مفاوضات العسكريين المخطوفين لرسم خريطة «داعش» و»النصرة»

ناصر قنديل

– تؤكد مصادر أمنية على صلة بمتابعة المشهد السوري واللبناني، وتداخله في الجانب المتصل بدور المجموعات التابعة لكل من تنظيم داعش وجبهة النصرة، أن مرحلة جديدة تدخلها حالة هذه المجموعات وعلاقتها بالمحاور الدولية والإقليمية، ومستقبل الحرب على سورية مع إعلان إمارة داعشتان بين سورية والعراق من جهة، والإصابات البالغة التي هزت جسم المجموعات التي لا تنتمي للنصرة وداعش من جهة أخرى، بعدما صارا أقرب من أي وقت مضى لاحتكار المشهد العسكري في المناطق الخارجة عن سيطرة الدولة السورية.

– جبهة القنيطرة من جهة والرقة ودير الزور من جهة أخرى، هما نهاية المشهد المرتقب بعد حسم معارك جوبر ودوما وما ينتظر جبهات حلب وإدلب، ليصير الوجود العسكري جنوب سورية بيد النصرة وتلتحق به مجموعات مسلحة يتيمة فقدت مرجعيتها، وفي الشرق يكون الحضور لداعش.

– «إسرائيل» والسعودية والغرب عموماً في سياق التقدير لما يجري، يظهرون تفهماً وقبولاً لاعتماد النصرة بوجه داعش من جهة، وبوجه الدولة السورية من جهة أخرى.

– الرهان على النصرة سيعني حركة عسكرية مزدوجة، واحدة لنقل النصرة إلى جنوب سورية من ريفها وخصوصاً جرود عرسال، وربما نشوء جيب لبناني بديل جنوباً هناك، يرتبط عبر بعض البقاع الغربي الملاصق لجبل الشيخ وصولاً إلى شبعا بالمناطق السورية المتلاصقة للحدود مع الجولان، وبالمقابل نزوح داعش إلى شمال شرقي سورية عبر بلوغ الحدود التركية.

– المعلومات التي تتحدث عن هذا السيناريو تعتبر أن الحلقة الأهم في المفاوضات حول العسكريين المخطوفين، ليست مصير الموقوفين الإسلاميين، بل مصير المسلحين الذين يشكلون بعضاً من قوة داعش المركزية الضاربة، وبعضاً هاماً جداً من تكوين النصرة وكيفية تأمين انتقالهم، ولذلك كان تكليف اللواء عباس إبراهيم بإصرار قطري لعلاقته الوثيقة بالدولة السورية، الشريك الحكمي في المفاوضات لتحقيق هذا الغرض، ولذلك تتوقع المصادر مفاوضات معقدة وشائكة وطويلة.

– قطر وتركيا تتقاسمان مهمة رعاية داعش والنصرة بقرار أميركي، وفقاً للمعلومات، فواشنطن لا تريد قطيعة مع داعش لضرورات كل حرب تحتاج التفاوض كثيراً من الأحيان، والدور التركي تتولاه باكستان مع القاعدة في أفغانستان على رغم الحرب.

– تركيا تتحكم بالتدفق النفطي لداعش وتقف على الخط الحدودي الطويل لانتشار قوات داعش في سورية والعراق، وقطر تتحكم تمويلاً وسياسة وأمناً بجبهة النصرة.

– «إسرائيل» مطمئنة لجبهة النصرة ومستعدة للتعايش والتعاون مع توسيع سيطرتها على الحدود، وصولاً لمفاوضات محورها كيفية العودة لاتفاق فك الاشتباك الذي كان قائماً من عام 1974، قبل أن يعلن الرئيس السوري فتح الجبهة ووقف العمل بفك الاشتباك.

– قضية العسكريين المخطوفين ستكون إطاراً مستمراً لتنظيم قواعد الاشتباك الأميركي مع داعش، من بوابة تركيا وعبر العسكريين اللبنانيين كقضية تقابل تأمين خروج آمن لمقاتلي الإمارة ووصولهم إلى مناطقها، وبالمقابل تنظيم قواعد الاشتباك السوري – «الإسرائيلي» من بوابة حضور جبهة النصرة في الجنوب السوري، حيث قضية العسكريين المخطوفين لديها تديرها قطر لهذا الهدف.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى