رسم أحد خبراء معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، صورة قاتمة لمستقبل تركيا «البلد الذي أصبح رهينة عوامل هدامة متعددة»، بين مطرقة «داعش» وسندان «حزب العمال الكردستاني». في حين اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، تنظيم فتح الله غولن بالتورط في قتل السفير الروسي لدى أنقرة، أندريه كارلوف وباسقاط الطائرة الروسية، متعهدا بكشف مدبري عملية الاغتيال.
وقال قورتولموش في حوار مع صحيفة «عكاظ» السعودية، نشرته أمس، أن تركيا ستستمر في مساعيها بالبحث والتحري إلى آخر نقطة، في عملية اغتيال السفير الروسي وليس من قام بالعملية فقط، بل الذين وراءهم ومن قام بالإيعاز لهم لتنفيذ هذه العملية. ووصف اغتيال كارلوف بالهجوم «الدنيء الذي كان الهدف من ورائه التأثير السلبي على العلاقة بين روسيا وتركيا».
أضاف: منذ عام 2015 وحتى الآن، هناك العديد من الجماعات الإرهابية أعلنت الحرب على تركيا. وأحد هذه التنظيمات حزب العمال الكردستاني «وداعش» الإرهابي وجماعة فتح الله غولن.
وتابع: «قبل فترة أسقطت طائرة روسية. وقد فهمنا بعد ذلك أن من تسبب في إسقاطها، هم قيادات في الجيش تنتمي إلى جماعة فتح الله غولن. ومن قام بعملية اغتيال كارلوف له ارتباطات أيضا بالجماعة نفسها». وأكد أن «هذه الحادثة لن تخرب العلاقة بين روسيا وتركيا والتعاون الوثيق بين البلدين». كاشفا أنه رغم «تحسين علاقات تركيا مع روسيا» إلا أن هناك «نقاط اختلاف معها» في الملف السوري.
في سياق آخر، رصد تقرير لخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن كل هجوم جديد يشنه حزب العمال الكردستاني أو تنظيم «داعش» يدق إسفينا أعمق في المجتمع التركي، لافتا إلى علاقة جدلية بين الأطراف الثلاثة، إذ حين ينفذ حزب العمال الكردستاني هجوما، تلقي الكتلة الموالية للحكومة اللوم على المعارضة. وحين يهاجم «داعش»، تلقي المعارضة اللوم على الحكومة. وقال، إن من وصفهم بالغوغائيين الموالين للحكومة، القوا قنابل حارقة على فروع «حزب ديمقراطية الشعوب» الكردي المعارض، في جميع أنحاء البلاد، عقب الهجوم الذي شنته عناصر حزب العمال الكردستاني على جنود أتراك، في مدينة قيصري وسط الأناضول. وأسفر عن مقتل 14 شخصا. فيما حمل المتظاهرون الحكومة المسؤولية عن الهجوم الذي شنه تنظيم «داعش» في تموز 2015 في مدينة سروج وخلف 32 قتيلا.
ولفت الكاتب إلى أن تنظيم «صقور حرية كردستان»، الذي يدور في فلك حزب العمال الكردستاني، أعلن مسؤوليته عن التفجير المزدوج الذي وقع في اسطنبول في 10 كانون الأول، حيث قتل 20 شخصا على الأقل. مضيفا أن هذه العمليات ستؤدي الى زيادة استغلال «داعش» وحزب العمال الكردستاني للأزمة في سورية. جازما بأن الحرب سوف تمتد من سورية إلى تركيا، «كما يتضح من الاغتيال ذي الذيول السياسية الذي طال السفير الروسي في تركيا». مضيفا أن البلاد تواجه خليطا ساما «من الاستقطاب السياسي والتهديد بالعنف اللذان من الممكن أن يتحولا إلى كارثة». ورأى في استخدام أردوغان للإسلام و«الحكم الاستبدادي» استراتيجية تهدد بتفكيك تركيا الحديثة.
وأشار من جهة أخرى، إلى أن أردوغان، إذا خفف من أجندته السياسية، فسوف يدخل التاريخ باعتباره أحد أكثر القادة تميزا وتأثيرا. وإن لم يفعل، فسيذكر بأنه قاد بلاده إلى الحضيض.