عون: إعادة إعمار سورية في غاية الأهمية لإعادة تثبيت الاستقرار في المنطقة
أبلغ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وزير خارجية كندا ستيفان ديون حرص لبنان على تعزيز العلاقات اللبنانية – الكندية وتطويرها في المجالات كافة، وذلك خلال لقائهما في قصر بعبدا، حيث أكد أن للجالية اللبنانية في كندا مساهمات إيجابية في المجتمع الكندي.
وشدّد على أن عوامل الاستقرار والأمن باتت متوافرة في لبنان، داعياً الى إعادة تسيير خط الرحلات الجوية المباشرة بين مونتريال وبيروت. واعتبر أن الأوضاع العامة في البلد بدأت تتحسّن تدريجياً منذ الانتخابات الرئاسية، مشيراً إلى أن وجود أعداد كبيرة من النازحين السوريين إضافة الى اللاجئين الفلسطينيين أدّى الى تفاقم الأوضاع الاقتصادية لا سيما أن إمكانات لبنان محدودة والكثافة السكانية فيه مرتفعة. ودعا كندا والمجتمع الدولي إلى العمل لحل سياسي للوضع القائم في سورية ومساعدة السوريين للبقاء في أرضهم، مشدداً على أن إعادة إعمار سورية أمر في غاية الأهمية من أجل إعادة تثبيت الاستقرار في المنطقة.
وفي مستهلّ اللقاء، نقل الوزير ديون إلى رئيس الجمهورية تهاني رئيس وزراء كندا جاستين ترودو، وتمنياته له بالتوفيق، مؤكداً الأهمية التي توليها بلاده لحضور الجالية اللبنانية فيها، وحرص حكومته على تعميق العلاقات الثنائية بين البلدين، وتعميم صيغة العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين في لبنان كنموذج يُحتذى.
وقال الوزير الكندي إن رئيس حكومة بلاده يعتبر لبنان مفتاح المنطقة والعالم لا سيما لجهة تنوّعه، مؤكداً استعداد كندا لمساعدة لبنان في تحمل أعباء النزوح السوري إليه، وأعلن عن مساعدة كندية للقوى المسلحة اللبنانية، إضافة الى مساعدات في المجالين التربوي والاقتصادي وعن إعادة بلاده العمل ببرنامج دعم اللاجئين الفلسطينيين الذي كانت الحكومة الكندية السابقة أوقفته. وشدّد على دعم لبنان المستقر والديموقراطي والهانئ.
وزار الوزير الكندي والوفد المرافق، مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري وتمّ البحث في أوضاع لبنان والأعباء التي يواجهها جراء قضية النازحين السوريين، وكذلك التطورات في المنطقة.
والتقى ديون رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في المصيطبة، وتم عرض الأوضاع والتطورات في لبنان والمنطقة.
وانتقل وزير خارجية كندا الى قصر بسترس، حيث التقى نظيره جبران باسيل وأجرى معه محادثات ثنائية تطرّقت الى الوضعين في لبنان والمنطقة والجهود الكندية في إطار إعادة توطين النازحين السوريين، عقدا إثرها مؤتمراً صحافياً ناشد خلال باسيل، دعم كندا لقرار مجلس الامن حول البقع النفطية على الشواطئ اللبنانية. ولفت إلى أن البحث تناول الوضع السوري ونعتقد أن الحل الوحيد للأزمة السورية هو الحل السياسي بقيادة سورية بشكل يحمي وحدة البلاد وسيادتها. كما تناولنا العواقب السلبية للأزمة السورية على لبنان الذي وصل إلى أقصى حدود قدرته على التحمّل، حيث يجب أن تكون معالجة أزمة نزوح السوريين جزءاً لا يتجزأ من الحل السياسي، لا بل يمكن أن تكون سابقة للحل السياسي الذي نتوق إليه جميعا. وأصررنا على أن العودة الآمنة للسوريين هي الحل الوحيد الأنجع لهذه الأزمة، ونتطلع أن تتفهم كندا وضع لبنان الخاص في هذا السياق.
وأضاف: ونظراً للخسائر التي يتكبّدها الاقتصاد اللبناني جراء الأزمة السورية والتي تجاوزت عتبة 13 مليار دولار منذ 2012، نطالب باعتماد مقاربة جديدة للمساعدات، بحيث تتحول من مساعدات إنسانية إلى تنموية تحقق التطور، ونصر على حصول حوار مع الحكومة اللبنانية ودعم مباشر لها. وفي هذا الإطار رحبنا مجدداً في إعادة توطين النازحين في بلد ثالث، على رغم أنها يمكن أن تشكّل حلاً مفيداً في قضايا محددة، إلا أنها تبقى حلاً جزئياً في حالة لبنان، ويمكن أن تشكل خطراً على التكوين الديموغرافي في المنطقة إذ يمكن أن تؤدي إلى إفراغ سورية من سكانها الأصليين ونقف بقوة في وجه إعادة الهندسة الاجتماعية التي تستطيع أيضاً أن تزعزع المنطقة. كما نطالب باعتماد الشفافية بشكل أكبر في انتقاء قبول الأشخاص في برامج إعادة التوطين. ولا يزال لبنان يواجه تنامي المجموعات الإرهابية والجيش اللبناني يحارب بقوة وصلابة هؤلاء الإرهابيين، لذا نناشد دعم كندا لجيشنا بشكل أكبر، ونلتزم مواصلة الجهود الآيلة الى القضاء على هذه التنظيمات الإرهابية.
قال الوزير الكندي: اجتمعت بقادة الطوائف الروحية ومع قيادة الجيش اللبناني على الحدود لرؤية كيف بإمكان كندا المساعدة لاسيما من خلال تزويدهم بالثياب المناسبة لمكافحة برودة الشتاء، كما اجتمعت أيضاً في المخيمات الفلسطينية ببعض اللاجئين الفلسطينيين لأننا قدّمنا المزيد من المساعدات لهم من خلال الامم المتحدة. كما زرت مخيماً للنازحين السوريين. وشدد على أن الحل هو أن يكون هنالك امن واستقرار في سوريا وان يتمكن الناس من العودة الى منازلهم. وفي هذا الوقت سنقوم بما في وسعنا لمساعدة لبنان في استيعاب هذا العدد الكبير من النازحين الذي يوازي عددهم ثلث عدد الشعب اللبناني. إن كندا ستكون هنا وتعزز وتقوي علاقتها مع لبنان وآمل أن يكون لديكم مجلس وزراء في وقت سريع وأن يعمل لنجاح لبنان ولتعليم وثقافة العالم.