معرض فنّي في «صالة الشعب» ـ دمشق

تضمّنت الأعمال الفنّية في المعرض السنوي للخطّ العربي والتصوير الضوئي والخزف الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة في «صالة الشعب» في دمشق، تجارب مختلفة لفنّانين سوريين من مختلف الفئات العمرية.

وتنوّعت الأعمال المعروضة بين الخطّ العربي بمدارسه من نُسخي وديواني جلي وثلث وعثماني وغيرها، ولوحات جمعت الخطّ مع الزخرفة والرسم على الورق، كما أنّ بعض اللوحات الحروفية كانت حاضرة بقوّة عبر حجوم كبيرة.

أمّا في التصوير الضوئي، فجسّدت غالبية اللوحات المشاركة والتي وصل عددها إلى ما يقارب عشرين لوحة، مواضيع إنسانية واجتماعية عبّر من خلالها المصوّرون المشاركون بعدساتهم عن رؤيتهم الفنية الخاصة للمواضيع التي اختاروها من الواقع المعاش.

وفي تصريح صحافيّ، أكّد معاون وزير الثقافة السوري علي المبيض أن المعرض ضمّ لوحات فنّية جميلة في الخطّ العربي بأشكال عدّة، راعت نوعية الورق والزخرفة بأنواعها. ما يُظهر الميزة الثقافية للتراث السوري والذي تعتبره منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم «يونسكو» حلقة مهمة من سلسلة التراث العالمي الإنساني.

وأشار المبيض إلى أن الخطّ العربي يختزل الحكمة والأشعار والثقافات والخبرات المتراكمة والعميقة في تاريخ السوريين. وهو يختلف عن جميع الخطوط العالمية الأخرى لكونه يشكّل لوحة فنية. مؤكداً أنّ الخطّاط فنّان حقيقي يختزل بخبرته جميع الفنون المرافقة له.

بدوره، قال مدير مديرية الفنون الجميلة عماد كسحوت إنّ هذا المعرض مكمّل لمعرضَيْ الخريف والربيع، وإنّه مستمرّ منذ عام 1960 من دون انقطاع. لافتاً إلى دعم وزارة الثقافة للفنانين السوريين بكل الاختصاصات وتقديمها جميع التسهيلات لتقديم الأعمال الفنّية المهمة.

وجاءت مشاركة رئيس مجلس إدارة «نادي فنّ التصوير الضوئي» المصوّر خلدون الخن من خلال لوحة ضوئية حملت عنوان «الخريف»، جسّد من خلالها امرأة عجوز تتأمل الواقع. مؤكداً أهمية مشاركة الهواة الشباب في هذه المعارض وألّا تقتصر على المحترفين فقط.

وجسّد المصوّر وسيم خير بك في لوحته التي حملت عنوان «إلى متى؟» الآثار السلبية التي تركتها الحرب الإرهابية على سورية، لا سيما عند الأطفال الذين ينتظرون عودة الأمن والأمان إلى بلدهم.

وعبّرت المصوّرة رشا اللبان بلوحتها التي حملت عنوان «العشق» عن حالة العشق الإلهي. مستخدمةً تقنية المزج بين الأسود والأبيض في دلالة على تناقض الحياة بين الخير والشرّ.

وشاركت الفنّانة صبا الحلاق بعمل خزفيّ بعنوان «تحوّلات»، مستخدمة فيه الزجاج المزخرف، لافتةً إلى أهمية هذه المعارض في تعريف الفنانين بإنتاجات بعضهم إضافة إلى الخبرة التي يكتسبونها.

ويمثّل الخطّ العربي جزءاً من الهوية الثقافية للخطّاط محمد غنوم، مؤكداً أن المعرض تعبير عن استمرار هذا الفنّ الأصيل في الحاضر والمستقبل، رغم انتشار التكنولوجيا الحديثة.

في حين شاركت الخطّاطة لما كسحوت بلوحة تناولت أحد الأمثال الشعبية مستخدمةً فيها الخطّ الفارسي، إضافة إلى الزخرفة التي أضفت على لوحتها جمالاً وأناقة.

ويستمرّ المعرض عشرة أيام وهو فعالية سنوية تختتم بها مديرية الفنون الجميلة معارضها المركزية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى