هولاند في العراق: أسباب داخلية فرنسية وتجاهل أميركي مهين

نضال حمادة باريس

ليس صدفة تحديد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موعد عقد المؤتمر الدولي حول العراق قبل يوم واحد من جلسة التصويت في مجلس النواب الفرنسي على إعطاء الثقة للحكومة الفرنسية الجديدة، وليس من سبيل الصدف قيام هولاند بزيارة بغداد بعد أسبوع من ظهور استطلاعات رأي تشير إلى أنه الرئيس الفرنسي الأقل شعبية في الجمهورية الفرنسية الخامسة بعيداً خلف ساركوزي عندما كان في منتصف ولايته.

الرئيس الفرنسي اليوم كحاطب ليل، يريد أن يظهر لشعبه أنه يفعل شيئاً ما فيركب طائرته ويذهب إلى العراق موحياً أنه يركب الصعاب ويداهم الخطر.

ليست فرنسا على موعد مع الأمجاد الماضية في ظل رئيس كهذا سياسة كهذه تابعة لبيت مال القطري والسعودي عند كل منعطف، ولم تكن افتتاحية «لوموند» الفرنسية يوم أول من أمس والتي أنبت هولاند، لتعيد الحياة لموتى القبور في الخارجية الفرنسية التي يديرها صهيوني وفي قصر الإليزيه الذي تديره الفضائح.

قالت «لوموند» الفرنسية إنه في حال اتفق السوري والأميركي على حرب داعش، على فرنسا أن تحدد من الآن موقفها حتى لا نتفاجأ بأميركا تسبقنا وتتخلى عنا كما تعودنا عليها.

صحيفة «لوكانارد انشينيه» المقربة من الاستخبارات الفرنسية قالت إن خطة الحرب على داعش أميركية مئة في المئة، والدور الفرنسي فيها سوف يقتصر على بعض الطلعات الجوية بالتنسيق مع الأميركي الذي سوف يكون صاحب اليد الطولى والوحيدة بعيداً عن التحالف المصطنع.

وقالت الصحيفة أيضاً إن الاستخبارات الفرنسية قدمت تقريراً مفصلاً لقصر الرئاسة وللحكومة عن الدعم المالي الذي تقدمه قطر والسعودية للتيارات السلفية الجهادية التي تحارب فرنسا في مالي والقرن الأفريقي وما زال الساسة يستقبلون السعوديين والقطريين بكل بروتوكولات الشرف.

وسخر معلق في تلفزيون فرنسا 24 من رحلة هولاند إلى العراق قائلاً إنه ذهب إلى الخارج وفي باله كسب نقطة في استطلاعات الرأي في الداخل، لكنه في الحقيقة ليس لديه ما يقدمه للداخل وليس لديه ما يعطيه في الخارج.

ويقول العقيد الركن السابق في الجيش الفرنسي آلان كورفيس إن سياسة فرنسا اتجاه دمشق محكومة باللوبي «الإسرائيلي»، وبالوعود السعودية التي لا تنتهي ولم يتحقق منها شيء على أرض الواقع، وهذا ما أفقد فرنسا أي تأثير في سورية حيث ذهبت السياسة الفرنسية في سعيها لإسقاط الأسد إلى مرحلة بعيدة صار من الصعب عليها التراجع فيها من دون فقدان ماء الوجه، بينما الأميركي والألماني يلعبان بهدوء في منطقة كانت في الماضي منطقة نفوذ فرنسي.

يبقى الفصل الأخير من خيبة هولاند الذي أكمله سلمان بن عبد العزيز برفضه التوقيع على صفقة السلاح اللبنانية، هنا ألسن بعض الفرنسيين من الديغوليين لا ترحم:

هذا الرفض السعودي يخفي وراءه فيتو أميركياً على حصول فرنسا على أية حصة في سوق السلاح العربي الخليجي الذي يعتبر من خارج الدول الناطقة بالإنكليزية أميركا وبريطانيا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى