وفد من قيادة «القومي» يزور سفير روسيا وتأكيد ضرورة الالتزام بالإجماع الدولي لمكافحة الإرهاب

استعرض سفير روسيا الاتحادية في لبنان ألكسندر زاسيبكين الأوضاع العامة والتطورات السياسية في المنطقة، مع وفد من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ عميد الخارجية حسان صقر، ومدير الدائرة الإعلامية العميد معن حمية.

وجرى خلال اللقاء التأكيد على تعزيز العلاقة المشتركة، وتمّ تبادل الآراء حول مجمل المواضيع، لا سيما التحديات الإرهابية التي تواجه المنطقة، وسبل مواجهتها، ومسؤولية الدول كافة في الانخراط الجدي في مكافحة الإرهاب.

وأكد السفير الروسي موقف بلاده المشدّد على ضرورة محاربة الإرهاب تحت مظلة الأمم المتحدة، ومشاركة الدول المعنية، لا سيما سورية والعراق وإيران.

وشدّد زاسيبكين على ضرورة الالتزام بالإجماع الدولي على تجفيف منابع الإرهاب والقضاء عليه، وتنسيق المواقف في هذا الخصوص بين مختلف القوى الدولية والإقليمية.

كما شدّد على أولوية تطبيق القانون الدولي واحترام سيادة الدول، إذ لا يجوز تحت عنوان مكافحة الإرهاب انتهاك سيادة دول أعضاء في المنظمة الدولية. وأشار الى أنّ روسيا الاتحادية تحرص على سلوك الطريق الصحيح لمواجهة الإرهاب، وهذا ما يجب أن يكون عليه سلوك باقي الدول.

وأوضح زاسيبكين السياق التاريخي لمنطقة شرق أوكرانيا، مؤكداً أنّ روسيا تحترم إرادة سكان هذه المنطقة وهي ملتزمة بما تقرّره هذه الإرادة، معتبراً أنّ الأزمة الأوكرانية تستخدم من قبل الولايات المتحدة وحلفائها ضدّ روسيا، وهذا يؤثر سلباً على العلاقات الدولية.

بدوره ثمّن الوفد القومي مواقف روسيا الحريصة على استقرار المنطقة وسعيها الدائم منذ بدء الأزمة السورية لإيجاد حلّ لهذه الأزمة، إذ إنّ روسيا أطلقت مبادرات عدة واستضافت لقاءات بهذا الصدد، في حين أنّ القوى الأخرى وفي مقدمها الولايات المتحدة كانت ولا تزال تدعم المجموعات الإرهابية حتى وصل تهديد هذه المجموعات الى ما وصل إليه اليوم.

وحذر الوفد القومي من الأهداف التي يستبطنها التحالف الدولي بقيادة أميركا والذي يضمّ دولاً دعمت الإرهاب وسلّحته وموّلته، لافتاً الى أنّ هذا الحلف موصوم بدعم الإرهاب، وقد يشكل وسيلة لإعادة تجميع عناصر المجموعات الإرهابية ضمن صحن واحد يُطلق عليه اسم المعارضة «المفبركة» والتي أعلنت السعودية انها ستقيم معسكرات لتدريب مجموعاتها المسلحة وأنها ستوفر لها كلّ الدعم المالي والتسليحي.

واعتبر الوفد القومي أنّ الولايات المتحدة غير جادة في محاربة الإرهاب، فهي أعلنت «الحرب على داعش» لكنها لا تزال تدعم العديد من المجموعات الإرهابية، وهذا أمر مقلق، ولذلك فإنّ أيّ انتهاك للسيادة السورية من قبل الحلف الأميركي هو اعتداء مُدان، وسيلقى مواجهة قوية.

ووضع الوفد القومي سفير روسيا في صورة التحدّي الإرهابي الذي يواجه لبنان ومبادرة «القومي» لقيام جبهة شعبية لمكافحة الإرهاب، وأهمية دعم الجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمسؤولياته في حفظ استقرار لبنان ومواجهة خطر الإرهاب، منوّهاً بما تقوم به روسيا على هذا الصعيد، وأهمية دورها في المنطقة وضرورة الدفع بالعلاقات بينها وبين دول المنطقة، وتطويرها لما في ذلك من مصلحة مشتركة لكلّ الأطراف.

عند ميقاتي

كذلك زار السفير الروسي رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي في مكتبه في ستاركو، وعرض معه قضايا المنطقة ولبنان والعلاقات الثنائية بين البلدين.

وصرّح زاسيبكين بعد اللقاء: «بحثنا عدداً كبيراً من القضايا المتعلقة بالمنطقة ولبنان والعلاقات اللبنانية – الروسية التي تتطوّر في الظروف الراهنة في شكل جيد. كما تكلمنا عن ضرورة زيادة التعاون بين بلدينا في المجالات الاقتصادية والعسكرية وغيرها. أما على الصعيد الاقليمي، فأشرنا الى ضرورة توحيد جهود المجتمع الدولي في موضوع مكافحة الإرهاب ومشاركة جميع الأطراف الراغبة بذلك من دون استثناء». وأضاف: «في ما يخصّ الوضع في لبنان، نحن نرى أنه من المهمّ جداً الإسراع في حلّ المشاكل الداخلية، خصوصاً ضرورة الاستعجال في إنجاز الاستحقاق الرئاسي. ونحن نتوقع أن يكون الاجتماع المقبل للمجموعة الدولية لدعم لبنان الذي سيُعقد في نيويورك نهاية هذا الشهر، محطة جيدة لمضاعفة التأييد الدولي للبنان في المجالات كافة، وبالدرجة الأولى دعم قدرات الجيش اللبناني وجهود السلطات اللبنانية لتوفير الأمن والاستقرار في البلد».

ورداً على سؤال عن موقف روسيا من إعلان الحرب على الإرهاب خارج إطار تفويض مجلس الأمن الدولي، أجاب: «نحن نقف ضدّ أي خطوات بهذا الاتجاه لأنها خطيرة جداً، اذ لا يجوز، تحت ستار القضية العادلة وهي محاربة الإرهاب، ان تُنتهك سيادة دولة ما، وهذا لا يخدم القضية المعلنة، بل سيؤدّي الى تدهور الوضع الميداني والعلاقات الدولية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى