عملية القدس الاستشهادية… في الدلالات والرسائل

رامز مصطفى

أسيراً محرّراً.. شهيداً مقاوماً… فادي أحمد حمدان القنبر، ابن جبل المكبر في مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، نفذّ عملية دهس بطولية ضدّ تجمّع لجنود الاحتلال الصهيوني في الحي الاستيطاني «أرمون هنتسيف» في القدس، حاصداً بشاحنته المباركة عشرين صهيونياً بين قتيل وجريح. إنّ أهمية عملية القدس الاستشهادية تكمن في توقيتها، وما حملته من دلالات ورسائل:

ـ إنّ الرهان على انتهاء الانتفاضة وإنْ خبت قليلاً، رهانٌ خاسر. فجذوة المقاومة ستبقى حاضرة ما بقي الشعب الفلسطيني، وما بقيت امرأة فلسطينية قادرة على الإنجاب.

ـ جاءت العملية رداً طبيعياً على الغطرسة والغلو في الإرهاب والتطرف الذي تمارسه حكومة نتنياهو، والتأكيد على أنّ كلّ تلك السياسات الإجرامية «الإسرائيلية»، لن تردع الشعب الفلسطيني عن ممارسة حقه في المقاومة إلى أن يتحقق دحر الاحتلال الغاصب عن أرض فلسطين.

ـ انّ المقدسيين، وهم المُدار لهم الظهر، والمتروكون فريسة للاحتلال ومستوطنيه، يثبتون مجدّداً أنّ مدينتهم القدس، ستبقى عنواناً للمقاومة وعاصمة الانتفاضات الفلسطينية.

ـ إسقاط رهانات المحتلّ الغاصب على أنّ سياسة الاعتقال وممارسة التعذيب بكلّ صنوفه وأشكاله التي يمارسها بحق أسرانا لن تجدي نفعاً في كسر إرادتهم وعزيمتهم، وتنال من إيمانهم بقضيتهم والذود عنها بدمائهم. فهم يخرجون أكثر قناعة وتشبّثاً بالمقاومة وبشلّ أشكالها وأساليبها. وعملية القدس البطولية هي المقاومة الذكية بكلّ مفرداتها ومعانيها. وها هو إبراهيم الصالحي من الأسرى المحرّرين يمضي شهيداً، بعد أن اقتحم جنود الاحتلال منزله في مخيم الفارعة في الضفة الغربية، وأطلقوا النار عليه.

على مسافة زمنية ليست بعيدة من تحضُّر الرئيس الأميركي المنتخب ترامب لدخول البيت الأبيض في العشرين من الشهر الحالي، والقول له، إنّ قطعك الوعد للصهاينة بأن تكون القدس عاصمة لكيانهم الغاصب، بعد نقل سفارتك إليها، لن يُجدي نفعاً في نفي أنّ القدس كانت وستبقى فلسطينية.

استهداف منفذ العملية تجمعاً لجنود الاحتلال، الذين فرّ غالبيتهم هاربين من مسرح العملية البطولية، مما تسبّب في إحراج نتنياهو، الذي وجد نفسه محشوراً في زاوية اتهام الشهيد القنبر على أنه من تنظيم داعش، ومحاولة بائسة من نتنياهو وصم المقاومة الفلسطينية بـ «الإرهاب».

التأكيد على أنّ الكيان لن يكون بأمان أو بمنأى عن تنفيذنا لعمليات المقاومة أينما تواجد فيه المستوطنون أو جنوده على أرضنا الفلسطينية، وطالما بقي على أرض فلسطين صهيونياً واحداً.

إنّ الالتزامات التي قطعها أو يقطعها البعض في قمع الانتفاضة أو المقاومة ستبقى أضغاث أحلام في تمكنهم من قهر وكسر إرادة شعبنا في المقاومة والانتفاضة. وقد اعترفت الأجهزة الأمنية الصهيونية، بأنّ العملية شكلت مفاجأة صادمة، بسبب أننا لم نملك معلومات مسبقة عنها.

وهي رسالة إلى المجتمعين في اللجنة التحضيرية للمجلس الوطني الفلسطيني، إنّ من يعيد الاعتبار لقضيتنا الوطنية، ويواجه تحديات الاحتلال وسياساته الإجرامية في التهويد والاستيطان والقتل والاعتقال، هو إنهاء الانقسام البغيض وتحقيق المصالحة والوحدة الوطنية والانتصار لخيار الشعب الفلسطيني في المقاومة.

وقبل أن أنهي ألفت النظر لمن يعنيهم الأمر… كيف قرأتم كلام رئيس الوزراء التركي، الذي أدانّ فيه عملية القدس، وطالب بـ «تعزيز التعاون مع إسرائيل من أجل مواجهة الإرهاب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى