حلب عنوان إرادتنا…
العمري مقلاتي
حلب الشهباء واحدة من أجمل المدن العربية. تتنفّس في شوارعها عبق التاريخ وتجالس على مقاعد مقاهيها عمالقة الأدب والشعر وشتى والفنون. حلب قلب العالم النابض تنتصر مرة أخرى على قوى الشرّ والظلام. ترقص فرحاً بانتصارها على الإرهاب الدولي وعلى التدمير المتعمّد لمعالمها وحضارتها الضاربة في عمق التاريخ البشري. وتعطينا أرقى الدروس في الصمود والمقاومة. بدأت حلب أخيراً تتنفّس بعض الهواء النقي بعد حصار طويل وقائمة لا تنتهي من الضحايا الأبرياء. لقد دقت ساعة النصر وعادت حلب المدينة العظيمة والرمز التاريخي الجامع للقيم والحضارات والحاضنة لأحلام وآفاق المستقبل الواعدة وازدادت قلعتها بهاء وشموخاً عزة وكرامة….
لقد شكّلَ انتصار الجيش السوري والقوى المساندة له في حلب نقلة نوعية هائلة على صعيد الإنجازات العسكرية والسياسية التي حققها يحققها الجيش السوري على مسرح العمليات على مدار ست سنوات من الصمود الأسطوري. وضربة قاصمة للفصائل المسلحة المدعومة من قبل كلّ قوى الشرّ في العالم بزعامة الولايات المتحدة الأميركية ودعم عربان الخليج على مدار سنوات المواجهة مع العصابات المسلحة.
واستطاعت قوى المقاومة بتحالفها مع الجيش السوري وبقية المجموعات المقاتلة أن تنهي هذا الفصل من العدوان التكفيري الإرهابي الذي هو جزء من عدوان كبير على أمتنا أُريدَ منه إضعاف العالم العربي وتفكيك مجتمعاته وإسقاط دوله وتخريب جيوشه، ليتسنّى لرأس حربتهم الكيان الصهيوني أن يعبث بمصير هذه المنطقة أو أن يستدرج أنظمتها بالصف الواحد تلو الآخر ليوقعوا شروط الإذعان والاستسلام لمصالح وإرادة ومشروع بني صهيون.
فعلاً لقد أسقطت حلب بصمودها مشروع التقسيم وما سمّي «الفوضى الخلاقة» ومشروع «الشرق الاوسط الجديد» الذي ارادوا من خلاله تركيع شعوب هذه الأمة التواقة الى الانعتاق والتحرير.
ليشهد التاريخ أنّ مجد الشرق سوف يكتبه الجيش العربي السوري وسوف تقرأه حلب الشهباء على الملأ…
صحافي وكاتب جزائري