الخارجية الباكستانية تنفي بيعها سلاحاً نووياً للرياض
اتهم وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، السعودية وإيران بإشعال حروب بالوكالة في المنطقة. كما اتهم السعودية بإساءة استغلال الإسلام. فسارع مكتب رئيسة الوزراء تيريزا ماي للتبرؤ من هذه التصريحات. فيما نفت نائب وزير الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم، وجود أية اتفاقيات بين بلادها والسعودية حول الأسلحة النووية.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية أمس، مقتطفات من حديث جونسون وهو برفقة أمين عام الجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، على هامش مؤتمر في روما الأسبوع الماضي. وقال جونسون، في لقطات «فيديو» بثتها الصحيفة: «السعوديون وإيران والجميع يتحركون. يحركون الدمى ويشعلون حروباً بالوكالة. ورؤية هذا مأساة ، مضيفاً: إن غياب قيادة حقيقية في الشرق الأوسط أتاح للناس تحوير المفاهيم الدينية.
ورأى أن هناك سياسيين يحرفون الدين ويسيئون استخدامه و يقدمون تفسيرات مختلفة للدين نفسه، من أجل تحقيق أهدافهم السياسية الخاصة. هذه واحدة من أكبر المشاكل السياسية في المنطقة برمّتها . من دون توضيح إن كان السياسيون هؤلاء سعوديين أو إيرانيين، لكن الغارديان أكدت أن جونسون اتهم السعودية بإساءة استغلال الإسلام.
وسارع متحدث باسم الخارجية البريطانية، إلى الإعلان أن بريطانيا حليفة للسعودية، مضيفاً نحن نساندها في جهودها لتأمين حدودها وحماية شعبها. وأي تلميح بعكس ذلك غير صحيح وإساءة لتفسير الحقائق .
وجاءت تصريحات جونسون، في الوقت الذي شاركت فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في قمة مجلس التعاون الخليجي الـ37 التي عقدت في البحرين، في أول زيارة لها للشرق الأوسط بعد تسلمها رئاسة الحكومة البريطانية.
وتتضارب تصريحات جونسون هذه، مع ما أكده عبر شاشة بي بي سي الأحد الماضي، حول تمسك بريطانيا بدعم السعودية، حيث قال إن الرياض لم تتجاوز الخط الأحمر في اليمن. وإن لندن لا ترى في الغارات التي يشنّها الطيران السعودي خطراً واضحاً يهدّد بانتهاك حقوق الإنسان.
في هذا الوقت، سارع مكتب رئيسة وزراء بريطانيا للتبرؤ من تصريحات جونسون. وقالت متحدثة باسم ماي، أمس: هذه آراء وزير الخارجية ولا تمثل موقف الحكومة على سبيل المثال من السعودية ودورها في المنطقة . وأكدت المتحدثة، أن ماي، التي زارت الشرق الأوسط مؤخراً والتقت الملك السعودي، سلمان بن عبد العزيز حددت بوضوح موقف الحكومة من علاقتنا مع السعودية وهي أنها شريك رئيسي للمملكة المتحدة، خصوصاً في مكافحة الإرهاب .
وكان جونسون، المشهور بتصريحاته المثيرة والتي تناقض السياسة العامة لبلاده، قالت تيريزا ماي عنها أنها ساخرة، ذات مرة: إنه من الصعب أن يبقى ملتزماً بالموقف الرسمي للحكومة لأربعة أيام كاملة .
على صعيد آخر، نفت نائب وزير الخارجية الباكستانية تسنيم أسلم، أمس، وجود أي اتفاقيات بين بلادها والسعودية حول الأسلحة النووية. وقالت في حديث لوكالة «سبوتنيك»، تعليقاً على معلومات وردت مؤخراً في وسائل الإعلام بهذا الصدد: «لا يوجد اتفاق كهذا، أغلب هذه الأنباء تأتي من نيودلهي. نحن وقفنا دائماً ضد انتشار الأسلحة النووية، حتى قبل أن تجري الهند التجارب النووية في 1974، اقترحت باكستان جعل جنوب آسيا منطقة خالية من الأسلحة النووية».
وذكرت أن بلادها لا تزال تدعو الهند لفرض نظام ضبط النفس الاستراتيجي المتبادل، لمنع وقوع حوادث واستخدام الأسلحة النووية.
وقالت: «نحن دولتان نوويتان باكستان والهند ونحتاج إلى التصرف بمسؤولية أكبر، دعونا نفرض نظام ضبط النفس الاستراتيجي. وهذه الدعوة من باكستان لا تزال على الطاولة، أما الهند فهي التي ترفض مناقشة هذا الموضوع».
وكانت وسائل الإعلام تداولت مؤخراً، أنباء تفيد بأن السعودية قد تشتري أسلحة نووية من باكستان. كما كانت صحيفة «صنداي تايمز» نشرت العام الماضي، تقريراً أفادت فيه بأنها حصلت على معلومات من مصادر رسمية أميركية، عن نية السعودية شراء أسلحة نووية من باكستان.
وأوضحت الصحيفة حينها أن «هذه الخطوة من جانب السعودية، التي موّلت جانباً كبيراً من البرنامج النووي لإسلام آباد، على مدار العقود الثلاثة الماضية، تأتي وسط حالة من الغضب المتزايد بين الدول العربية الخليجية، بسبب اتفاق يدعمه الرئيس الأميركي باراك أوباما وتخشى هذه الدول من أن يتيح لإيران، تطوير قنبلة نووية». ولفتت الصحيفة، إلى أن مثل هذه الخطوة سوف تفتح الباب لدول أخرى من أجل الحصول على أسلحة نووية، كمصر وتركيا.