الإرهابيّون يقتلون 100 جندي سوري أسير لديهم قبل مغادرتهم مدينة الشهباء
هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، نظيره السوري بشار الأسد بانتهاء عملية تحرير مدينة حلب، الذي شكر بدوره بوتين وروسيا على كونها «المشارك الأساسي مع الحلفاء في تحرير حلب».
وذكرت وكالة سانا السورية، أنّ الاتصال بحث العملية السياسية المقبلة في سورية، وقالت إنّ الأسد أكّد أنّ الانتصارات في حلب «فتحت باب العمل السياسي في سورية، وستدفع الكثيرين ممّن كانوا يعرقلون هذه العملية للانضمام إلى العمل السياسي والمصالحات».
من جهةٍ أخرى، ذكر بيان للكرملين أنّ بوتين أكّد خلال الاتصال أنّ تحرير حلب كان «نتيجة الجهود المشتركة لكلّ هؤلاء الذين توحّدوا لمحاربة الإرهاب». وأضاف بوتين، أنّ «المهمة الأساسية في الوقت الراهن هي التوصّل إلى تسوية سياسية».
وكان بوتين رأى أنّ تحرير حلب هو من أهم عوامل التطبيع في المنطقة وسورية، مشيراً إلى أنّ دور الجيش الروسي كان حاسماً في تحرير المدينة.
وقال بوتين في مؤتمره الصحافي السنوي الموسّع، إنّ الرئيس السوري بشار الأسد لعب دوراً كبيراً في تحرير حلب إلى جانب روسيا وتركيا وإيران.
وأكّد الرئيس الروسي، أنّ «الهدف في سورية هو توقّف الأعمال القتالية ووضع حدّ لإطلاق النار». مضيفاً أنّ «العمل لتحقيق المصالحة الشاملة سيستمر بمشاركة جميع الأطراف».
في غضون ذلك، أعلن الكرملين أنّ بوتين وقّع مرسوم بروتوكول الاتفاقية بين موسكو ودمشق حول نشر مجموعة السلاح الجوي في سورية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أنّها لا تنتظر مشاركة الهيئة العليا للمفاوضات المعارِضة في الاجتماع السوري – السوري في كازاخستان الشهر المقبل.
وقال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي في حديث لوكالة «إنترفاكس»، إنّ «وفد الحكومة وممثّلي المعارضة سيشاركون في الاجتماع في أستانا، مشيراً إلى أنّ وفد المعارضة هو على الأرجح سيمثّل القوى الموجودة «على الأرض» في سورية، أمّا «الهيئة العليا» فإنّها معارضة خارجية.
وأوضح غاتيلوف، أنّ «وفد المعارضة يجب أن يشمل كذلك وحدات المعارضة المسلّحة باستثناء إرهابيّي «جبهة النصرة» و«داعش»، إضافة إلى «المعارضة المعتدلة» والأكراد».
وأكّد الدبلوماسي الروسي: «لا نرى على الإطلاق أنّ التوصّل إلى اتفاق حول عقد اجتماع في أستانا هو بديل لعملية جنيف، وننطلق من أنّ ذلك يمثّل تكملة لجنيف».
وفي السّياق، أعلن غاتيلوف أنّ بعثة مراقبي الأمم المتحدة التي ستتوجّه لمراقبة إجلاء الراغبين في مغادرة شرق حلب، ستكون غير مسلّحة، مؤكّدة ضرورة الاتفاق مع دمشق حول تحديد مهام البعثة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي في حديث لوكالة «إنترفاكس» الروسية، إنّ تحديد موعد إرسال المراقبين الأمميّين إلى سورية عمليّة معقّدة، مشيراً إلى أنّ الغرب سعى إلى تبنّي قرار مجلس الأمن من دون تحديد مهام البعثة وغيرها من المسائل بشكل دقيق.
وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أنّ موسكو تنتظر من الأمين العام للأمم المتحدة تقديم تقرير حول أبعاد بعثة المراقبة ومهام وصلاحيات المراقبين، مؤكّداً أهميّة هذا التقرير لأنّه سيحدّد طابع عمل البعثة الدولية في حلب.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية وصول كتيبة من الشرطة العسكرية الروسية إلى حلب للمساعدة بتوفير الأمن هناك، وتأمين سلامة القوافل الإنسانية والمستشفيات بالمدينة.
وذكرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، أنّ الكتيبة نفّذت قبل انتقالها إلى سورية سلسلة من تدريبات إضافية في أحد ميادين التدريب الروسية، ومن ثمّ نُقلت بواسطة طائرات النقل العسكري إلى حميميم.
ونوّهت الوزارة بأنّ الكتيبة ستنفّذ مهامّها ضمن قوام مركز المصالحة الروسي العامل في سورية، وستعمل على توفير أمن عناصر نزع الألغام الروس وأمن المستشفى الميداني الروسي المتنقّل وأمن القوافل الإنسانية.
وفي سياقٍ آخر، استشهد خمسة مدنيّين في حلب جرّاء تفخيخ الجماعات المسلّحة الأبنية قبل مغادرتها، حيث يعمل الجيش السوري على تفكيك المفخّخات والألغام التي زرعها المسلّحون في الأحياء الشرقية لحلب.
كما استشهد مواطنون في وقت لاحق بقصف الجماعات المسلّحة على الأحياء المطلّة على القسم الغربي في حلب.
من جهةٍ ثانية، أكّد مصدر عسكري سوري أنّ الجماعات المسلّحة في مدينة حلب قتلت نحو 100 من الجنود السوريّين الأسرى لديها قبل مغادرتها المدينة، كما ترك المسلّحون العديد من مستودعات الذخيرة الثقيلة.
من جهتها، أفادت وكالة «سانا» بمقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين بجروح بقصف صاروخي شنّته فصائل مسلّحة على مدينة حلب أمس.
وذكرت الوكالة أنّ المسلحين أطلقوا قذيفة صاروخية من الريف الجنوبي الغربي على حيّ الحمدانية في المدينة.
وكانت مصادر أكّدت في وقت سابق، أنّ دويّ انفجارات سُمع في غرب حلب بعد سقوط قذائف صاروخية على حيّ الحمدانية ومحيطه، مشيرين إلى سقوط جرحى.
ويُعدّ هذا الهجوم هو الأول الذي تشهده المدينة خلال أقل من 24 ساعة منذ إعلان رئاسة الأركان السورية الخميس خروج جميع المسلّحين من مدينة حلب، لتصبح تحت سيطرة الجيش السوري بالكامل.