مسؤول عسكري أميركي يشير إلى استخدام «داعش» لطائرات مسيّرة
قال قائد عسكري أميركي، إنّ تنظيم «داعش» الإرهابي يستخدم طائرات صغيرة مسيّرة لمهاجمة القوات العراقية في معركتها لاستعادة الموصل.
وأكّد الكولونيل بريت سيلفيا الذي يشرف على وحدة أميركيّة «لتقديم الدعم والاستشارة» في العراق، أنّ مقاتلي التنظيم يربطون ذخائر متفجّرة صغيرة بطائرات مسيّرة لقتل عناصر القوات العراقية التي تحاول استعادة مدينة الموصل.
وقال: «يستخدمون طائرات صغيرة مسيّرة مع ذخائر صغيرة يلقونها على القوات العراقية»، مضيفاً: «رغم أنّ حجم الذخائر ليس أكبر من قنبلة يدويّة صغيرة، فإنّها تكفي للحصول على النتيجة التي يريدها تنظيم «داعش» وهي القتل بدون تمييز».
وأشار سيلفيا إلى أنّ استخدام التنظيم المتطرّف لطائرات مسيّرة صغيرة ليس جديداً، رغم أنّها كانت تُستخدم قبلاً في مهمّات استطلاعية، قائلاً: «يستخدمونها اليوم لإلقاء الذخائر على القوّات العراقية التي تحاول التقدّم في الموصل». وأضاف أنّ القوات العراقية المدعومة من الأميركيّين باتت تنجح في إسقاط العديد من الطائرات المسيّرة، ما يجعلها «أقلّ فعاليّة ممّا كانت عليه».
ميدانيّاً، أجبر الجيش العراقي، أمس، مقاتلي «داعش» على التقهقر في جنوب شرقي الموصل، ليحقّق مكاسب في منطقة كان يواجه فيها صعوبات في التقدّم.
وذكر البيان الذي أذاعه التلفزيون الرسمي العراقي، أنّ وحدات الردّ السريع بالشرطة الاتحادية العراقية تقدّمت في «حيّ سومر» الذي يقع على الضفة الشرقية لنهر دجلة، و«حيّ الساهرون» المجاور.
وكان تقدّم القوات في تلك المنطقة أبطأ من الوحدات الموجودة في الشرق والشمال الشرقي، التي سيطرت على عدد من الأحياء في الأسبوع الماضي. وقادت قوّات جهاز مكافحة الإرهاب التقدّم في شرق الموصل.
واكتسبت عملية الموصل قوّة جديدة منذ بداية العام الحالي، بعد أن توقّف تقدّم القوات داخل المدينة في تشرين الثاني وكانون الأول الماضيان.
من جهته، قال قائد عمليات «قادمون يا نينوى» عبد الأمير رشيد يارالله في بيان له، إنّ «قوات الردّ السريع والفرقة الخامسة شرطة اتحادية، تمكّنت صباح أمس من تحرير حيّي «سومر» و«الساهرون» في الساحل الأيسر لمدينة الموصل، ورفعت العلم العراقي فوق مبانى الحيّين». وأضاف: «قوات الردّ السريع كبّدت العدو خسائر كبيرة بالأرواح والمعدّات»، حسب السومريّة نيوز.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت مصادر أمنيّة عراقية أنّ القوات المكلّفة بالمحور الشمالي لمعركة تحرير الموصل استعادت حيّ «السابع من نيسان» من قبضة التنظيم الإرهابي.
وكانت قوات الحشد الشعبي في العراق حرّرت قرى الحجف والحيانيّة والتل الجنوبي غرب الموصل، وفق ما أفاد به مصدر مطّلع. وباشرت بعمليّة تمهيديّة استعداداً لإطلاق المرحلة السادسة من عمليّات تحرير غرب الموصل.
وقال المصدر إنّ هذه القوات فجرّت سيارتَين مفخّختين لـ«داعش» في قرية الحجف وقتلت من فيهما، كما استولت على منظومة اتصالات وتنصّت تابعة لـ«داعش» في قرية الحجف المحرّرة جنوب ناحية تلّ عبطة.
وفي شرق الموصل، حرّرت القوات العراقية حيّي «السلام» و«الساهرون»، فيما تدور اشتباكات عنيفة في محيط مبنى جامعة الموصل، وتتقدّم القوات العراقية في حيّ سومر عند الساحل الأيسر للمدينة.
بالموازاة، تقدّمت القوات العراقية باتجاه جامعة الموصل ومنطقة النبي يونس في الساحل الأيسر للمدينة.
وكانت القوات العراقية المشتركة سجلّت الثلاثاء الماضي أسرع تقدّم لها شرق الموصل، حيث استعادت في الساعات الأخيرة أحياء السابع من نيسان والمالية والصدّيق.
ووفق مصدر، فإنّ القوات العراقية أمّنت الطريق بين حيّي الحدباء والصدّيق، كما دخلـت حـيّ سومر جنوب شرقي الموصل.
من جهته، أعلن جهاز مكافحة الإرهاب أنّه باتَ على بعد مئتي متر من منطقة النبي يونس.
وتنفّذ القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي هجوماً كبيراً منذ 17 تشرين الأول من العام الماضي لاستعادة مدينة الموصل والمناطق المحيطة بها. وفي المراحل الأولى من الهجوم، تقدّمت القوات العراقية بسرعة، لكنّ المعارك داخل أحياء المدينة أصعب.
واستعادت القوات العراقية 80 على الأقلّ من شرق الموصل من «داعش»، كما قال المتحدّث بِاسم القوات الخاصة المشرف على العملية. وخلال الأسبوعين الماضيين استعادت القوات العراقية قطاعات عدّة، ولأوّل مرة بلغت ضفة نهر دجلة الذي يمرّ وسط المدينة، لكنّ الجزء الغربي من الموصل لا يزال تحت سيطرة تنظيم «داعش».