حزب الله: لاستراتيجية لبنانية واضحة للمشاركة في التحالف ضدّ «داعش»

شكك حزب الله في توجهات التحالف الدولي لمحاربة «داعش» والذي تتزعمه واشنطن، لافتاً إلى الانتقائية في التعاطي مع هذا التنظيم وفقاً لمصالح الدول الكبرى.

واعتبر الحزب أنّ لبنان يجب أن تكون له استراتيجيته الخاصة المؤلفة من مختلف القوى السياسية للمشاركة في هذا التحالف.

فنيش

وفي هذا السياق، تطرّق وزير الدولة لشؤون مجلس النواب محمد فنيش في حديث لـ«المركزية» إلى التحالف الدولي لمواجهة الإرهاب، في ظل كلام الرئيس الأميركي أوباما عن أنّ واشنطن لا تملك استراتيجية للمواجهة، وقال فنيش: «علينا انتظار أفعال مؤتمر جدّة لأننا غير واثقين تماماً بالكلام الذي نسمعه، خصوصاً أنّ الجهات التي كانت وراء نموّ تنظيم «الدولة الإسلامية» وانتشاره الآن تدّعي أنها تريد مواجهته ربما لأنّ خطر هذا التنظيم تجاوز الرهان عليه والمكان الذي زُرع فيه والمهمة التي أوكلت إليه». وأضاف: «من الواضح أنّ هناك انتقائية في التعاطي مع «داعش» لأنّ مواجهة هذا الخطر يجب أن تكون حيثما يوجد هذا التنظيم»، معتبراً «أنّ أي دولة لا تستطيع أن تنتقي منطقة أو حيزاً جغرافياً وفقاً لمصالحها وأمنها وتترك «داعش» في مناطق أخرى».

وعن وجود استراتيجية معينة لمشاركة لبنان في التحالف الدولي لمحاربة «داعش»، قال فنيش: «أولاً، يجب أن تكون للبنان استراتيجيته الخاصة المؤلفة من مختلف القوى السياسية خصوصاً المشاركة في الحكومة». وتابع: «إننا لا نشارك في الحرب على «داعش» انطلاقاً من أننا مشروع لدولة أخرى، بل نشارك من منطلق الدفاع عن أنفسنا والتصدي لحماية بلدنا».

الموسوي

ودعا النائب نواف الموسوي، من جهته، اللبنانيين جميعاً إلى «تجاوز الخلافات السياسية والاصطفافات المعروفة»، قائلاً: «فلنؤجل خلافاتنا السياسية ولنتجه نحو إبرام تفاهم بيننا يقوم على أن نكون صفّاً واحداً في مواجهة المجموعات التكفيرية وبعدها فلنعد إلى نزاعاتنا السياسية، فمن الخطر جداً أن نستمر في نزاعاتنا السياسية في ظل وجود الخطر التكفيري».

وقال الموسوي خلال احتفال أقامه حزب الله بمناسبة الذكرى السنوية على استشهاد يوسف حلاوي وشهداء بلدة قعقعية الجسر النبطية: «نحن آلينا على أنفسنا أن لا نردّ على الحملات التي تشن علينا وأن نسكت عمن يهاجمنا ولكن نحن نعتقد أنّ هناك مهمتين يجب أن ينهض بهما اللبنانيون: الأولى ترسيخ وحدتنا الوطنية والالتفاف وراء الجيش الوطني ليقاتل المجموعات التكفيرية، وهاتان المهمتان يفترض أن تقوم بهما الطبقة السياسية فتنصرف عن انشغالاتها الهامشية، فلبنان ليس ضعيفاً، لبنان بيده عناصر قوة قوية ولا نقبل أن يظهر شكل اللبنانيين كمن يستجدي الرحمة من المجموعات التكفيرية، فعندما كانت تسقط علينا عشرات الآلاف من الصواريخ ما استجدينا أحداً ولن نستجدي أحداً لأننا أقوياء وقادرون، بل ندعو المعتكفين المنكفئين إلى إعمال عناصر القوة لكي يبقى لبنان بأهله وأبنائه جميعاً عزيزاً، ولا يمكن لأحد أن يفرض المذلة عليه. فجنود الجيش اللبناني ومقاتلوه منذورون للقتال والشهادة وليسوا موقوفين للذبح».

فضل الله

وخلال ذكرى أسبوع الشهيد فواز بزي الذي قضى برصاص غادر أطلقته مجموعة من المسلحين عليه تحت جسر المشاة في التبانة، رأى النائب حسن فضل الله «أنّ للشهيد فواز بزي مظلوميتين، الأولى أنه قتل مظلوماً بطريقة وحشية على يد الجماعات التي تحاول تصفية الوجود المغاير أو المخالف لها، والثانية أنّ هناك من أراد أن يطمس هذه الجريمة والقضية التي بالنسبة إلينا ستظل قضية حية، لأنّ طمسها هو جريمة أخرى، وهي تسهيل للمجرمين والقتلة الذين ارتكبوا هذه الجريمة بدم بارد بهدف إثارة الفتنة وضرب الاستقرار والتعايش ومحاولة تصفية المناطق مذهبياً».

وشدّد على أنّ «هذه الجريمة يجب أن لا تمر كأنها لم تحصل، وعلى رغم أننا الأحرص على السلم الأهلي ودائماً نلملم جراحاتنا ونعض عليها حتى لا تثار الفتنة ولا يجر البلد إلى حيث يريد هؤلاء القتلة والمجرمون الذين يهدفون إلى إثارة الفتنة بين اللبنانيين وبخاصة بين السنّة والشيعة، فإنّ لدينا الحرص ذاته على ألا يذهب دم هذا الشهيد هدراً، وهذا يكون بملاحقة هؤلاء القتلة والمجرمين».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى