معلومات تطرح قراءة مغايرة لاستراتيجية أوباما لمقاتلة «داعش»
يوسف المصري
بعيداً من اجتماع بطاركة الشرق في أميركا ومفاجأة لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بهم لمدة 40 دقيقة، توجد معلومات تحرص الجهات المالكة لها على إبقائها بعيدة من الاستهلاك الإعلامي. وترسم هذه المعلومات صورة مغايرة لما هو مطروق حول ما يمكن أن تذهب إليه استراتيجية الرئيس باراك أوباما لمحاربة داعش.
وتفيد أن هدف أوباما من ضم دول إسلامية عربية كالسعودية تحديداً والكويت الخ… إلى التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، هو «تجنب إظهار أن القتال يجري بين الغرب المسيحي وقوة إسلامية بغضّ النظر عن مدى تمثيلها لجوهر الإسلام». وتخشى واشنطن من أن يسفر هذا الصراع الذي سيطول لـ3 سنوات وستسفك فيه دماء كثيرة، عن خلق انطباع في مرحلة متقدمة منه، يوحي للشعوب المسلمة بذكريات مرحلة الحروب الصليبية. والواقع أن الرغبة في تجنب هذا المنزلق هي التي جعلت أوباما يحرص على أن يستبق إعلانه استراتيجيته بالاتصال بالملك عبد الله بن عبد العزيز، وأمكنت للمراقبين ملاحظة أن الإعلام الأميركي كثّف التغطية الإعلامية لاتصال أوباما بعبد الله، وذلك على مدى الساعات الأخيرة التي سبقت توجيهه لاستراتيجيته، حتى بدا أن واشنطن تتقصد إظهار أن الاتصال الهاتفي كإجراء أميركي هو جزء من حدث الخطاب.
وتلفت هذه المعلومات إلى مستجدات مرشحة للتظهير في توقيتات مناسبة منذ بدء تنفيذ «التحالف الأميركي» لحربه على «داعش». وتتم مقاربة هذه المستجدات المتوقعة من خلال مطالعة تستند إلى معلومات، تقول إنه صحيح أن كلاً من روسيا وإيران هما خارج التحالف الذي أنشأه ناظر الخارجية الأميركية جون كيري في جدة لقتال «داعش»، ولكنهما في واقع الحال ليستا خارج الاستراتيجية الكونية لمقاتلة «داعش» وأخواته التي عبر عنها القرار 2017. وإذا كانت استراتيجية أوباما تحدد العراق كساحة أولى لضربات تحالفه الجوي ولمجمل جهده، فإن موسكو ومعها طهران تحددان سورية كساحة أساسية لقتال «داعش» فيها، بوصفها البلد الذي توافد إليه إرهابيون من 82 جنسية في العالم، وأيضاً بوصفه البلد الوحيد الذي أثبت جيشه ودولته صموداً وتماسكاً بوجه تسونامي الإرهاب التكفيري الذي يضرب المنطقة منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وتضيف أنه إذا كان أوباما يخطط لضربات جوية تساند تقدم الجيوش المحلية لإنهاء وجود داعش فوق جغرافيا المنطقة، فإن هذا التوجه لا بد له أن يتكامل مع مهمة روسيا وإيران وحتى حزب الله داخل سورية. فداعش يتمركز على الجغرافيا السورية والعراقية في آن، وثروته التي يتغذى منها موجودة في البلدين، ولن يكون ممكناً عملياً إحراز نصر عليه وفق مواصفات خطة أوباما من دون توحيد الجهود أو أقله تنسيق الجهود بين حرب روسيا وإيران وحزب الله على داعش في سورية وتلك التي يشنها تحالف أميركا في العراق.
وتخلص هذه المعلومات للقول إن المهمتين الروسية والإيرانية في سورية من جهة والتحالف الأميركي في العراق من جهة ثانية، ستلتقيان بحكم طبيعة المواجهة الميدانية، في لحظة متقدمة من بدء الحرب الكونية على داعش.
وفي حين يقول أوباما إن ضرباته الجوية لتصفية داعش تهدف أيضاً إلى خدمة العملية السياسية في العراق ومساعدة رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي – بحسب كيري في إعادة بناء الجيش العراقي، فإن كلاً من إيران وروسيا أيضاً يقول إن دعمه الدولة السورية لتصفية داعش في أراضيها يجير أيضاً لدعم الجيش السوري من جهة ولتمهيد الطريق من جهة ثانية أمام معاودة العملية السياسية الخاصة بجنيف ـ2، وعقد جنيف ـ3 وفق الأجندة التي اقترحتها الدولة السورية في الجولة الماضية الأخيرة. وحينها أصر وفد الدولة السورية على أن المفاوضات يجب أن تبدأ من موافقة المعارضة على إدانة الإرهاب بوصفه أولوية ومدخل كل تفاوض، فيما المعارضة آنذاك ومعها الغرب طرحا أولوية مغايرة. واليوم يعود العالم لمنطق الدولة السورية لجهة اعتبار أن الإرهاب له أولوية مطلقة. وكان لافتاً أمس أن الموفد الأمم المتحدة للأزمة السورية أعلن من دمشق أن الأولوية الآن هي للقضاء على الإرهاب.