رئيس الجمهورية: عمليات استباقية للجيش ضدّ الإرهاب ومأساة النازحين تعالج بالحلّ السياسي للأزمة السورية

تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، من مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط آن باترسون، في حضور السفيرة الأميركية في بيروت إليزابيث ريتشارد وأعضاء الوفد المرافق، رسالة شفوية من وزير الخارجية الأميركية جون كيري جدّد فيها التهنئة بانتخابه رئيساً، واستعداد الولايات المتحدة الأميركية للاستمرار في دعم لبنان سياسياً وأمنياً ومالياً لتمكينه من مواجهة الاستحقاقات المرتقبة.

وأكدت باترسون في خلال اللقاء، تقدير بلادها للرعاية التي يقدّمها لبنان للنازحين السوريين وضرورة توفير المساعدات اللازمة له من أجل تمكينه من الاستمرار في ذلك. وجدّدت استعداد بلادها لمواصلة الدعم للجيش وتلبية حاجاته، مشيدة بالدور الذي يلعبه في مكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار في البلاد.

وشكر الرئيس عون بدوره لباترسون زيارتها وحمّلها تحياته إلى الوزير كيري، ورغبة لبنان في استمرار المساعدات الأميركية للجيش والمؤسسات الأمنية لتمكينها من القيام بمهماتها كاملة، لا سيما أن الجيش حقق نجاحات كبيرة في العمليات الأمنية الاستباقية التي يقوم بها في إطار حربه على الإرهاب. وأبلغها أن الارتياح الإقليمي والدولي الذي تحقق بعد الانتخابات الرئاسية يعطي زخماً لمسيرة النهوض التي انطلقت والتي ستتعزز بعد تشكيل الحكومة الجديدة قريباً.

وأكد الرئيس عون أن خططاً كثيرة ستنفذ في إطار تحديث الإدارات والمؤسسات، إضافة إلى تحقيق المشاريع الإنمائية ومكافحة الفساد. واعتبر أن المعالجة الحقيقية لمأساة النازحين السوريين تكون من خلال إيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

وفي بيت الوسط، استقبل الرئيس المكلف سعد الحريري مساعدة وزير الخارجية الأميركية بحضور السفيرة الأميركية وأعضاء الوفد المرافق، وجرى عرض آخر التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.

وبحثت باترسون مع قائد الجيش العماد جان قهوجي في مكتبه في اليرزة، في حضور ريتشارد الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والعلاقات الثنائية بين جيشي البلدين.

زارت باترسون وريتشارد والملحق الاقتصادي في السفارة نعمان طيار وعدد من المستشارين، غرفة بيروت وجبل لبنان بدعوة من رئيسها محمد شقير، حيث عقد اجتماع ضم قيادات من القطاع الخاص اللبناني، تم خلاله البحث في سبل تنمية التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين والخطوات التي يمكن ان تقوم بها الولايات المتحدة لدعم الاقتصاد اللبناني.

حضر الاجتماع من الجانب اللبناني، رئيس الهيئات الاقتصادية عدنان القصار، رئيس اتحاد الغرف اللبنانية رئيس غرفة بيروت وجبل لبنان محمد شقير، رئيس جمعية الصناعيين فادي الجميل، رئيس جمعية تجار بيروت نقولا شماس، نائبا رئيس الغرفة غابي تامر ونبيل فهد، رئيس المجلس الوطني للاقتصاديين اللبنانيين صلاح عسيران، رئيس تجمع رجال الأعمال فؤاد زمكحل، رئيس غرفة التجارة اللبنانية – الأميركية سليم الزعني، رئيس جمعية شركات الضمان في لبنان ماكس زكار، ومدير عام غرفة بيروت وجبل لبنان ربيع صبرا.

وشكر شقير الولايات المتحدة الأميركية على دعمها المستمر لبلدنا، الأمر الذي ساهم في مساعدة لبنان على الصمود في الفترة الصعبة الأخيرة وتحقيق هذا الاستقرار النسبي والأمن، مقارنة مع الأوضاع في المنطقة»، مشيداً بـ «الدعم السخي الذي قدّمته الولايات المتحدة الأميركية للجيش اللبناني».

