مدفيديف يرحب ببراغماتية ترامب وفريقه
أعلن رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف، أن إقامة علاقات طبيعية مع واشنطن تخدم مصالح روسيا الوطنية، مرحبا بالطابع البراغماتي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وفريقه. فيما رأى الخبير الأميركي أندرو تابلر، إن التحدي الأول أمام إدارة ترامب، يتمثل في كيفية العمل بدهاء وحيلة، على تفرقة روسيا وإيران في سورية.
وقال مدفيديف في مقابلة مع قنوات تلفزيونية روسية، أمس: «لمصلحتنا الوطنية أن نبني علاقات طبيعية معهم. والمشكلة هنا، تتمثل في أن أي رئيس منتخب لم يأت إلى صفحة بيضاء وإنما يأتي إلى الوضع الموجود قبله. وتوجد هناك تقاليد ووزارة الخارجية وقرارات الكونغرس ومجلس الشيوخ التي اتخذت سابقا». وأضاف: «إلا أننا نريد بالطبع بناء علاقات معاصرة وطبيعية ومستقرة مع الولايات المتحدة. وقد تحدث الرئيس بوتين عن ذلك أكثر من مرة».
ورأى أنه لا يمكن لموسكو وواشنطن التهرب من مسؤوليتهما عن الحفاظ على الأمن في العالم. وأكد أن العلاقات الروسية الأميركية ستقسم دائما إلى جزأين، مشيرا إلى أن الجزء الأول يتعلق بالأمن الدولي وما يتضمنه من مسائل الردع النووي والتوازن الاستراتيجي والنزاعات الإقليمية الكبيرة، مثل الأزمة السورية. أما الجزء الثاني غير الملزم، فإنه يتمثل في التعاون الاقتصادي بين البلدين، مشيرا بهذا الصدد، إلى أن التبادل التجاري بين روسيا والولايات المتحدة لم يكن كبيرا جدا أبدا. ولم يتجاوز 25 أو 30 مليار دولار.
وقال، إنه يعتبر العديد من تصريحات الرئيس المنتخب الجديد معقولة وبراغماتية، مضيفا أن ترشيح رجال أعمال براغماتيين لتولي مختلف المناصب في إدارة ترامب الجديدة إشارة جيدة. وقال: « ترامب لا يقول إن روسيا صديق وإنهم يريدون صداقة معينة. إنه يقول إنهم يريدون تأمين مصالح أميركا العملية، إنهم لا يريدون جعل أحد عدوا، بل يريدون تطوير العلاقات مع الجميع». وقال عن ترشيح ريكس تيلرسون لتولي منصب وزير الخارجية، في إدارة ترامب: إن رجل الأعمال الأميركي هذا هو من ضمن شخصيات لهم تفكير براغماتي، مضيفاً: «أعتقد أن ذلك جيد جدا». وأشار إلى أن تيلرسون أقام سابقا علاقات جيدة مع روسيا، لأنه كان يعمل في مشاريع روسية- أميركية مشتركة.
من جهة ثانية، أوضح تابلر في مقالة نشرت في صحيفة «أتلانتيك» ونشر معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، مقاطع منها، أن انسحاب روسيا من الصراع السوري يتطلب التوصل «إلى حل سياسي نهائي ومستقر وإلى دخول الرئيس الأسد في محادثات سياسية جدية مع المعارضة لإعادة توحيد سورية». وتحدث عن حصار حلب واستعادتها من قبل الحكومة السورية، فقال إن الطريقة الوحيدة لمنع هذا الحصار، كانت تتمثل في قيام الولايات المتحدة بتصعيد عسكري «وهذا ما لم يفعله الرئيس أوباما، سواء مباشرة من خلال التدخل المباشر، أو بشكل غير مباشر أيضاً، من خلال توفير الأسلحة للمتمردين». وإن الأمر الأهم من ذلك، يتمثل في «أن الولايات المتحدة رفضت القيام بإنزال جوي شرق حلب». ولذلك «عجزت عن تحقيق أهدافها. وهي خسارة مدمرة أخرى تمنى بها السياسة الأميركية بشأن سورية». ونصح تابلر الرئيس ترامب بأن يتعامل «مع هذا البلد المقسم إذا أراد فعلاً تحسين الوضع. والأهم من ذلك أن يتعامل مع المهاجرين والتهديدات الإرهابية التي تأتي من سورية».