معين شريف: سورية في قلبي… وجديدي يستحقّ الاهتمام
دمشق ـ آمنة ملحم
في الآونة الأخيرة، يبدو أن تحوّلاً طرأ على أجواء العاصمة السورية التي تراجعت الحرب التي تشنّ ضدها إلى أعتابها، ففتحت أبوابها معلنة عودة الفرح إلى ربوعها عبر مهرجان «رجعت أفراحك يا شام»، الذي تنظّمه شركة «نيوفجن للإنتاج الفنّي».
وهذه المرّة، كانت الأفراح بطعم آخر طاب مذاقه، باستضافة نجم وقف يوماً بشموخ أرزة لبنان، متحدّياً كلّ عدوان بأغنية «لازم تعرف يا محتلّ نحنا مين وإنت مين… نحنا هيهات من الذلّ وإنت للذلّ عناوين»، فكان الفرح مع النجم اللبناني معين شريف بحفل فنّي أحياه لعيد الميلاد المجيد، برفقة الفنان السوري الشاب محمود القصير.
بتواضع قامة لطالما مزجت ما بين الأصالة والحداثة، ورقيّ فكر يدافع عن الحضارة والثقافة السوريتين، حاور شريف الإعلاميين السوريين في مؤتمر صحافي عُقد قبل ساعات قليلة من الحفل، شاركه فيه الفنان محمود القصير ومدير شركة «نيوفجن» علاء الدين العباسي.
مطرب الجيلين لا يعتبر سورية بلده الثاني، بل هي بلده الأصيل الذي يقف على السويّة ذاتها مع لبنان وفلسطين، وهو يرى بلاد الشام التي تشكل كلّاً واحداً لا يتجزّأ. وإن غاب عن سورية يوماً بجسده، لكنه يؤكد بأنها ساكنة في قلبه أنّى حلّ وستبقى في قلبه.
ووجّه الفنان شريف مباركاته إلى أهالي حلب بانتصارهم الأخير على كافة أشكال الإرهاب، متمنّياً عودة السلام إلى ربوع سورية كلّها بهمّة أبنائها وبطولاتهم.
وعلى الصعيد الفنّي، أثنى شريف على المواهب السورية الشابة، لافتاً إلى أنها بحاجة إلى الرعاية والنوايا الصادقة والاهتمام. كون الفنّ بكل أشكاله يعدّ سلاح الأفعى في الحروب. لذا يجب الاهتمام به بشكل كبير. منوّهاً بأن سورية تعدّ مرجعاً في الفنّ العربيّ الراقي، والحاضن له منذ أيام الرحابنة والعملاق وديع الصافي، وتعدّ مدرسة خاصة لشريف ومرجعية للموسيقار الراحل ملحم بركات، فكانت وصيته الأخيرة لشريف الذي وعد روحه بأن وصيّته بسورية ستبقى في القلب مدى الحياة.
وفي معرض ردّه على سؤال «البناء» حول جدّية برامج المواهب العربية برسالتها الفنية والثقافية، وإن كان لا يزال هناك فسحة في أيامنا هذه للفنّ الأصيل، وكيف له أن يدافع عن تلك الأصالة، أكد النجم اللبناني أن هذه المسألة تعدّ قضيته التي يدافع عنها منذ بداية طريقه الفنّي، منوّها بأنهم من تسعينات القرن الماضي يطلقون صرخاتهم حول وجود مؤامرة على الثقافة والحضارة في المنطقة العربية، بأنّ العدو واحد وهو المستفيد من تدمير ثقافتنا، وهو العدو الذي لا حضارة له، ولا فنّ، ولا ثقافة، سوى ثقافة الإرهاب والقتل والمجازر.
وذكر شريف أن الحلّ هاهنا لا يمكن أن يكون شخصياً على مستوى الفرد، بل هناك حاجة إلى اهتمام دول متحدة، ويجب أن يكون برأيه ضمن أولويات ما يسمّى «الجامعة العربية»، فهو من أهم المواضيع التي يجب التعامل معها بجدّية، لا سيما الحفاظ على اللغة العربية. فمن يفقد لغته يفقد هويّته. لذا، يجب أن يكون الاهتمام مشتركاً ما بين وزارات الثقافة العربية كافة للحفاظ على ثقافتنا وحضارتنا. كما يلعب الإعلام دوراً هاماً في هذا الموضوع، وتعدّ سورية من أكثر الدول التي لا تزال محافِظةً على التراث العربي ومهتمة به بدرجة كبيرة.
أما دوره الشخصي في هذا المجال، فيتجلّى وفق رأيه بالتزامه شخصياً بالمحافظة على هذا المستوى الفنّي من دون التخلي عنه لأيّ أسباب.
وأعرب الفنّان شريف عن رضاه على ما قدّمه مؤخراً، خصوصاً أغنيته «قطعلي قلبي»، وعن الانتشار الذي حققته. لافتاً إلى أنه قدّم فيها مزيجاً من الأصالة الموسيقية والتراث البعلبكي، حيث لمس تقبّل الجمهور لها، وفوجئ بتحليلهم الأغنية. موجّهاً شكره إلى المخرج سعيد الماروق الذي نهض من مرضه ليقدّم هذا العمل.
وعن جديده، كشف شريف عن التحضير لعمل سيبصر النور أوائل عام 2017، وهو من كلمات منير أبو عساف، وألحان بلال الزين. مشيراً إلى أن موضوعه يخصّ كلّ فرد في العالم العربي، وربما في العالم أجمع. ويشبه حالتنا. معتقداً أنه سيحقّق بصمة واضحة وسيكون له صدى على غرار «لازم تعرف يا محتلّ»، وسيصور بطريقة الفيديو كليب مع المخرج سعيد الماروق، وسيكون من بطولة النجمة آلين لحود التي شاركته كليب «قطعلي قلبي». مثنياً على أدائها التمثيلي الذي وصفه بالصادق، وأنه بالتعاون معها استطاع أن يخرج من معين الممثل بشكل مختلف وناجح، واعداً الجمهور بعمل مميّز ولافت ويستحق الاهتمام.
بدوره، وجّه الفنان محمود القصير معايدته إلى الشعب السوري والجيش العربي السوري وبارك بانتصارات حلب. لافتاً إلى وجود فكرة لتعاون فنّي مع أخته الفنانة هالة القصير بأغنية ربما ستكون عن الأخوّة أو عن الواقع. منوّهاً بأن الانتماء إلى عائلة فنية يعدّ مكمّلاً للنجاح. متمنّياً أن تبقى سورية ولبنان كبلد واحد على الدوام. موجّهاً تحية إلى الشعب اللبناني ورجال المقاومة الذين يقفون مع الشعب السوري.
من جانبه، أكّد مدير شركة «نيوفجن» العباسي استمرار فعاليات مهرجان «رجعت أفراحك يا شام» خلال عام 2017 كاملاً في الشام، وكذلك سيكون هناك مهرجان في حلب قريباً، وسيضمّ نخبة من نجوم الطرب السوري والعربي ، مع استمرار الشركة في دعم الشباب السوري حيث تتوزّع الحفلات ما بين مطرب عربي وآخر سوري بكل أوقاتها. منوّهاً بأن حفل إطلاق شركة «نيوفجن» سيكون مطلع السنة المقبلة.