وقال: «واجه الاقتصاد اللبناني الكثير من الصعوبات، بالتوازي مع ركود اقتصادي في جميع أنحاء العالم، وصراعات داخلية أو في المنطقة، إلا أنه أخيراً تم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وتكليف رئيس للوزراء»، معرباً عن تفاؤله حيال «تطور أوضاع الاقتصاد اللبناني نحو الأفضل والعودة إلى النهوض والازدهار».

وأمل «ان تعمل الإدارة الأميركية الجديدة على زيادة تطوير العلاقة بين بلدينا، ونحن على ثقة بأنها ستبقى تدعم لبنان كما فعلت دائماً».

وأضاف: «من المهم أن نلاحظ أن رجال الأعمال في كلا البلدين لديهم الكثير من الفرص للعمل عليها سوياً، لا سيما في لبنان، إن كان من خلال إقرار قانون الشراكة بين العام والخاص والاستثمار في مشاريع البنى التحتية، والنفط الغاز، وإعادة إعمار سورية التي ستمر عبر لبنان بالاعتماد على تجربة اللبنانيين في هذا الإطار في منطقتي الخليج وافريقيا وفي لبنان».

وكشف عن «التحضير لزيارة وفد اقتصادي لبناني إلى الولايات المتحدة العام المقبل لإجراء لقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الاميركية المعنية بالشأن الاقتصادي لبحث كل المشاريع المشتركة بشكل مباشر»، مشدداً على «ضرورة العمل على فتح خط طيران مباشر بين لبنان والولايات المتحدة، أكبر اقتصاد في العالم».

وقال القصار من جهته: «نحن على يقين من أن هذا اللقاء سيساهم في تطوير العلاقة بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية»، معتبراً «أن «الولايات المتحدة من بين الشركاء التجاريين الرئيسيين للبنان، فيما يعتبر لبنان موطناً لكثير من الشركات التجارية الأميركية الشهيرة»، مثمناً «دعم الولايات المتحدة الذي قدّمته للجيش اللبناني وكافة المبادرات التي تعمل على إطلاقها السفارة بشكل جدي وفعال، لا سيما مبادرة الشراكة في الشرق الأوسط MEPI».

وأكدت ريتشارد بدورها «دعم الولايات المتحدة للبنان ولا سيما لاقتصاده، ووضع الإمكانيات المتاحة لزيادة التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز علاقات القطاع الخاص في كلا البلدين».

وأبدت تفاؤلها مع انطلاقة العهد الجديد، وقالت: «نتطلع لأن يكون المستقبل أفضل وأن تتوفر الظروف المناسبة للنهوض بالاقتصاد اللبناني».

وأكدت باترسون «أن الولايات المتحدة تدعم وستواصل دعمها للجيش الللبناني»، مثنية على «الجهد المتواصل لرجال الأعمال اللبنانيين الذين واصلوا عملهم في كل المراحل الصعبة التي مر بها لبنان».

واعتبرت «أن تشكيل الحكومة يشكل عاملاً إيجابياً وبالأخص لما ستقوم به لمعالجة الملفات المتراكمة».

وأعلنت «أن الولايات المتحدة الأميركية تنظر بإيجابية للعهد الجديد الذي سينقل لبنان إلى مرحلة أفضل». وقالت «إن الولايات المتحدة ستعمل على تطوير وتعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين».

بعد ذلك، دار حوار مطوّل بين السفيرة الأميركية وباترسون والحضور ركز على سبل مساعدة لبنان في مجابهة التحديات ولا سيما النزوح السوري، ومساندة الاقتصاد اللبناني، وتسهيل إدخال المنتجات اللبنانية إلى الأسواق الاميركية، وتعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين.

وكانت المسؤولة الأميركية وصلت في الحادية عشرة والربع من قبل ظهر أمس إلى مطار بيروت آتية من الدوحة، في إطار زيارة للبنان تلتقي خلالها عدداً من المسؤولين اللبنانيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى