قالها كيري: فاتَ الأوان في حلب
نعيم إبراهيم ـ دمشق
ويسألونك ماذا بعد حلب… قل إنْ هي إلّا هندسة لواقع سورية المستقبل كما تريده دمشق وهي تقوم بذلك فعلاً، حسماً عسكريّاً في كلّ الجغرافية السورية الآن وإعادة إعمار لاحقاً وبناء متكاملاً على الصُّعد كافة في المرحلة المقبلة.
لا شكّ أنّ هذا سيثلج قلوب كثيرين حول العالم، وفي الوقت عينه سيُغضب آخرين ممّن يأبون إلّا أن يواصلوا حقدهم الدفين في قلوبهم ضدّ سورية الواحدة الموحَّدة بشعبها وجيشها وقيادتها.
ما بعد حلب ينبغي أن يسير كلّ الرَّكب السوري إلى طاولة حوار سوريّ ـ سوريّ في موسكو أو أستانا أو جنيف، غير أنّ دمشق هي الأفضل لأنّها الحضن الدافئ والساحة الحقيقيّة للّقاء وللحوار ولاتّخاذ القرار الصائب النابع من قلوب وضمائر وحكمة كلّ السوريّين.
ما بعد حلب يبقى الولوج إلى خيارات تؤمّن خطّ إمداد ثابتاً في حدود أمان مستقرّة لسورية الأرض والإنسان، من أجل خلقٍ راهن وغدٍ يكون على مستوى إنجازات الجيش العربي السوري وحلفائه في الميدان، وفكّ طوق الحصار الإمبريالي والصهيوني العدواني والرجعي العربي عن شآم العزّ والإرادة السورية والعربية التي لا تلين.
إنّ معركة حلب كانت أمّ المعارك، ليس عسكرياً فقط للجيش العربي السوري والقوات الحليفة، بل هي انتصار سياسي بامتياز لجهة قرار سورية وروسيا وإيران وحزب الله والمقاومة الفلسطينية بالحسم العسكري السريع خارج المعادلات الإقليمية والدولية، طالما انتظرناه وتوقّعناه. بينما الإدارة الأميركية وحلفاؤها من عرب وهمج مارسوا، ولا يزالون، كلّ أشكال التخريب والتدويل والتسويف، ولم يكتفوا بذلك بل أماطوا اللثام عن وجوههم جهاراً نهاراً في دعمهم للإرهابيين وشذّاذ الآفاق، الذين دمّروا ويدمّرون حضارة سورية كما فعل ويفعل أسيادهم في الكيان الصهيوني في فلسطين.
انتصار حلب أماتَ حلم «السلطان» أردوغان ومشاريع تقسيم سورية إلى كانتونات طائفية، وهذا ما أجبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري على الاعتراف بالهزيمة عندما قال: «إنّ الأوان قد فاتَ على ما يبدو، نظراً لما وقع في حلب».
لذلك، ما بعد حلب هو الانتصار الكبير ومتابعة طريق المقاومة العربية لتحرير كلّ أرض محتلة، لأنّ ما أُخِذ بالقوة لا يُستردّ بغيرها.