«شويّة فرح» على مسرح دار الأسد في دمشق
اختارت «جوقة الفرح» لاحتفاليتها السنوية لمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة عبارة «شويّة فرح» لتكون عنواناً لأمسيتها التي استضافها أمس مسرح الأوبرا في دار الأسد للثقافة والفنون.
وجاء عنوان الاحتفالية بحسب مؤسّس الجوقة وقائدها الأب إلياس زحلاوي إزاء الحزن الهائل الذي ملأ عشّاق سورية بسبب الشرّ الجهنمي الذي تفتقّت عنه عقول عبيد يحكمون الغرب وأجرائهم من ذوي القربى.
واستلهم تصميم احتفالية «شويّة فرح» تفاصيله من جوّ المناسبة حيث تم نصب شجرة عيد ميلاد كبيرة احتوت مدرجاً جلس عليه أعضاء الفرقة الموسيقية، فيما ارتدى العازفون ومنشدو الجوقة أزياء مستوحاة من عيد الميلاد، وزي «بابا نويل».
قدّمت «جوقة الفرح» خلال احتفاليتها 16 أغنية باللّغات العربية والإنكليزية والفرنسية تستلهم معانيها ومضامينها من ميلاد السيد المسيح كأغنية «جايي الليلة يسوع» وأخرى عن معاناة الأطفال الذين لا يجدون ما يعيلهم كأغنية «شو في أطفال فقرا عم تبكي»، وأغان أجنبية شهيرة مثل نشيد «كسّارة البندق» التي قدّمتها الفرقة بمصاحبة رقص للباليه. كما وجّهت الجوقة في إحدى أغنياتها تحية ميلادية إلى الخبير الموسيقي الروسي فيكتور بابينكو الذي يعتبر من أهم الشخصيات التي طوّرت الموسيقى في سورية.
وتميّز خلال الاحتفالية أداء الفرقة الموسيقية إذ ضمّت نخبة من العازفين السوريين على الآلات الغربية واستخدام فنّ «البيرفورمانس» الذي بات شائعاً في العروض الموسيقية السورية عبر شاشة كبيرة قدّمت مشاهد تمثيلية وصوراً تخدم مضمون الموسيقى والأغاني، لا سيما مع تمثيلية «بائعة الكبريت» عندما ظهرت على الشاشة طفلة فقيرة تجلس على رصيف شارع، تُشعل أعواد الكبريت لتحسّ بالدفء. ثم تصحبها طفلة من «جوقة الفرح» لتطلّا معاً على جمهور الاحتفالية وتأخذا مكانهما مع المنشدين.
وظهرت عبر الأغاني قدرة «جوقة الفرح» والقائمين عليها في استثمار الطبقات الصوتية المختلفة لدى المنشدين، واستيعاب مختلف المدارس العالمية في فنّ الغناء الجماعي، كالترتيل الكنسي الأميركي الذي يعتمد على تصفيق المنشدين.
يشار إلى أن احتفالية «شويّة فرح» ستُعاد اليوم وغداً على مسرح الأوبرا عند الساعة السادسة مساء.
«جوقة الفرح» هي جوقة كنيسة سيدة دمشق، وتضمّ نحو 500 منشد تتراوح أعمارهم بين 7 سنوات و75 سنة يتوزّعون على خمس جوقات.