معظم الأميركيين يتوقعون حرباً عالمية ثالثة
وصلت إلى مدينة فروتسلاف البولندية الدفعة الأولى من القوات التابعة للواء المدرع الأميركي، الذي سيتمركز في بولندا، في إطار الإجراءات الهادفة إلى تعزيز تواجد حلف «الناتو» في شرق أوروبا. فيما ذكر قائد وحدة في مشاة البحرية الأميركية، أمس الأحد، أن حوالى 300 عسكري سيرسلون إلى ولاية هلمند الأفغانية، لدعم الجانب اللوجيستي والمخابراتي لقوات الأمن المحلية. في وقت أظهر استطلاع للرأي العام الأميركي، أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن حربا عالمية ثالثة يمكن أن تنشب في المستقبل القريب. وأعلن خبير أميركي أن بلاده ألقت العام الماضي 26171 قنبلة، على أراضي سبع دول.
وذكرت وكالة الأنباء البولندية أن الـ 250 جنديا أميركيا، الذين حلوا في مدينة فروتسلاف يوم السبت الفائت، هم جزء من 4000 جندي من المقرر نشرهم في بولندا ودول البلطيق، ليتوانيا ولاتفيا وإستونيا ، كجزء من عملية «أتلانتيك ريسولف» العسكرية الأميركية.
وزعم مسؤولون في الحلف، أن هذه العملية تهدف إلى الحفاظ على استقرار دول الحلف الواقعة في شرق أوروبا، لكن روسيا انتقدت ذلك، معتبرة أنه حشد غربي عدواني قرب حدودها الغربية.
وستشارك قوات أميركية وبولندية في تدريب ضخم في بولندا، في نهاية كانون الثاني، في إطار سلسلة إجراءات تهدف لطمأنه حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا.
من جهة ثانية، ذكر قائد وحدة في مشاة البحرية الأميركية أن حوالى 300 عسكري سيرسلون إلى ولاية هلمند الأفغانية، لدعم الجانب اللوجيستي والمخابراتي لقوات الأمن المحلية، في مهمة هي الأولى للجنود الأميركيين في هلمند، منذ مغادرتهم البلاد عام 2014، عند انتهاء عمليتهم العسكرية في البلاد. لكن منذ ذلك الحين، تكافح قوات الأمن الأفغانية، التي تدعمها واشنطن بضربات جوية وبمئات المستشارين، لاحتواء تقدم «طالبان» هناك.
وقال العميد روجر تيرنر، للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف، إن «المهمة تأتي في إطار تبديل دوري مع وحدة أخرى في الجيش الأميركي، تقدم التدريب والمشورة حاليا، للقوات الأفغانية في المنطقة».
وعلى الرغم من أن عناصر مشاة البحرية، هم في معظمهم، من ذوي الخبرة والرتب العالية وسيعملون في مجال جمع المعلومات واللوجستيات والإدارة، غير أن تيرنر قال: «إنهم يضطلعون بمهمة خطيرة». مضيفاً: «نحن ننظر إلى هذه المهمة على أنها مرتفعة المخاطر. لا نعتبرها بأي شكل من الأشكال، غير قتالية، أو يمكن الاستهانة بها».
وفي العامين الأخيرين استعادت «طالبان» مناطق شهدت معارك دامية خاضها مشاة البحرية الأميركيون، بينها سانجين ومرجة ونوزاد. كما هددوا في عام 2016 باستعادة السيطرة على العاصمة الإقليمية لشكركاه.
وفي بيان على «الإنترنت» سخر قادة «طالبان» من نشر مشاة البحرية الأميركية واعتبروه واحدا من «الجهود الأخيرة الفاشلة» للرئيس الأميركي باراك أوباما، لاجتثاث العنف في أفغانستان.
في سياق آخر، أظهر استطلاع للرأي العام الأميركي، أجرته مؤسسة «YouGov»، أن غالبية الأميركيين يعتقدون أن حربا عالمية ثالثة يمكن أن تنشب في المستقبل القريب. وأشارت صحيفة«The Independent»، أمس، إلى أن استطلاع الرأي هذا جرى لسكان تسع دول، من ضمنها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا.
وقالت الصحيفة إن 64 في المائة من بين الأميركيين المشاركين في الاستطلاع، يعتقدون بأنه لا مفر من حرب عالمية ثالثة، فيما اعتقد 15 في المائة منهم، بإمكانية التسوية السلمية. أما في بريطانيا، فأكد 61 في المائة من المستطلع رأيهم، أن هناك إمكانية لنشوب حرب عالمية، في وقت كانت لـ 19 في المائة منهم نظرة معاكسة تماما.
وأظهرت النتائج، أيضا، أن 71 في المائة من البريطانيين و59 في المائة من الأميركيين يتخوفون من روسيا. وأن لدى 81 في المائة من الفرنسيين الهاجس الأكبر من الإرهاب.
وتشير وكالة «RT» إلى أن استطلاعا سابقا للرأي العام الروسي، أظهر أن نحو نصف السكان الروس يتخوفون من نشوب حرب عالمية ثالثة.
وفي هذا السياق، أعلن الخبير الأميركي في مجال السياسة الخارجية والأمن القومي، ميكا زينكو، أن الولايات المتحدة ألقت في عام 2016 الماضي 26171 قنبلة، على أراضي سبع دول. وذكر في مقالة نشرها على موقع مجلس العلاقات الخارجية في «الإنترنت» CFR ، أن نصيب سورية من القنابل الأميركية كان 12192 قنبلة والعراق 12095 قنبلة، فيما نالت أفغانستان 1337 قنبلة أميركية، وليبيا 496، بينما تلقى اليمن 43 والصومال 12، أما باكستان، فقد سقط على أراضيها 3 قنابل فقط.
وأشار الخبير إلى أن هذه الأرقام، من دون شك، أقل من المعطيات الحقيقية، لأن القصف الجوي قد يشمل إلقاء العديد من القنابل في آن واحد. وإن هناك عمليات لم تنشر تفاصيلها. ولفت إلى أن المؤشر المذكور في 2016 يزيد بمقدار 3027 قنبلة على مؤشر عام 2015.
وقال زينكو إنه جمع المعطيات حول سورية والعراق مع زملائه، عن طريق استخدام تقارير البنتاغون وأرشيف «الإنترنت». وخلال ذلك تبين له أن حصة الولايات المتحدة من القصف الجوي، للتحالف الدولي في عام 2016، ضد مواقع «داعش» في إطار عملية «العزيمة الراسخة» بلغت 79 في المائة. وفي بداية كانون الأول الماضي، نشر التحالف الدولي بيانه الصحافي، حيث أقر فيه بمقتل 173 مدنيا خلال العملية.