كفى…

بلال شرارة

أعتقد أنه لم تعد تنفع التهديدات مثل إغراق أوروبا بالمهاجرين، أو إغراق الأسواق العالمية بالنفط. أعتقد أنّ علينا في هذا الشرق أن ننتبه إلى أنّ العالم المتعدّد، وخصوصاً الدول الصناعية السبع + روسيا وحلف الناتو ودول بريكس والاتحاد الأوروبي باتت لا تخاف من أسلحتنا الخلَّبية.

أعتقد أنّ أوروبا تستطيع أن تقيم سداً برياً وبحرياً يقيّد حركة الهجرة ويمنع الضغط على دولها. ثم أنّ المهاجرين أو النازحين السوريين والعراقيين يفضّلون العودة، وبات الزمن قصيراً أمام انتهاء الحرب من أجل حلب والموصل. هذا يعني أنّ المسألة الفاصلة عن هزيمة الإرهاب وإسقاط دولة الخلافة في سورية والعراق باتا على قاب قوسين أو أدنى. هذا الأمر يعني بكلّ بساطة انتهاء عملية الاستثمار التركي على آلام الشعب السوري، وكذلك الاستثمار على الاغتراب العراقي.

ونفطياً لم تعد الألعاب جائزة بسوق النفط، فمنذ اجتماع الجزائر في أيلول سبتمبر الماضي، إلى اجتماع فيينا مطلع هذا الأسبوع برز أنّ استخدام الأوبك لم يعد ممكناً وخاضعاً للإملاءات، وكذلك فإنّ السوق النفطي لم يعد بهذه اليد أو تلك الى درجة التلاعب بالأسعار وكميات الإنتاج وتهديد الموازنات إلخ…

الغرب ترك لنا منذ زمن بعيد أن نموّل انتحارنا عبر التهويل بقدرتنا على الإرهاب باعتبار أنّ دولنا ومعارضتها الرسمية مسؤولة عن ثقافة الإرهاب ، وترك لنا اختراعه من الإخوان المسلمين إلى… وصولاً الى القاعدة وداعش وجيش الإسلام وكل الأسماء المتداولة من المحيط إلى الخليج… تركته لإرهابنا من المحيط الى الخليج ونقل معارك الدين من مكان إلى مكان ووضع سكينه على رقابنا بمعنى أنه ـ الغرب ـ وضع اليد على الاٍرهاب وأخضعه لمخططاته الهادفة لتفتيت منطقتنا.

الآن على الطريق نفسها يستطيع الغرب إغلاق حدود أوروبا الغربية والشرقية البرية والبحرية بوجه المهاجرين، وأن يوقف تمويل مخيمات وتجمّعات اللاجئين، وأن يستولي على نفطنا. وهذا الأمر يخضع الآن لتهديد الرئيس الأميركي الجديد. هو يحدّث الكنة لتسمعه الجارة ويقول للعراق ثاني أكبر حقول نفطية في العالم توازي قيمتها 15 تريليون دولار… هو يأتي ثانياً بعد السعودية… لقد قلت ببساطة لديهم جيش ضعيف… ومجتمع فاسد… لو عاد الأمر لي فسآخذ نفطهم… عليهم أن يدفعوا 1,5 تريليون أو سنأخذ النفط…

أنا خائف من أنكم ستطلعون من المولد بلا حُمُّص وتكونون أنتم لا بدُمّر عيّدتوا ولا بالشام لحقتوا العيد . لذلك أبعدوا عن شفاهنا كأس السخرية… الابتزاز… أنتم أقصد مَن يفعل ذلك ليس في موقع الفعل، وهو يضحّي بثروات شعوبنا ويتاجر بلحمنا.

بعد قليل من الآن تكون قد انتهت معركة حلب ومعركة الموصل، سيضيق الخناق عليكم. أنا أقصد أن تقبلوا الهزيمة بدون تكاليف زائدة وتفرغوا من جيب شعوبنا الثمن، إذ يكفي ما أصاب سورية والعراق واليمن و… يكفي صرف ثرواتنا ثمن سلاح قطر مُصرّة وكتتويج لانهيار أسواق البورصة وانخفاض أسعار النفط، وغداً لإعمار ما تهدّم بأيدي جماعتكم… كفى.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى