العبادي: علاقتنا بأنقرة لن تتقدّم من دون انسحاب قوّاتها من أراضينا

وجّه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي رسالة إلى أهل الموصل الثلاثاء، قائلاً إنّ «تفجير «داعش» لجسور المدينة لن يمنعنا من تحريرها»، مؤكّداً أنّ هناك انهياراً كبيراً يشهده تنظيم «داعش» في مدينة الموصل.

وأكّد العبادي أنّ عملية تحرير قضاء الحويجة ستنطلق قريباً في ظلّ الانهيار الكبير في صفوف «داعش».

العبادي أشار إلى أنّ «داعش» يحاول تعويض هزائمه في الموصل باستهداف المدنيّين عبر التفجيرات الأخيرة، مضيفاً أنّ نسبة الخطر في سدّ الموصل ضئيلة جداً، وليست كما يصوّرها البعض.

وقال العبادي إنّه أبلغ نظيره التركي، بن علي يلدريم، بأنّ علاقة بغداد وأنقرة لن تتقدّم من دون سحب القوات التركية من الأراضي العراقية. «نحن لانريد تصفير العلاقات مع الدول المجاورة، بل نسعى إلى تطويرها ونقلها إلى مستويات متقدمة»، بحسب العبادي الذي أشار إلى أنّ الجريمة المنظّمة وإرهاب «داعش» يمثّلان خطراً واحداً يهدّد المجتمع.

وأوضح رئيس الوزراء العراقي أنّ عدد النازحين بسبب الحرب أقلّ من المتوقّع، ولدينا الإمكانات لاستقبال المزيد منهم.

ميدانيّاً، أعلنت القوات العراقية أمس تحرير حيّ السكر شرق مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش» بالكامل.

وصرّح قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبد الأمير يارالله في بيان، بأنّ «قوات جهاز مكافحة الإرهاب رفعت العلم العراقي على مباني حيّ السكر»، مؤكّداً القضاء على عدد من مسلّحي التنظيم هناك.

وقال ضباط في الموصل، إنّ القوات العراقية الخاصة حقّقت مزيداً من التقدّم وطردت المسلحين من حيّ البلديات في الشرق، لتقترب من الالتحام بوحدات قريبة للجيش. وعزّز ذلك التقدّم السيطرة على عدد من الأحياء القريبة من أطلال موقع نينوى الآشوري الأثري شرق النهر.

وستكون المنطقة المستهدَفة القادمة هي جامعة الموصل، التي تُعدّ ذات موقع استراتيجي مهم، والسيطرة عليها ستُتيح السيطرة كذلك على الغابات القريبة ومجمّع القصور الرئاسية.

وكان التنظيم قد أكّد استخدامه لمختبرات الجامعة في صناعة أسلحة بيولوجية وتخزين مواد كيميائية، كما أعلنت الأمم المتحدة وقتها أنّ المسلّحين استولوا على مواد نوويّة تُستخدم في الأبحاث العلمية في الجامعة في العام 2014.

ورغم أنّه من المستبعد أن تُتيح تلك المواد إلى تصنيع أسلحة، فإنّ التنظيم شنّ، وأكثر من مرة، هجمات بصواريخ تحتوي على غاز الخردل السامّ على القوات الحكومية العراقية والبيشمركة الكرديّة.

من جهته، قال العقيد عبد الأمير المحمداوي، المتحدّث باسم وحدات الاستجابة السريعة، إنّ القوات الحكومية شقّت أمس طريقها داخل حيّ فلسطين وحيّ سومر جنوب شرقي الموصل، لكنّ عناصر التنظيم كانوا يطلقون النار على المدنيّين الذين يحاولون الفرار.

وأضاف المحمداوي، أنّ العائلات عندما ترى القوات العراقية قادمة تفرّ من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم باتجاه القوات وهي تلوّح برايات بيضاء، ليبدأ الإرهابيّون قصفهم بقذائف المورتر والقنابل الحارقة ويطلقون النار عليهم، متابعاً أنّ أيّ حيّ ينسحب منه التنظيم يقوم بقصفه عشوائياً وبشكلٍ ثقيل.

ومنذ استئناف العمليات العسكرية الخميس الماضي في شرق الموصل، تمكّنت القوات العراقية من السيطرة على مناطق جديدة والوصول إلى الضفة الشرقية من نهر دجلة الذي يقسم المدينة إلى شطرين. وسيُتيح الوصول إلى النهر للقوات العراقية أن تبدأ هجمات على الأحياء الغربيّة التي لا تزال تحت سيطرة التنظيم.

وكان مصدر أفاد بأنّ قوات الحشد الشعبي دكّت موقعاً لـ«داعش» بصواريخ الكاتيوشا، يتواجد فيها أكثر من عشرين عنصراً تابعاً للتنظيم في منطقة حويجة مسيّرة ضمن قاطع عمليّات سامرّاء.

وأشار المصدر إلى أنّ العملية تمّت وفق معلومات استخباراتية عن مكان المضافة أوردتها استخبارات الحشد الشعبي «سرايا السلام» لعناصر الإسناد، وأنّ عناصر «داعش» الذين كانوا ينوون استهداف القطعات الأمنيّة المرابطة شرق سامرّاء المقدّسة.

من جهته، قال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، إنّ الشرطة اقتربت من تحرير المثلث الجنوبي في الساحل الأيسر للموصل بالكامل، مضيفاً: «العدو يفقد القدرة على المقاومة، ويلجأ للقصف العشوائي باستهداف المناطق السكنيّة للانتقام من أهالي الساحل الأيسر».

وفي وقتٍ سابق، أُفيد بأنّ القوات العراقية تمكّنت من تحرير مسجد الصائغ شرق الموصل، في حين تتقدّم إلى حيّ الأندلس حيث تدور اشتباكات عنيفة مع «داعش».

وتدور حرب شوارع في حيّ الأندلس، إضافة إلى قصف لمواقع «داعش» خلف التلّة الأثريّة.

المصادر الميدانية أكّدت أنّ القوات العراقية تتقدّم في عمق الموصل، وتحرّر 80 في المئة من شرق المدينة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى