لماذا تعود القوات الأميركية إلى العراق بعد خمس سنوات على انسحابها؟

ذكرت صحيفة «أرغومينتي إي فاكتي» أنّ الولايات المتحدة، بعد مضيّ خمس سنوات على إعلان انتهاء عملية سحب قواتها من العراق، تستعدّ للعودة إلى بلاد الرافدين من جديد.

اكتملت يوم 18 من الشهر الحالي خمس سنوات على إعلان واشنطن عن انتهاء عملية سحب قوّاتها من العراق بعد العملية العسكرية، التي أودت بحياة 20 ألف عسكري من الجانبين وحوالى 100 ألف مدني عراقي. ومع ذلك لا يمكن الحديث عن نتائجها وانتهائها، لأنّه أصبح معلوماً استخدام الولايات المتحدة في العراق طائرات الاستطلاع الاستراتيجية RC-135 المرابطة في قطر، وهذا يعني، وفق رأي الخبراء، إعداد الولايات المتحدة لعمليات عسكرية جديدة في العراق.

ويُذكر أنّ واشنطن بدأت عملية «حرية العراق» العسكرية في شهر آذار عام 2003، والتي يذكر الخبراء أنّها اختلفت عن حرب الخليج عام 1991 بانخراط القوات الأميركية والبريطانية بهجوم برّي فيها منذ بدايتها من دون غارات جوية مُسبقة.

وتجدر الإشارة إلى أنّ الرئيس الأميركي جورج بوش – الابن سعى خلال سنة من بدء الحرب لإثبات خطورة النظام العراقي على المجتمع الدولي مؤكّداً أنّه يعمل على إنتاج أسلحة دمار شامل بالتعاون مع تنظيم «القاعدة» الإرهابي، وذلك على الرغم من أنّ معلومات الاستخبارات الأميركية كانت معاكسة تماماً.

أمّا بشأن العلاقة مع «القاعدة» فهو أمر مشكوك فيه، باعتبار أنّ مسلّحيها حاربوا ضدّ العراق في حرب الخليج 1991، إضافة إلى أنّ صدّام منذ ثمانينيات القرن الماضي بدأ بشنّ حملة واسعة ضدّ المجموعات الإسلامية المتطرّفة.

ومع أنّ وزير خارجية الولايات المتحدة كولن باول قدّم في شهر شباط 2003، في الاجتماع الخاص لمجلس الأمن الدولي، أدلّة عديدة تؤكّد أنّ العراق يُخفي عن المفتّشين الدوليّين أسلحة الدمار الشامل، فإنّ المجلس لم يتّخذ قراراً بتفويض الولايات المتحدة وحلفائها استخدام القوة، ولكنّهم انتهكوا ميثاق المنظمة الدولية واستخدموها.

ومع أنّ الخبراء الذين أوفدتهم واشنطن إلى العراق للبحث عن أسلحة الدمار الشامل، التي كان من المفترض أنّ نظام صدام يخفيها، لم يجدوا ما يثبت وجودها، فإنّ هذا لم يعدْ موضع اهتمام أحد.

يقول النائب الأول لرئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد أندريه كليموف، إنّ الحملة العسكرية الأميركية فشلت تماماً وإنّ الأميركيّين لا يستطيعون الخروج من العراق: «في البداية دخل الأميركيون إلى العراق بذرائع وهمية. ثمّ وبانتهاك القوانين الدولية كافّة أعدموا الرئيس العراقي ما أدّى إلى ظهور «داعش» بعد ذلك. وإذا أخذنا بالاعتبار كلّ ما يجري، فلن يتمكّنوا من الخروج منه. حقاً، إنّهم سحبوا شكلياً قوّاتهم من العراق، ولكنّهم خلال خمس سنوات حافظوا على وجودهم هناك بهذا الشكل أو ذاك كسياسيين ودبلوماسيين وعسكريين».

أمّا رئيس معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي، فيقول إنّ الرئيس باراك أوباما وعد الناخبين بسحب القوات الأميركية من العراق، وبالفعل سحب الذين أرسلهم جورج بوش، وبالتالي حصل فراغ استغلّه «داعش»، أي أنّ البغدادي ومموّليه وشركاءه يمكنهم تقديم الشكر لأوباما على ذلك بما فيهم قطر».

وبحسب قوله، فإنّ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب قد يحاول تسوية هذه الأوضاع باعتباره شخصاً واقعياً ورجل أعمال، وستكون فرصه أكبر من أوباما الحقوقي، ولكنّ الحديث عن تنبؤات محدّدة أمر سابق لأوانه.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى