كلارك وغوتيريس يحثّان الأسرة الدولية على تقديم المزيد من الدعم للبنان

أكدت مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هيلين كلارك أن لبنان يتحمّل عبئاً يفوق أي تصوّر وأكثر من أي بلد في العالم. وأشارت إلى أن زيارة لبنان تأتي في إطار سد الحاجات التنموية للبنانيين وللجماعات المضيفة للنازحين السوريين، لافتة إلى أن اجتماعاً سيعقد نهاية هذا الأسبوع في نيويورك لمجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان وأنها ستقوم بالمناصرة من أجل حثّ الأسرة الدولية لتقديم المزيد من الدعم للبنان وللجماعات المضيفة فيه. كلام كلارك جاء في خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته والمفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في السراي الحكومية بعد اجتماعهما باللجنة الوزارية لشؤون النازحين السوريين برئاسة الرئيس تمام سلام. حيث تم البحث في توجهات الحكومة وسياستها ازاء مشكلة النازحين، واستعرض المجتمعون الاجراءات الأمنية والعملانية التي ستعتمدها في هذا الخصوص.

وتحدّثت كلارك عن المبادرات العملية التي كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدأ بها قبل الأزمة، مشيرة إلى وجود مبادرات أكثر حداثة تهدف جميعها إلى تحسين الأوضاع بالنسبة الى اللبنانيين إن من ناحية البنى التحتية أو الانتاجية أو الوظائف والعمل في القطاع الزراعي. وقالت: «نحن نتطلع إلى توفير المزيد من الدعم لا سيما للمناطق الريفية التي هي الأكثر تأثراً بالأزمة الراهنة فنحن ندرك تماماً ما يحصل في لبنان جرّاء تأثّره بأزمات الدول المحيطة به، لذلك نحن نناصر وندعم لبنان كلياً، ونسأل كل الأسرة الدولية من أجل توفير المزيد من الدعم للبنان ليس فقط من الناحية التنموية بل أيضاً من أجل تعزيز الاستقرار في هذا البلد، لذلك نحثّ الأسرة الدولية على تقديم المزيد لهذا البلد». كما أعربت كلارك عن تضامنها مع العائلات اللبنانية بسبب مشكلة الأسرى آملة في عودتهم إلى أهاليهم قريباً.

غوتيريس

أما غوتيريس فاعتبر ان الصراع القائم في سورية لا يشكل فقط أزمة انسانية تعتبر الأكثر شراسة وعمقاً، وإنما يشكل تهديداً لاستقرار المنطقة وللسلام أيضا.ً وقال: «نحن نعرف أن مسؤولية الأسرة الدولية هي الإستمرار في تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للنازحين السوريين في لبنان ولكن مسؤولية الأسرة الدولية إنما تتخطى ذلك أيضاً». وأكد أن صوت برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومفوضية شؤون اللاجئين كفيلان بحثّ الأسرة الدولية على فهم حاجة لبنان وحقّه في الحصول على مساعدة مالية هائلة ومكثفة من أجل مساعدته وللحد من عذابات الشعب اللبناني، مشدداً على أن هذه الحاجة باتت ملحة جداً لأن الأسرة الدولية لم تقم بما فيه الكفاية من أجل مساعدة لبنان.

واعتبر أن التضامن مع لبنان يجب أن ينطلق أيضاً من دول أخرى كدول الخليج العربي وأوروبا من أجل توسيع دائرة البلدان والحكومات المستعدة لمساعدة لبنان ومشاركته في هذا العبء من خلال استقبال المزيد من النازحين.

ورداًعلى سؤال حول ما إذا تمت مناقشة إقامة مخيمات للنازحين على الحدود الشمالية وفي البقاع قال غوتيريس «إن هذه المسألة شكّلت إحدى النقاط التي تباحثنا فيها مع الحكومة اللبنانية، ونحن نؤكد مجدداً أن للحكومة اللبنانية استقلالها وسيادتها ويحق لها أن تستخدم أراضيها كما تشاء، لكننا نعتبر أنه من الخطير إقامة مخيمات قريبة من الحدود، إلا أن هذه المسألة تعود للبنان لاتخاذ التدابير المناسبة ولا سيما لناحية الحد من عذاب النازحين».

باسيل

كذلك زارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة الانمائي والمفوض السامي للجنة العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، قصر بسترس، حيث التقيا وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي طالب الأمم المتحدة بالقيام بمشاريع إنمائية كوسيلة وحيدة لمساعدة لبنان على تحمل أعباء النازحين على أرضه.

وقدم فكرته القائمة على انشاء مشاريع إنتاجية مثل الزراعة من خلال هبات أممية وتشغيل اليد العاملة فيها، ضمن إطار يؤكد عودة السوريين الى بلدهم بعد العمل في تلك المشاريع ما يساهم في الوقت ذاته في تطوير القطاعات الإنتاجية في لبنان.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى