رمال لـ «المنار»: مشاركة لبنان في مؤتمر جدة أسقطت سياسة النأي بالنفس

اعتبر الصحافي داوود رمال «أن هناك إرباكاً في التقييم اللبناني لمكافحة الإرهاب»، لافتاً إلى «أن وزير الخارجية جبران باسيل مطالب بالإجابة على أسئلة مشروعة في هذا الموضوع»، مضيفاً: «ان المشاركة في مؤتمر جدة أسقطت سياسة النأي بالنفس»، متسائلاً: «ما هو الثمن السياسي والعسكري لهذه المشاركة؟» مؤكداً «أنها تمت تحت ثلاثة عناوين، وهي أولاً إنهاء التواجد الإرهابي في عرسال أو غيرها من المناطق، وثانياً محاولة بناء القدرات العسكرية للجيش والقوى الأمنية، وثالثاً ضبط النزوح السوري في لبنان».

وأشار إلى «أن المجموعات المتفلتة في طرابلس الآن تستفيد من واقع الانشغال الأمني في أماكن أخرى وتحشد تحت عناوين طائفية، خصوصاً أن هناك أطرافاً خارجية تقدم إغراءات لهذه المجموعات لإخراج الموضوع من الحيز المحلي».

وفي حديثه عن الجيش اللبناني وطريقة تعامله مع أحداث عرسال رأى رمال «أن الجيش يعمل ضمن أجندته العسكرية الخاصة، ويحضر لخطوات عملية في هذا السياق ولكنه ينتظر الوقت المناسب للإعلان عنها».

وأكد رمال «أن داعش منتج إقليمي دولي، وأن اللافت في الموضوع أن هناك أنظمة خليجية تعاني من التفكك مرشحة للسقوط ويمكنها الآن الاستفادة من المظلة الدولية لمكافحة الإرهاب لإعادة تنسيق جهودها لمنع أي حراك داخلي فيها».

وقال رمال: «إن الأولوية الأميركية هي مصالحها الخاصة، من أمن إسرائيل وأمن الطاقة، وهي لا تقيم وزناً لحلفائها في المنطقة لكن جزءاً من الذي يحصل في المنطقة مرتبط بالسياسة الداخلية الأميركية، فأوباما يريد توريث الحزب الجمهوري القادم إلى الرئاسة صراعاً دموياً في الشرق الأوسط لا يحسن إدارته».

ولفت إلى «أن الذريعة الأميركية في محاربة داعش هي الذريعة القديمة الجديدة لشن أي حرب في العالم، فهي دائماً تسعى إلى استصدار قرارات دولية تحت مظلة الأمم المتحدة لتشريع ما تريد القيام به، ويؤكد ذلك موقف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في باريس وهو الالتزام بالشرعية الدولية والقانون الدولي لمكافحة الإرهاب، كون روسيا كانت تعاني من هذه السياسة عبر الزمن».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى