أسبوع الآثار العراقيّة تقليد سنويّ في لبنان

على مدى خمسة أيام متتالية ، نظّم المركز الثقافي العراقي في بيروت بالتعاون مع وزارة السياحة والآثار العراقية أسبوعاً ثقافياً للآثار العراقية ، وكانت المحطة الأولى الافتتاح في مقرّ المركز الثقافي العراقي في بيروت.

كلمة الافتتاح ألقاها الدكتورعلي عويّد العبادي مدير المركز ومما جاء فيها: «إن هذا الأسبوع يُعتبر الأول من نوعه في الوطن العربي والعالم للاثار العراقية ، ويعكس حضارة العراق العريقة ، وما قدمته الإنسانية عبر الحضارات السومرية والأكدية والبابلية والكلدية والآشورية والعربية والإسلامية التي توزّعت على جميع أرض العراق من الجنوب الى الشمال.

إن اختيار المركز الثقافي العراقي في بيروت لإقامة هذا الاسبوع تمّ لأهمية لبنان، وخاصة بيروت، في الساحة الثقافية العربية والعالمية ومكانتها لدى العراق شعباً وحكومةً ، وكذلك المساحة التي عزّزها المركز الثقافي العراقي على أرض لبنان وتفاعله المهني مع الفعاليات الثقافية ونخب المثقفين العراقيين واللبنانيين والعرب خلال المدة الماضية لعمله في بيروت. إن الأسبوع الثقافي يتضمن عرض صور ونماذج جبسيات تمثّل آثار العراق وعرض أفلام وثائقية عن جريمة العصر المتمثلة بتدمير وهدم للكنائس والمراقد والمساجد في مدينة موصل العزيزة من قبل زمر الإرهاب والتكفير وفيلم عن كنز نمرود وفيلم آخر عن إعادة ترميم المتحف العراقي. إن الفعاليات توزعت على أكثر من محطة، منها مقر المركز والجامعة الحديثة

MUBS بالتعاون مع الدائرة الثقافية وفي مطرانية بيروت للكلدان وفي معلم مليتا السياحي جنوب لبنان»، وختم كلمته شاكراً وفد وزارة السياحة والآثار وممثل مكتب المفتش العام في وزارة الثقافة على جهودهم الكبيرة في إقامة الأسبوع ، كما قدّم شكره وتقديره الى وسائل الإعلام لتواصلها في التغطية الإعلامية لفعاليات المركز المختلفة، وخاصة أسبوع الآثارالعراقي .

إلى مدير عام المتاحف قيس حسين رشيد قائلاً: «عندما أراد الكاتب العراقي كلكامش البدء في رحلته للبحث عن الخلود كانت أولى محطاته لبنان، كان ذلك في الألف الثالث قبل الميلاد. وعندما أراد الكاتب العراقي شمشي أدد الأول بناء أمبراطورية آشور كانت أولى محطاته لبنان. كان ذلك في الالف الثاني قبل الميلاد. هكذا هو لبنان، الأول في الخيال التاريخي لدى العراقيين وفي تفكيرهم الحاضر. اسمحوا لنا ان نتعطر من شجر الأرز الذي حرص تاريخ العراق على أن يتعطر برائحتها الزكية وكان جزءاً معمارياً مهماً في قصوره ومعابده ومدنه القديمة. شكراً للبنان الغالي ولبيروت راعية الثقافة والفنون والجمال على الدفء والحفاوة. شكراً للمركز الثقافي العراقي في بيروت ولمديره المثابر وصديقنا المبدع الدكتور علي عويد العبادي».

المحطة الثانية كانت في مقر المركز وشهدت إقبالاً واسعاً من قبل المثقفين ووسائل الإعلام. والمحطة الثالثة في الجامعة الحديثة للإدارة والعلوم وافتتح خلالها معرض الصور الآثارية والنماذج الجبسية التي تمثّل آثار العراق بحقب زمنية مختلفة. شارك في حفل الافتتاح رئيس مجلس أمناء الجامعة الحديثة الدكتور حاتم علامة ، ورئيس الجامعة الدكتور علي شعيب ومستشار الملحقية الثقافية الدكتورة أحلام الباهلي ، ومدير المركز الثقافي العراقي في بيروت الدكتور علي عويد العبادي ، ووفد وزارتي الثقافة والسياحة والآثار ممثّلاً برئيسه الأستاذ قيس حسين رشيد مدير عام المتاحف والأستاذ قاسم طاهر السوداني مدير عام دائرة العلاقات والإعلام ، ومدير ملف الاسترداد الأستاذ عباس القريشي، ومدير المعارض الأستاذ حاكم الشمري، وممثل وزارة الثقافة الأستاذ ضياء يونس. وعرض فيلمان وثائقيان سلّط الأول الضوء على مرحلة إعمار المتحف الوطني العراقي الذي تعرّض لعمليات النهب والسلب بعد حوادث 2003عام عنوانه «جريمة العصر»، وسلط الفيلم الثاني الضوء على جريمة «داعش» في الموصل عنوانه «اغتيال الحضارة» ويتناول أبعاد جريمة العصر في تدمير الإرث الحضاري العراقي هناك بأبشع الصور.

مدير المركز الثقافي العراقي في بيروت الدكتور علي عويّد العبادي قدم درع الآثار العراقي للدكتور حاتم علامة، رئيس مجلس الأمناء في الجامعة، الذي ألقى بدوره كلمة قال فيها: «إن الشعب العراقي سينتصر وسيواجه الهجمة الإرهابية بالفكر والثروات رغم العملية المنظمة التي تهدف الى تدمير الإرث الثقافي. كما قدّم مديرعام المتاحف قيس حسين رشيد درع الآثار العراقي إلى الدكتور علي شعيب رئيس الجامعة الذي قال «إن المبادرة التي قام بها المركز الثقافي العراقي حول التعريف بآثار العراق وثقافة العراق، خاصة ما يتعلّق بما حصل من هجمة وحشية على المتحف العراقي أثناء الاحتلال الأميركي في العراق، هي بادرة مميزة وعلى الحكومة العراقية أن تركّز عليها باعتبارها المخرج الوحيد لاستعادة كل القطع الأثرية التي جرى سرقت».

المحطة الرابعة كانت في مطرانية بيروت الكلدانية، لحرص المركز الثقافي العراقي في بيروت على أن يكون قريباً من جميع العراقيين على أرض لبنان، وبالأخص الأخوة المسيحيين المهجرين من مدينة الموصل العزيزة. ونظّم المركز الثقافي العراقي مساء الجمعة 12 الفائت معرضاً للصور والجبسيات التي تمثل الآثار العراقية في مطرانية بيروت للكلدان، وعقد ندوة وعرض أفلام وثائقية عن جريمة «داعش» في محافظة الموصل وجهود العراق في استعادة آثاره المسروقة بعد عام 2003.

على هامش الفعالية، سلّط قيس حسين رشيد، مدير عام المتاحف، الأضواء في محاضرة له على ما قامت به عصابات «داعش» الظلامية من تفجير للكنائس والأديرة والآثار في الموصل الحدباء ومحافظة صلاح الدين وسامراء ، مشيرا» الى أن هذه المدن تحتوي على العدد الكبير من الكنائس والأديرة والمباني التراثية وأمهات الآثار العراقية والتي يقدر عددها بـ1791 موقعاً و240 مبنى تراثياً ممثّلة بالحضارة الآشورية ومدينة الحضر والنمرود.

وعرض فيلم وثائقي عن «كنز النمرود» الذي يعود الى أربع ملكات آشوريات ويبلغ وزنه 300 كلغ من الذهب الخالص.

في هذه الأجواء الحميمة قدم رشيد درع الآثار إلى المطران ميشال قصارجي، فيما قدم الدكتور علي عويد العبادي درع الآثار للأب دنحا، عرفاناً لدورهما الإنساني المعبّر في استضافة مهجري محافظة الموصل وإقامة هذه التظاهرة الكبرى على أرض المطرانية الكلدانية. وانتقلت فعاليات الأسبوع في يومها الأخير الى جنوب لبنان، وفي الهواء الطلق أقيم معرض للصور الآثارية وعرضت نماذج جبسية تمثل إرث العراق لحضاراته المختلفة وسط متحف مليتا السياحي بحضور كبير من قبل اللبنانين والعراقيين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى