الكرملين يردّ على إيغيلان: الأمم المتحدة لا تعلم حقيقة ما يحدث في سورية
أعلن الكرملين أنّ عدم ورود معلومات حول ارتكاب المسلّحين جرائم وحشية في حلب في بيان لمستشار المبعوث الأممي إلى سورية يان إيغيلان يدلّ على أنّه لا يعلم حقيقة ما يحدث هناك.
وقال المتحدّث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أمس: «السيد إيغيلان، على ما يبدو، لا يملك معلومات حول ما يحدث في حلب، وإلّا فإنّه سيلفت انتباهه إلى تلك الجرائم الوحشيّة التي ترتكبها الجماعات الإرهابية».
وأدلى بيسكوف بهذا التصريح ردّاً على تصريحات إيغيلان، الذي كتب في حسابه على موقع «تويتر» أنّ موسكو ودمشق مسؤولتان عن الجرائم التي ترتكبها «الفصائل المنتصرة» في حلب. وأضاف المتحدّث باسم الكرملين، أنّ امتناع المسؤول الأممي عن إعطاء أيّة تفاصيل في هذه الحالة يدلّ على أنّه لا يعلم ما يحدث في الواقع في سورية وحلب.
وفي سياقٍ آخر، قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، إنّ لدى موسكو اتصالات مكثّفة مع تركيا بشأن حلب.
وأضاف لافروف خلال مؤتمر صحافي، عقب اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي في البحر الأسود في بلغراد، «مستعدّون للعمل مع كلّ الدول المؤثّرة على الأوضاع في سورية لوقف العنف والانتصار على الإرهابيّين».
وبشأن الاتّهامات الموجّهة لروسيا من قِبَل الدول السبع، قال لافروف: «هذا كلّه بسبب اليأس».
وأشار وزير الخارجية الروسية إلى أنّ «الولايات المتحدة الأميركيّة تدعو لوقف فوري للعمليّات في حلب، معتبراً أنّه كان بالإمكان إخراج المسلّحين من هذه المدينة منذ أيلول، لكنّ واشنطن لم تفعل شيئاً»، بحسب رأيه.
بدوره، كشف وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، أنّ تركيا ستكثّف محادثاتها مع روسيا ودول أخرى بشأن سورية الثلاثاء أمس و اليوم الأربعاء.
وفي السّياق، قال نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، إنّ مسؤولين من تركيا وروسيا سيعقدون اجتماعاً الأربعاء في تركيا لتقييم الوضع في مدينة حلب السورية، وذلك بعد أن سيطر الجيش السوري وحلفاؤه بالكامل على أحياء انسحب منها المسلّحون.
وقال المسؤول لوكالة «رويترز»، إنّ الاجتماع سيبحث في احتمال فتح ممرّ لخروج المقاتلين والمدنيّين والتوصّل إلى وقف لإطلاق النار.
وأضاف أنّ تركيا تواصل جهودها مع الولايات المتحدة، وكذلك مع إيران والاتحاد الأوروبي ودول خليجية، للعمل على إجلاء الجماعات المسلّحة من حلب.
وتمّ التوصّل إلى اتفاق يقضي بانسحاب المسلّحين من شرق حلب وإخراج المدنيّين. وقال المبعوث الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين: «إنّه جرى التوصّل لاتفاق لإخراج المسلّحين فقط من حلب خلال الساعات المقبلة»، مشدّداً على أنّ «لا أحد سيؤذي المدنيّين». وقال تشوركين: «إنّ حلب ستصبح تحت سيطرة الحكومة السورية، ولا توجد ضرورة لخروج المدنيّين منها».
وقال متحدّث باسم جماعة نور الدين الزنكي لوكالة «فرانس برس»: «إن الاتفاق الذي تمّ برعاية روسية تركية سيدخل حيّز التنفيذ خلال ساعات». وبحسب اليوسف، يتضمّن الاتفاق «إجلاء المدنيّين والجرحى خلال الدفعة الأولى بعد ساعات، وبعدهم يخرج المقاتلون بسلاحهم الخفيف». وينصّ الاتفاق على أن يختار المغادرون وجهتهم بين ريف حلب الغربي أو باتجاه محافظة إدلب». وقال مصدر بالحكومة التركية، إنّ الاتفاق على وقف إطلاق النار في حلب جاء بعد مفاوضات بين روسيا وتركيا، مضيفاً أنّ المسلّحين والمدنيّين الراغبين بمغادرة حلب سيُنقلون إلى إدلب.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول بالجبهة الشامية المسلحة، أنّ «أول مجموعة أشخاص ستغادر حلب خلال ساعات»، فيما قال مقرّبون من المسلّحين إنّ عملية الإجلاء من حلب ستبدأ عند الرابعة من صباح الأربعاء برعاية الصليب الأحمر الدولي.
وعلمت مصادر أنّ التحضيرات بدأت لاستقبال الخارجين من المسلّحين وعائلاتهم، وعددهم 5 آلاف. وسيتوجّه الخارجون إلى الأتارب بين ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي قرب الحدود مع تركيا.
ويأتي الإعلان عن التوصّل إلى الاتفاق في الوقت الذي يواصل فيه الجيش السوري وحلفاؤه ملاحقة من تبقّى من مسلّحين في الأحياء القديمة من المدينة، حيث اقتربوا من حسم المعركة بعد تحرير حيّي الكلّاسة وبستان القصر جنوب شرقي المدينة.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدر عسكري سوري، أنّ إعلان تحرير كامل المدينة باتَ مسألة وقت. وقال المصدر: «إنّ ما تبقّى من مسلّحين يرفضون الخروج وسط حالة من التخبّط والانهيار في صفوفهم».