«هآارتس»: نتنياهو يحاول أن يساوي بين «حماس» و«داعش» لكنه سيفشل

أكّدت صحيفة «هآارتس» العبرية أنّ محاولة رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، استغلال مواجهة الغرب وأميركا لـ«داعش»، من أجل التغطية على الاحتلال في فلسطين المحتلة، باءت بالفشل، على رغم كلّ الجهود التي بذلها في هذا المجال.

وأشارت الصحيفة إلى أنّ عدداً كبيراً من المسؤولين «الإسرائيليين» شارك نتنياهو في جهوده، ومن بينهم وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارات، يوفال شتاينيتس، الذي أعلن أنّ المواضيع التي أُثيرت في إطار الحوار الاستراتيجي بين «إسرائيل» والولايات المتحدة، كان في مقدّمتها أيضاً الحلف الأميركي في مواجهة «داعش»، مشيراً إلى «مباركة» قرار الرئيس الأميركي على محاربة هذا التنظيم، لكن مع تحذيره من أنّ إيران أهم مع كل ذلك، على حدّ تعبيره.

وتضيف «هآارتس»: «على رغم الجهود التي بذلها شتاينتس في واشنطن، ولقائه المسؤولين الأميركيين، وعلى رغم إعلانه عن نجاحه في مساعيه، إلّا أنّ البيانات الصادرة عن الإدارة الأميركية لا تشير إلى نجاح يذكر». وتابعت الصحيفة: «صحيح أنّ شتاينيتس يقول إنّ الفضل يعود إليه في بيان صدر عن وزارة الخارجية الأميركية، يتحدث عن التزام مشترك بمحاربة الارهاب، إلا أنّ البيان تناول أيضاً تفصيلاً عميقاً بكل ما يتعلق بضرورة تعمير غزة وتقوية السلطة الفلسطينية وإحراز تسوية سلمية، وقلق أميركا من النشاط الاستيطاني المستمر في الضفة الغربية».

وتابعت الصحيفة: «هذه هي مقاربة أميركا للمسألة، في مقابل شعارات بنيامين نتنياهو، وهي حماس = داعش. ويحاول نتنياهو أن يضع إسرائيل في مقدّمة جبهة القتال ضدّ المتطرفين، لكن واشنطن تفضل أن تبقى إسرائيل في الخلف، وإذا كان نتنياهو يحاول أن يساوي بين حماس وداعش، فإنّ متحدثة وزارة الخارجية الأميركية تجهد في تبيان الاختلاف كل يوم. وهو يجهد في أن يجعل المواجهة الخاصة بين إسرائيل والفلسطينيين وفيها الحرب في غزة من المعارك في حرب الحضارة، لكن إدارة أوباما مع الدول الاوروبية، تعامله على أنه بائع سيارات مستعملة».

«هل هذه هي إحدى نتائج حرب غزّة»، تتساءل الصحيفة وتضيف: «إنّ الواقع يشير إلى حقيقة أن داعش عدو مشترك للجميع، إلّا أن أكثر الدول العربية صداقة لنا، غير قادرة على أن تقف مع إسرائيل علناً لتواجه أبناء شعبها، مهما يكونوا متطرّفين ـ لا سيما بعد الدمار الذي خلفته إسرائيل في غزّة».

وتؤكد الصحيفة: « لن تنجح إسرائيل، حتى لو برهنت بالبراهين والأدلة على أن حماس وداعش أمر واحد، لن تنجح في إقناع أحد سوى مشجّعي نتنياهو المحافظين في أميركا بأن نيّتها الحقيقية ليست أن تُنسي الصور الفظيعة من غزة وأن تصدّ ضغوطاً سياسية في الشأن الفلسطيني. وحينما يصاحب ذلك أيضاً ردّ صهيونيّ مناسب مثل مصادرة الاراضي التي تمت في الآونة الاخيرة في الضفة، فإنّه يصعب حتى على مشجّعي إسرائيل المخلصين مثل جيري روزنبلت، محرّر صحيفة مؤسسة جويش ويك في نيويورك، أن يدافعوا عن الحكومة: فقد كتب روزنبلت في نهاية الاسبوع يقول إنه يفضل بدل أن يشغل يهود أميركا أنفسهم بصورة وسواسية لوسائل الاعلام، أن يبينوا للحكومة في القدس مبلغ كون غرورهم السياسي مضراً بشؤونها».

وتقول الصحيفة: «على رغم أنّ إسرائيل تدعم الأميركيين بطرق معروفة وطرق معروفة بقدر أقل، كما قال نتنياهو يوم الخميس، فإن العالم يفضل أن يراه يساهم بنصيبه في حل الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني الذي يغذّي من وجهة نظرهم التطرّف الاسلامي. لكن نتنياهو بدل ذلك، أصبح يُرى الآن أنه يستغل المواجهة مع الاسلام المتطرّف، كي يتظاهر بأن الاحتلال غير موجود أصلاً، لا بل إنه يفترض كما يبدو ألا أحد ينتبه إلى ذلك».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى