إيرولت: فرنسا ملتزمة دعم لبنان

أكد وزير خارجية فرنسا جان مارك إيرولت الذي يزور بيروت ليوم واحد على الصداقة التي تجمع بين بلاده ولبنان وبقاء فرنسا الى جانب هذا البلد وتقديم الدعم اللازم له لمساعدته في محاربته للإرهاب وحماية وضمان سلامة أراضيه وتأمين رعاية النازحين. وأعلن عن تطبيق برنامج المساعدات العسكرية للبنان قريباً وشدّد على أن باريس تنظر باهتمام الى الخصوصية اللبنانية التي تجب المحافظة عليها. ولفت الوزير الفرنسي الى أن الشمس تشرق مجدداً على لبنان وهذا مؤشر إيجابي يدعو الى التفاؤل.

قصر بعبدا

مواقف وزير الخارجية الفرنسي جاءت خلال جولة قام بها على كبار المسؤولين، فزار برفقة وفد ضمّ السفير الفرنسي ايمانويل بون، قصر بعبدا، حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وأبلغه رسالة شفوية من نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند جدّد فيها التهنئة بانتخابه رئيساً للجمهورية، وقال إن لبنان اجتاز مرحلة مهمة في الاتجاه الصحيح وإن انتخاب الرئيس عون وضع لبنان في أجواء إيجابية، متمنياً أن يبقى بعيداً عن المخاطر التي تحيط به. وأكد أن بلاده ستواصل تقديم المساعدات للبنان لا سيما إلى الجيش والقوى الأمنية، وقال: إن فرنسا تنظر باهتمام إلى الخصوصية اللبنانية التي تعتبرها كنزاً مهماً تجب المحافظة عليه. وأعرب الوزير إيرولت عن استعداد بلاده لتقديم الدعم اللازم للبنان لمساعدته في تأمين رعاية النازحين، معتبراً أن فرنسا تتفهم ظروف لبنان وما تحمّله في هذا المجال.

بدوره أبلغ الرئيس عون إيرولت حرصه على تعزيز العلاقات اللبنانية الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة، معلناً أنه سيلبي الدعوة الرسمية التي تلقاها لزيارة فرنسا بعد زيارات ينوي القيام بها إلى عدد من الدول العربية. وشدّد على أهمية تعاون الدول في ما بينها لمكافحة الإرهاب، مؤكداً نجاح الإجراءات الاستباقية التي تقوم بها الأجهزة اللبنانية في هذا الشأن. واعتبر أن عودة النازحين السوريين إلى أرضهم هي الحل الأمثل لهذه المأساة التي يتحمّل لبنان تداعياتها، معتبراً أن الحل السياسي للأزمة السورية يحقق الغاية المنشودة، مشيراً إلى أن لبنان بدأ مرحلة جديدة من التعافي بعد الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة الجديدة وأن ورشة النهوض في الميادين كافة ستبدأ بعد نيل الحكومة ثقة مجلس النواب.

في عين التينة

وزار الوزير الفرنسي مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ودار الحديث حول العلاقات الثنائية والتطورات في لبنان والمنطقة.

وبعد اللقاء قال الوزير إيرولت: «كان اللقاء مثمراً ومفيداً خصوصاً للدور المهم جداً الذي يلعبه دولته في المؤسسات الدستورية اللبنانية، بصفته رئيساً للبرلمان وكذلك لإطلاقه ورعايته الحوار الوطني وهو أمر مهم لجميع اللبنانيين.

أضاف: وأكدت للرئيس بري أن فرنسا ملتزمة من جهتها، بذلك وبـ 15 مليون يورو الذي قدّمها الرئيس الفرنسي. وتطرّقنا من هذا المنطلق الى العلاقة مع السعودية، وكنت تناولت الموضوع أيضاً مع الرئيس عون الذي سيزور السعودية وهذا أمر إيجابي جداً. وعبّرت أيضاً عن التزام فرنسا، كما فعلت في تموز بأمن وسيادة لبنان، وكان اللقاء ودياً وطيباً.

في السراي

كما زار وزير الخارجية الفرنسي السراي، حيث التقى رئيس الحكومة سعد الحريري بحضور مدير مكتبه نادر الحريري وقال بعد اللقاء: «فرنسا ستواصل مساعدتها للبنان لكي يواجه كل المصاعب المحدقة به، على الصعيد الاقتصادي وكذلك مع وجود هذا العدد الكبير من اللاجئين بسبب النزاع في سورية. ولذلك فإن فرنسا التزمت كذلك مالياً، ونحن مستمرّون في ذلك. كما أننا سنعمل كل ما في وسعنا لكي يبقى لبنان خارج النزاع السوري والبقاء إلى جانبه في محاربته للإرهاب. كما أننا نأمل أن يتمكن لبنان من مواصلة حواره مع الدول المجاورة، ولا سيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وكذلك مع إيران. وفرنسا ترغب في أن تستمر في لعب دور «المسهّل». هذه هي الرسالة التي حملتها إلى المسؤولين اللبنانيين. فرنسا وفيّة لتاريخها، وهو تلك العلاقة الفريدة بين فرنسا ولبنان».

وردا على سؤال حول الهبة السعودية للجيش والقوى الأمنية اللبنانية، أجاب: علمت هذا الصباح أن الرئيس عون سيزور قريباً المملكة العربية السعودية، وهذا أمر نرحب به. وأنا كذلك سأزور المملكة في شهر كانون الثاني المقبل، حيث سأتطرّق إلى كل هذه المسائل. ولكن الجو ملائم حتى لو كانت بعض الأمطار اليوم، ولكن الشمس تشرق مجدداً على لبنان وهذا مؤشر إيجابي ويدعو إلى التفاؤل.

في قصر بسترس

وانتقل ايرولت الى قصر بسترس، حيث التقى نظيره اللبناني جبران باسيل وأجرى معه محادثات ثنائية. عقدا بعدها مؤتمراً صحافياً مشتركاً، وقال باسيل: «ندعو فرنسا ونحضها على ان تضع بقوة اولويات التعاون مع الاتحاد الاوروبي الذي يعتبر ان الحل الوحيد والدائم والمستدام للنازحين في لبنان، هو عودتهم الآمنة الى المناطق المستقرة في بلدهم الاصلي».

ايرولت

بدوره قال إيرولت: «إن لبنان باستطاعته ان يمثل نموذجاً في الشرق الأوسط، ولذلك يجب أن يستمر لبنان في الإبقاء على علاقاته الجيدة مع كل شركائه وتعزيزها، بمعنى أن يبقى بعيداً عن التوترات الإقليمية. وأعتقد أيضاً أن البقاء بمنأى عن الازمة السورية هو ضمانة لاستقرار وسيادة لبنان. وأثرنا أيضاً خلال اللقاء الزيارات المتبادلة لرئيسينا الى كل من بيروت وباريس، وقد أشرت للرئيس ميشال عون أنه مرحَّب به في فرنسا. لذا فإننا مستمرون في تعاوننا، للتحضير لهذه اللقاءات على أعلى المستويات والتي ستأتي لدعم وتمتين العلاقات التي تربطنا».

ولا بد هنا من التنويه بالعمل الاستثنائي الذي يقوم به الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية في لبنان. وهم يجهدون بشكل فاعل للمحافظة على لبنان وعلى حدوده التي تفصله عن داعش. وسيبدأ قريباً تطبيق برنامج تعزيز المساعدات والتعاون العسكري للبنان الذي أعلنه الرئيس هولاند في نيسان الماضي، بعدما أنجزت التحضيرات. اذن إن التزامنا قائم في هذا المجال.

وغادر إيرولت بيروت ظهر أمس متوجّهاً إلى بلاده، يرافقه السفير الفرنسي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى