كرم: لمواجهة الوحش الإرهابي بالسلاح والوعي والمسؤولية ولتكن يد المؤسسة العسكرية مطلقة وليُحاكَم المحرّضون على الفتنة
شيّعت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي وأهالي بلدة أميون ومنطقة الكورة المناضل القومي سليم غنطوس، بمأتم حزبي وشعبي حاشد، حضره منفذ عام الكورة د. باخوس وهبة وأعضاء هيئة المنفذية، مدير مديرية أميون وأعضاء هيئة المديرية، عدد من أعضاء المجلس القومي، رئيس بلدية أميون غسان كرم، وحشد من القوميين والمواطنين.
وترأس المطران أفرام كرياكوس، مطران الكورة وطرابلس وتوابعهما للروم الأرثوذكس قداساً لراحة نفس الراحل، وشاركه فيه عدد من الكهنة.
وبعد الوقوف دقيقة صمت إجلالاً لمسيرة الراحل الحزبية المشرّفة، ألقى ناظر الإذاعة والإعلام في منفذية الكورة هنيبعل كرم كلمة باسم مركز الحزب استهلّها بالحديث عن سيرة المناضل غنطوس الذي انتمى إلى الحزب عام 1947، ومنذ ذلك الوقت لم يوفّر أيّ جهد في سبيل إبقاء راية الحزب مرفوعة في قلبه وبيته ومنطقته، فأنشأ عائلة قومية مميّزة، وكانت له محطاتٍ نضالية كثيرةً: من معركة 1958 إلى الثورة الانقلابية ضدّ نظام الطائفية والإقطاعية والفساد السياسي والإداري والاقتصادي… وقد سُجن وتعذّب وتحمّل من دون كلل، ولم يتراجع عن إيمانه بالعقيدة القومية، حتى في أحلك الظروف.
وأضاف كرم: في طرابلس، مكان عمله، واجه بكلّ جرأة التطرّف والأفكار الرّجعية والطائفية، رافضاً أن يهجَّر من المدينة التي أحبَّها ونسج مع أبنائها أفضل العلاقات، ثابتاً على مبادئ سعاده، فقدّر له الحزب ذلك ومنحه وسام الثبات عام 2010، كونه واحداً من رجال كثر نذروا أنفسهم في سبيل انتصار قضية الأمة والوطن. وتابع: كم نحن في حاجة اليوم إلى مثل هؤلاء، في زمن الحرب الكونية الإرهابية على أمتنا. فالخطر كبير جدّاً، والسلاح يمكننا أن نواجهه بالسلاح، وأن نسقطه، أما غريزة الإرهاب المتوحش والتطرف الهدام، الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المسلحة في العراق والشام ولبنان، فيجب أن نواجهه بالسلاح والوعي والمسؤولية، وبثقافة: كلنا جنود في معركة الوجود… نؤازر جيشنا الوطني المدافع عن وحدتنا ونقف إلى جانبه.
ورأى كرم أنّ ما يحدث اليوم هو فوق التصوّر والخيال، وعلينا دائماً أن نصوّب المفاهيم، وأن نعي أنّ هذه المجموعات الإرهابية المتطرفة ومن أنشأها ويدعمها ويموّلها، لا يخدم إلا مصلحة العدو الصهيوني وسلامة أمنه، وتفتيت منظومة المقاومة في المنطقة، وسرقة ما بقي من خيراتنا ومن تراثنا الحضاري.
وأردف كرم: لقد أصبحت هذه المجموعات التكفيرية بيننا، ولها في البلد رجال سياسةٍ يدافعون عنها، ومتحدّثون باسمها بكلّ وقاحة، ولها رجال دين واقتصاد وخلايا نائمة هنا وهناك…؟ كيف نحمي مساجدنا وكنائسنا وبيوتنا وأولادنا، المغرَّر بهم أحياناً، ووطننا وإرثنا القومي في شكل عام؟ ما لا شكَّ فيه أنّ هذه الأسئلة يجب أن تعبُر من مرحلة الشعور بالقلق إلى مرحلة الفعل، فنعي أن لا خلاص لهذه الأمة إلا ببثّ الفكر القومي الاجتماعي والتربية القومية الاجتماعية التي تسحق بذور الإرهاب والتطرف في مهدها، علينا أن ندفع باتجاه أن يتحوّل البلد من صناعة الكلام إلى صناعة المواقف الجريئة والأفعال الواقعية التي تصنع بلداً حقيقياً وتصون أمّةً.
وأكد كرم أنه انطلاقاً من هذه الرؤية القومية يقوم القوميون الاجتماعيون بواجبهم القومي، في القرى والمدن والبلدات، على امتداد حضورهم، وفي ميادين القتال حيث استدعت الحاجة، ويقفون إلى جانب الجيش الذي يتعرّض لخطرين كبيرين اليوم: خطر المجموعات الإرهابية، والخطر الآتي ممّن يتآمر على الجيش في حربه ضدّ الإرهاب. ونحن ندعو هنا أن تكون يدُ المؤسسة العسكرية مطلقة في محاربة الإرهاب بعيداً من المزايدات والتسويات والتضليل المقصود به ضرب الجيش وهيبته، وتقويض أسس الدولة. ندعو إلى الاقتصاص من المحرّضين على إثارة الفتن والنعرات الطائفية، والداعمين للمجموعات الإرهابية في حربها على الجيش اللبناني وعلى المجتمع والإنسانية في شكل عام، من دون أن يكون هناك أيّ خطّ أحمر أو أزرق… لأنّ وحدة البلد، وسلامة أبنائه، هي الخطّ الأحمر الوحيد.
وشدّد كرم على أنّ الإرهاب لا يُحاوَرُ ولا يُفاوَضُ، الإرهاب يعرف لغة واحدة هي لغة الحديد والنار، وأننا أناس مستعدّون لبذل الدماء والتضحيات، مهما عظمت، من أجل أن يبقى بلدنا سليماً سالماً، وأن يبقى جيشنا مرفوع الجبين.
وفي يوم وداع الرفيق سليم، يعاهد الحزب السوري القومي الاجتماعي أبناء الأمة على متابعة القتال بشراسة ضدّ أعداء الأمة وعلى رأسهم إسرائيل والمجموعات الإرهابية، من دون أن تخيفنا ثقافة قطع الرؤوس، لأننا من أمة لا تعرف القبر مكاناً لها تحت الشمس، أمة كم من تنين صرعت على شواطئها وصخورها، لذلك لن يكون صعباً أن تسحق هذا التنين الجديد.
وختاماً قدّم كرم باسم مركز الحزب، وباسم منفذية الكورة، التعازي إلى عائلة الراحل، وإلى رفقائه وأصدقائه في أميون والكورة وطرابلس.