فلسطين
أقامت منفذية جنوب فلسطين في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً بمناسبة عيد تأسيس الحزب في مخيم جباليا ـ قطاع غزة، حضره المنفذ العام كمال جودة وأعضاء هيئة المنفذية، كما حضره مسؤول الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة لؤي القريوتي، مسؤول طلائع حرب التحرير الصاعقة محيي الدين أبو دقة، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومُنسِّق القوى الوطنية والإسلامية يوسف عزيز أبو القسام ، القيادي في المقاومة الشعبية رأفت أبو عبيد، قائد كتائب نسور فلسطين أبو العطا، رئيس مركز الأبحاث والتوثيق الاستراتيجي ناصر عزات، الأسير المحرّر العميد يوسف الصيداوي، وفاعليات محلية وشعبية وجمع من القوميين والمواطنين.
افتُتح الاحتفال بنشيد الحزب الرسمي ونشيد فلسطين، ثم ألقى عريف الاحتفال محمود حامد كلمة رأى فيها أنّ لعيد التأسيس معنى آخر في فلسطين، وعلى امتداد الوطن السوري، نحتفل بهذه المناسبة لأنها حدث خطير في مجرى تاريخ بلادنا، ابتدأ بسؤال وضعه المؤسِّس والشهيد القدوة حضرة الزعيم أمام عينيه: ما الذي جلب على أمتي هذا الويل؟ فكان الحزب الوسيلة لإماطة الويلات عن هذه البلاد التي اسمها سورية.
نجتمع اليوم لنُجدِّد العهد والقسم لفادينا سعاده، لنهج الصراع في مؤسسة حزبية رائدة تسير عكس إرادات الاحتلالات ويشكل أعضاؤها القضاء والقدر.
نسير اليوم ونحن نعمل لحرية أمتنا واستقلال شعبنا في بلادنا، نسير ونشخص إلى الوحدة القومية. نسير نحو تنازع البقاء بين السيادة القومية وبين احتلال سيكون جوابنا الأخير له في ساح الجهاد.
وختم كلمته بالقول: أربعة وثمانون عاماً من الصراع، والنهضة القومية الاجتماعية تتقدم في صفوف جديرة بالانتصار، لأنّ في صفوفنا إرادة أمة، ونحن مستمرون في خطتنا ولن نتنازل عن أي من أهدافنا إلا بعد تحقيق الانتصار.
بعد ذلك أُلقيت قصيدة «بركان» للشاعر الشهيد كمال خيربك.
كلمة القوى والفصائل
وألقى كلمة القوى والفصائل الفلسطينية القيادي في حركة الجهاد الإسلامي ومنسق القوة الوطنية والإسلامية يوسف عزيز أبو القسّام جاء فيها: إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نتقدم للإخوة في الحزب السوري القومي الاجتماعي بأسمى التهانئ والتبريكات وأسمى التحيات النضالية بذكرى انطلاقتهم المجيدة وهي تدخل عامها 84 سائلين المولى عز وجل أن تكون هده الانطلاقة شعلة مضيئة على طريق النصر والحرية والتحرير، واستكمال مسيرة الجهاد والمقاومة.
وقال عزيز: نثمن عالياً دور الحزب القومي في تطوير علاقته مع مختلف الفصائل والقوة الوطنية والإسلامية، ونقدر عالياً توجهات الحزب من أجل توطيد الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحيث أنّ الحزب يشكل امتداداً طبيعياً لتاريخ أمتنا وعالمنا العربي، ويسترشد بالفكر القومي والتراث وقيم الحرية، مستلهماً في ممارساته النضالية والعملية الثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني، مثبتاً دوره على الساحة الفلسطينية من خلال مواقفه السياسية والاجتماعية المتميّزة، والتي تعبّر عنها ثلة من مناضلي الحزب الأفاضل، تهانينا لكم جميعاً، والتحية كلّ التحية لإخواننا في الحزب القومي بمناسبة إحياء ذكرى تأسيس الحزب المباركة.
وتطرق عزيز إلى الأوضاع السائدة فقال: إنّ الأحداث الدائرة بالمنطقة فرضت أوضاعاً جديدة وخطيرة، وأبعدت الأنظار عن مركز الصراع الفلسطيني «الإسرائيلي»، حيث استطاعت الأحداث الخطيرة أن تخرج فلسطين من دائرة الاهتمام الدولي والعربي، سواء على المستوى السياسي أو الإعلامي، وشكّلت فرصة ذهبية وغير مسبوقة للكيان الصهيوني وقيادته، لتوظيفها بما يخدم الكيان الصهيوني.
أضاف عزيز: خلال المسيرة الطويلة من الكفاح والنضال والمقاومة، تعرض شعبنا الفلسطيني في الداخل والخارج إلى مِحن وابتلاءات وشتائم ومؤامرات وحصار وتجويع وحروب، وتدمير للبيوت وقتل للنساء والشيوخ والأطفال، من قبل جيش وعصابات الكيان الصهيوني ولكننا نؤكد اليوم أنّ هذا كله لم يُثنِنا عن قناعات شعبنا الفلسطيني، ولم يدفع بأبناء شعبنا إلى التخلي عن قضيتهم ومقاومتهم، بل زادتهم قوة وإصراراً على مواصلة الطريق، ونودّ الإشارة إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي ومن خلال الأمين العام للحركة رمضان عبد الله المتمثلة بالنقاط العشر، لقيت دعماً وتأييداً ومباركةً من جميع الفصائل والقوى الفلسطينية، وهي الآن تشكل أرضية قوية لمشاركة الكلّ الفلسطيني بحوار جاد وبنّاء وصولاً إلى الوحدة الفلسطينية.
وختم كلمته بالتشديد على أنّ الوحدة الفلسطينية هي السبيل الوحيد للخروج من أي مأزق، وهي السبيل الوحيد والأمثل للوصول إلى كل ما كنا نصبو إليه، ونؤكد إنّا باقون على العهد لا تنازل عن القدس ولا عن الحرية… المجد للشهداء والحرية لأسرانا.
كلمة منفذية جنوب فلسطين
وألقى منفذ عام منفذية جنوب فلسطين كمال جودة كلمة المنفذية وفيها قال: لعيد التأسيس معانٍ كبيرة، فهو يوم إطلاق أكبر مشروع لاستنهاض شعبنا، وتصويب المفاهيم الخاطئة في التاريخ والحاضر، والسعي نحو مستقبل تكون بلادنا لأول مرة منذ زمن طويل سيدة ومستقلة عن الإرادات الأجنبية.
اليوم هو ميلاد حزب نهضة شعبنا حزب ثقافة الاستقلال النفسي والمادي حزب ثقافة المقاومة، نتأمل معكم اليوم الواقع والاحتلال لا يزال يمعن في التنكيل بشعبنا ويزيد من دون منازع قدرته على إدهاش العالم بمدى إرهابه، فلا حدود لإجرام هذا العدو .
ولأنّ حزبنا كان واضحاً في تشخيص خطر هذا الاحتلال وطبيعته، كنا ولا نزال نطالب بفهم وحدة القضية القومية وتوجيه طاقات شعبنا وقدراته لاحتضان الفعل الاجتماعي السياسي المتمثل بالمقاومة، فالقوة والإرادة خلف استعمال القوة هي التي تحدِّد مصائر الشعوب .
أضاف: من هنا دعوة قيادة حزبنا المتتالية والمتكرّرة لكلّ قوى وتيارات شعبنا السياسية بالابتعاد عن منهج الانقسام لأنه يخدم العدو، والتوجه نحو نقطة جهد واحدة تجمع حضور شعبنا، وهي رفض الاحتلال وقتاله بوضوح من دون مواربة ومن دون تردّد ومن دون أي تبرير … وحده هذا الوضوح هو طريق انتزاع حقنا القومي.
من هنا ومن واقع المبادرة التي تقدم بها ممثل حركة الجهاد أخي يوسف عزيز أنقل لكم دعمنا وتأييدنا لأي جهد ينهي حالة الانقسام التي باتت مبرّراً جائراً للحصار، كما نعيد التأكيد باسم قيادة الحزب أنّ ملف الأسرى في سجون الاحتلال، سيبقى على رأس أولويات عملنا الحزبي في فلسطين، ولن يترك ملف الأسير يحيى سكاف خارج المتابعة، خصوصاً على أعتاب التبادل المقبل.
وختم كلمته بالقول: نعاهدكم باسم الحزب السوري القومي الاجتماعي على مواصلة نضالنا لاستعادة كامل حقوقنا القومية.
نعاهدكم أن يكون الفداء القومي نهجاً مستمراً حتى دحر الاحتلال وبتحيتنا القومية نحييكم .. تحيا سورية ويحيا سعاده.
كلمة رئيس الحزب
وتخللت الاحتفال رسالة صوتية لرئيس الحزب الوزير السابق علي قانصو خاطب فيها المحتفلين بالقول: أيها الرفقاء أيها الحضور الكريم تحيا سورية تحيا فلسطين، أحييكم جميعاً فرداً فرداً باسمي وباسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي، وأحيّي من خلالكم شعبنا في فلسطين البطل الصامد في وجه أعتى أعدائنا، العدو الصهيوني، الذي اغتصب فلسطين وارتكب ويرتكب المجازر، ويمارس أبشع أنواع الاضطهاد بحقّ شعبنا، ولكن يبقى الرهان على شعبنا وعلى مقاومته الدائمة للعدو، وبكلّ الأشكال من الانتفاضات إلى مقاومة المقلاع إلى مقاومة السكاكين إلى السلاح. هذه المقاومة التي يبتدع شعبنا أشكالها تشكل الخيار الأنجع لتحرير فلسطين كلّ فلسطين من البحر إلى النهر.
أضاف قانصو: وفي هذه المناسبة التي تحتفلون فيها بذكرى تأسيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أحيّي هذه المقاومة وشهداءها وجرحاها، وأجدِّد دعوتنا إلى أوسع التفاف شعبي حولها، وإلى تحصينها بوحدة فلسطينية راسخة، تنهي هذا الخلاف الفلسطيني ـ الفلسطيني الذي لا يستفيد منه إلا العدو الصهيوني.
وقال: احتفالاتنا في ذكرى التأسيس تعمّ أرجاء الوطن، ولكن لاحتفالكم على أرض فلسطين طعم مختلف لأنّ فلسطين هي جوهر قضيتنا القومية، التي تأسّس الحزب لأجل انتصارها، فلسطين في عقيدتنا هي جنوب الأمة وسعاده منذ بدايات الاستيطان الصهيوني في فلسطين، دعا إلى مواجهته بخطة نظامية معاكسة للخطة الصهيونية، لأنّ خطر هذا الاستيطان لا ينحصر في فلسطين وحدها بل يتهدّد الأمة كلها، وجاءت التجارب لتؤكد صوابية هذا الموقف.
تذكروا أيها الرفقاء والإخوة قول حضرة الزعيم «كلنا مسلمون لرب العالمين منا من أسلم بالقرآن ومنا من أسلم بالانجيل ومنّا من أسلم بالحكمة وليس من عدو يقاتلنا في أرضنا وديينا وحقنا سوى اليهود».
وختم رسالته بتوجيه التحية للحضور ولفلسطين الأبيّة، ولتحي سورية وليحي سعاده».